منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - سيكولوجية الاسلاموفوبيا بين الاستشراق النخبوي والإعلام الجماهيري (سلسلة) د. يزيد حمزاوي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-07-07, 20:03   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عبدالإله الجزائري
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية عبدالإله الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


تابع...

(الحلقة 5)
7 يوليو 2021م


لقد تولى المستشرقون الكتابة لصالح الغرب وبالوكالة عنه لتحقيق أهدافه المعلنة وغير المعلنة، كان هدف الاستشراق عموما يتلخص في اثنين: تشويه صورة الإسلام أمام الغرب حتى لا يعتنقه أحد من بني جلدتهم وتشكيك عوام المسلمين وأنصاف المثقفين، ووضع علماء الإسلام في موقف الدفاع حتى لا ينشغلوا بنقد كتابهم وعقائدهم المحرفة والباطلة، والهدف الثاني كان دراسة الشعوب الإسلامية اجتماعيا وتاريخيا واقتصاديا، حتى يستطيع الاستعماريون فهم طبيعة تلك الشعوب جغرافيا وتاريخيا واجتماعيا وكافة الجوانب الأخرى، ثم ليتمكن المنصرون معرفة وفهم تلك الشعوب أيضا.
كتب الخبير في علم السياسة الفرنسي Olivier Le Cour Grandmaison: "تحت الجمهورية الثالثة مفكرون مثل Ernest Renan تحدثوا عن خصوصيات العرب، فجعلوا من الإسلام دينا للتعصب والجبرية، وتشددوا ضد الإسلام من أجل خدمة السياسيين الكولونياليين الفرنسيين، ويذكر عن رينان قوله: "كل شخص مطلع على الأحوال الحالية يرى بوضوح تخلف الدول التي يحكمها الإسلام، والرداءة العقلية للشعوب التي تتبع هذا الدين والثقافة والتربية"... ويردف Oliviet Le Cour قائلا: "إن هذه الحملة لم تقدم على شاشة CNN الأسبوع الماضي لكن قالها رينان في محاضرة بجامعة السوربون سنة 1883، لقد كان فكره يجسد الاسلاموفوبيا المتعلمة الذي استخدمته فرنسا لمصالحها الاستعمارية...وعلق Frantz Drupt الذي عرض الكتاب في مقال له بجريدة Liberation بقوله: "في القرن التاسع عشر جعلت اسلاموفوبيا النخبة من التطرف ميزة خاصة بالمسلمين".
"وكان للاستشراق دور كبير في خدمة المؤسسات العسكرية والإستراتيجية، وفي تقديم دراسات عن الإسلام وأهله، ونحن نشير هنا فقط إلى ذلك النوع من الاستشراق الذي تجَند لخدمة الإمبراطوريات المسيحية التي سعت إلى دحر المسلمين، لأنهم أصحاب رسالة تنازع المسيحية في مسألة البشارة والكلمة الطيبة، فالريادة يجب أن تبقى للغالب المنتصر، ولهذا الغرض قامت حروب دينية وصليبية، وكان القادة العسكريون الأوروبيون، ومعهم كثير من المستشرقين وآباء الكنيسة يعتقدون أن العالم غير الخاضع للمسيحية عالم همجي، ومتوحش، وبدائي، وهمجي، وحيواني، وشهواني...يحتاج لمن يخرجه من الكهوف، والمغارات، والظلمات، والغشاوات إلى الأنوار، والأضواء، والزخارف، والصور، والتماثيل" ....(يتبع).
توقيع: د يزيد حمزاوي










رد مع اقتباس