منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ملاحظات على مذكرات الأمير عبد القادر المختلقة -2-
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-04-14, 15:37   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
الأميرة بديعة الحسني
كبار الشخصيات
 
إحصائية العضو










B18 تصوف هذا الرجل المجاهد الكبير الأمير عبد القادر

بسم الله الرحمن الرحيم


السادة الأعضاء المحترمين ،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
اسمحوا لي بتقديم شكري وسعادتي لاهتمامكم بتاريخ رموز أمتنا المجاهدين، وأقدّم شكري إلى كل من قرأ دراساتي وأبحاثي التاريخية، وأبدى اهتماماً، وامتناني لكم جميعاً.
تصوف هذا الرجل المجاهد الكبير الأمير عبد القادر
الأخ الفاضل السيد نسيم المحترم إذا كان نعت الأمير عبد القادر بالصوفية قدر كالقدر الإلهي فليتّقي الله هؤلاء الكتّاب ويلجؤوا إلى الأسلوب العلمي في دراسة فكر الأمير رحمة بهذا المجاهد، وليس نقلاً من الخلف إلى السلف. وفي هذا العصر تمسّك بإصرار عجيب كتّاب وأكاديميين وأصدروا المجلات كمجلة (مسالك) التي تصدرها المؤسسة التي نسبوها إلى اسمه وأقاموا الندوات على مستوى الجامعات عن تصوّف هذا المجاهد الكبير، وأصدروا كتباً ككتاب (الحياة الروحية للأمير عبد القادر)، 1998، في هذا الكتاب وصفه الدكتور ركيبي بالأمير الحائر مستنداً إلى أبيات شعرية لا تمت بصلة إلى الأمير الشاعر المبدع التقي الصالح المؤمن الذي قدّم قصائد شعرية تشهد على قوة إيمانه وعقيدته وعدم حيرته أو ضلاله، لأن الحيرة ضلال كما ذكر الأمير عبد القادر في كتابه (المقراض الحاد لقطع لسان منتقص دين الإسلام بالكفر والإلحاد) الذي ألفّه في سجنه في أمبواز وقدّمه إلى القساوسة وهو دليل قاطع على تمسّكه بالسير على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم و خطا الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم. لقد أُهمل هذا الكتاب (المقراض الحاد) ولم يلتفت إليه أحد ويحققه غيري في كتابي (فكر الأمير عبد القادر). وهو كتاب أو رسالة علمية وفقهية وتاريخية أيضاً أدهشت علماء باريس بعد ترجمتها فوضعوا اسمه في سجّل العلماء في فرنسا. هذا الكتاب أهملته المؤسسة والمؤسسات الأكاديمية في الجزائر مع الأسف وتمسّكت فقط بكتاب نُسب إليه كما ذكر المؤرخ عبد الرزاق البيطار في كتابه (حلية البشر) تحدّث فيه عن حديث سمعه من الأمير في رحلة رافقه فيها إلى صفد في فلسطين، ولم يقل عبد الرزاق البيطار أن كتاب المواقف ألّفه الأمير بل قال نُسب إليه، وهذه الكلمة لا تدلّ على يقين. وهذا الكتاب (المواقف) الذي يناقش فكر الأمير من خلاله هو كتاب ألّفه أحد مشايخ دمشق بالتأكيد فوضع فيه أفكار للأمير كان قد سأله عنها تتعلق بسيَر الأنبياء كما ذكر في كتاب (الحدائق الوردية) للشيخ عبد المجيد الخاني الذي ألفه عام 1308 هجرية، أي بعد وفاة الأمير بثماني سنوات، لأن وفاة الأمير كانت عام 1300 هجرية، والذي كتب فيه عن والده واعترف فيه أن والده الشيخ محمد الخاني شيخ النقشبندية كان مولعاً بجمع أفكار للمشايخ الصوفية في مراحل عديدة في التاريخ الإسلامي، فكان يجمع أجوبة الأمير له على أسئلة ويضمها ويلحقها بأخدان وأقران برأيه، أ ي إلى أفكار غيره، وهنا لا أتّهم أحداً لأن هذا المؤلَّف تم نسخه عدد من المرات وبكتّاب مختلفين. وكان الشيخ مهذباً فلم يحتفظ بها إلا بإذن الأمير كما قال ابنه إلى أن أصبح عنده ثلاث مؤلفات ضخمة كما ذُكر في كتاب (الحدائق الوردية). والجزء الثالث من هذا الكتاب قال أنه كتبه بعد وفاة الأمير بسنوات (والاعتراف سيد الأدلة) مما يؤكد بشكل علمي على أن هذا الكتاب هو مجموعة من أفكار آخرين ظنهم الشيخ أخدان لأفكار الأمير، فيهم أحاديث نبوية وتفاسير للقرآن الكريم، ثم جاء من نسب الكتاب بأجمعه إلى الأمير عبد القادر وكتب على غلافه الألف واللام، أي لسيدنا ومولانا الأمير كذا وكذا، ونُسب إليه كل ما جاء في هذا الكتاب من أحاديث نبوية لا وجود لها ولم يسمع بها أحد، منها مثلاً، أستغفر الله العظيم، عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم زدني فيك تحيّراً) أي ضلالاً. لقد ظُلم الأمير عبد القادر بوضع اسمه على هذا الكتاب ظلماً كبيراً، وبوصفه صوفياً لأن هذه الكلمة فضفاضة، واسعة، لم يحدد أحد ما هو تصوفه، ولا أي مرحلة من مراحل التصوف في التاريخ الإسلامي. وكلمة الصوفي هي كلمة قديمة. الصوفية وُجدت في المسيحية واليهودية والغنوصية والزردشتية، وفي التاريخ الإسلامي مرت بثلاث مراحل، واشتُهر منها زهادٌ وصل بهم الحال إلى الإشراك بالله، مثل الحلاّج، والسهروردي وغيرهم، ومنهم من حُكم بالإعدام وأُعدم بتهمة الكفر. وهنا سؤال: لماذا الإصرار من قبل المؤسسة على إلصاق كلمة تصوّف بالأمير عبد القادر، واختيار كتاب مشبوه لم يتحققوا من انتسابه إليه، ولا يوجد لديهم دليل واحد علمي على أن الأمير ألّفه أو أملاه على أحد؟ لماذا لم يختاروا كلمة تقي، ولم ينعتوه بالتقوى والصلاح، ففي صلواتنا الخمس ماذا نقول؟ ألا نقول السلام على عباد الله الصالحين؟ هل نقول على عباد الله المتصوفين؟ إذاً الصلاح والتقوى هما صفتان يرضى عنهما الله، لذلك نذكر الصلاح في صلاتنا وليس التصوّف.

