منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - سيكولوجية الاسلاموفوبيا بين الاستشراق النخبوي والإعلام الجماهيري (سلسلة) د. يزيد حمزاوي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-07-12, 11:18   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عبدالإله الجزائري
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية عبدالإله الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


تابع...

(الحلقة 6)
10 يوليو 2021


يمكن اختزال التراث الاستشراقي الضخم الذي تدور أفكاره الاسلاموفوبية حول ترسيخ وتكريس جملة من الشبهات والاتهامات المشحونة بالتهويل والمبالغة والتزييف والخداع، ونكتفي بذكر تلك الشبهات التي تهدد الأمن الإنساني دون غيرها ومنها:
شبهة أن الإسلام انتشر بالسيف.
شبهة أن الفتوحات الإسلامية والغزوات كانت توسعات استعمارية، هدفها الحصول على مغانم وخيرات تلك البلدان.
شبهة أن المسلمين دمروا كل الآثار والحضارات السابقة عليهم.
شبهة أن الإسلام أكره الناس على اعتناقه قسرا وقهرا.
شبهة أن حد الردة في الإسلام يتعارض مع تعاليمه بعدم إكراه الناس على اعتناقه.
شبهة أن مفهوم الجهاد في الإسلام هو أنه حرب مقدسة لقتل غير المسلمين.
شبهة أن الإسلام يدعو المسلمين إلى التطرف والعنف.
شبهة أن الإسلام يدعو إلى التعصب وإشاعة الإرهاب.
شبهة أن الإسلام يجيز الاغتيالات وقتل الأبرياء المسالمين لبلوغ أهدافه.
شبهة أن الإسلام لا يتورع عن قتل الأطفال والنساء ورجال الدين.
شبهة أن الإسلام يجيز الاختطاف والاغتصاب والزواج القسري مع القصر.
شبهة أن حدود الشريعة وحشية وأحكام العقوبات قاسية وغير إنسانية.
شبهة أن الإسلام ينشر الكراهية والحقد ضد غير المسلمين.
شبهة احتقار الإسلام للمرأة وفرض الوصاية عليها ويجيز تعنيفها وضربها.
ومع أن بعض ذلك المنتوج الفكري الاستشراقي تميز بالعمق والغوص في الدقائق، إلا أنه كان قليل التأثير، لأن تلك الكتب والبحوث استهدفت جمهورا صغيرا جدا ومحددا يتمثل في الباحثين والأكاديميين، أي النخبة فحسب، وهؤلاء فئة قليلة في كل مجتمع...لقد بقي منتوج المستشرقين في أغلبه حبيس المكتبات لا يصل إليه إلا الدارس المتمرس شديد الاهتمام...لذا فتقييم حركة الاستشراق لهذه الاعتبارات كان سلبيا، ومع أن الاستشراق اقترن بالاستعمار وحملات التنصير والتغريب، فلم يستطع كسر الإسلام، فالصحوة الدينية الكبيرة التي برزت في العقود الاخيرة وعودة المفاهيم الإسلامية النظرية والعملية إلى الساحة بعد حقبة طويلة من الاستعمار تعزز ذلك الفشل.
إن الاستشراق الكلاسيكي استنفذ طاقته وفقد بريقه، بسبب التغيرات الكثيرة على العالم، أبرزها سقوط الديانة النصرانية وفقدانها لنفوذها في العالم، ومن جهة ثانية اندحار الاستعمار الكولونيالي القديم وتحرر أغلب بلدان العالم الإسلامي، وظهور مؤسسات دولية وأنساق ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية "عولمية" قلصت من فعالية الاستشراق، كسلاح بيد الغرب في مواجهة خصمه اللدود الإسلام، لقد أضحى في نظر الغرب المعادي للإسلام إيجاد منظومة أخرى، ورؤية جديدة للإبقاء على التفوق الغربي والسيطرة العالمية، مرورا بالاسلاموفوبيا، أكثر فعالية أمرا جوهريا ملحا، لكن بأساليب جديدة مبتكرة ووسائل أخرى مخترعة.. فكانت الرؤية هي الليبرالية الغربية، وكانت الوسيلة هي الإعلام.....(يتبع).
توقيع: د يزيد حمزاوي.










رد مع اقتباس