وتضمن هذا الكتاب الذي أطلقوا عليه اسم (المواقف) تفاسير للقرآن بعيدة وخارجة عن شروط التفسير التي سمح بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتضمن أيضاً تناقضات صارخة في الصفحة الواحدة، وهي دليل على خلط أفكار متناقضة لعدد من المشايخ والله أعلم من هم. وهنا أذكر دليل إلى جانب الأدلة الكثيرة وهو عدم وجود نسخة منها بخطه، أي خط الأمير، وإنما وجد نسخة بخط مجهولين، منهما نسختين في مكتبة الأسد في قسم المخطوطات النادرة تحت رقم 9263، وأخرى تحت رقم 9266. كُتب على التقرير المرفق بها (صاحب الخط مجهول، التاريخ مجهول)، ومن غير تقسيمات، أي رأينا هذه النسخ المطبوعة المنتشرة، منها مثلاً الموقف 265 الذي ذكره السيد جواد المرابط في كتابه (تصوف الأمير عبد القادر) ص 131، ولا شك أن السيد جواد كان قد قرأ هذا الموقف في كتاب (المواقف) ونقله منه إلى كتابه هذا معتقداً، والله أعلم، أن الأمير وصل إلى مرتبة فوق الأنبياء، وأن الله كلمه بأمور مناقضة للآيات القرآنية التي نزلت على سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، أو أنه لم يقرأ جميع الآيات القرآنية، أو أنه نسيها فصدّق ما جاء في هذا الموقف عن لسان الأمير الذي قال فيه أن الله كلّمه وقال له: (إنك مثل فرعون الذي كان سيداً في الدنيا والآخرة، لأن فرعون كان في الحياة الدنيا سعيداً سيداً بل إلهاً يُعبد، ولما حضرت وفاته وتاب، وبعد توبته وإيمانه هو في الآخرة شهيداً، وسيداً، بل ملكاً طاهراً من ملوك الجنة، ولكن الناس يأبون عليه ذلك). ولكن الله سبحانه وتعالى قال في القرآن، في سورة يونس، آية (90): (الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين، فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية). لم يذكر الله أنه غفر له، وإنما قال تعالى في سورة النساء، الآية (17): (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً، وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً). والأدلة كثيرة على براءة الأمير من هذا الكتاب الذي اختاروه كدليل وحيد على وصف الأمير بالتصوّف، وإلى الأبيات الشعرية التي تصدّرته، ومن هذه الأدلة على براءة الأمير من كل ما ذكروه عنه ونسبوا إليه من أفكار أن علماء دمشق الأجلاّء مثل الشيخ بدر الدين ابن الشيخ يوسف الذي وصف الأمير بقصيدة طويلة قدمها له بعد ختم صحيح البخاري، وصفه فيها بأنه أمير العلماء، وهي دليل على براءة الأمير من كل ما يخالف القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأيضاً يوجد ترجمة لشقيقه أحمد لم يأتِ ذكر لكتاب (المواقف) في هذه الترجمة ولا أن أخيه كان يؤلف كتاباً لا مواقف ولا غيره. وأيضاً في وصيّته الموثقة في المحكمة الشرعية والتي وضعتها في كتابي (دراسة لتحفة الزائر وكتاب المواقف) عام 2009، والذي وضعته في موقع الجلفة على الانترنت. في هذه الوصية لو كان الأمير قد ألف كتاباً كهذا لأوصى مثلاً بطباعته وخصّص له مبلغاً، أو كلّف أحداً بتحقيقه أو دراسته أو تدقيقه على الأقل. والأدلة كثيرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حفيدة الأمير عبد القادر


الأميرة بديعة الحسني الجزائري









رد مع اقتباس