منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - سؤال عاجل بارك الله فيكم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-07-07, 12:43   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
موسى عبد الله
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية موسى عبد الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نص الصلحُ على أن تضع الحربُ أوزارَها عشر سنين، يأمن فيها الناسُ، ويكفُّ بعضُهم عن بعض، على أنه من أتى محمدًا من قريشٍ بغير إذن وليِّه ردَّه عليهم، ومن جاء قريشًا ممَّن مع محمدٍ لم يردُّوه عليه، وأنه مَن أحَب أن يدخل في عقد محمدٍ وعهده دخَل فيه، ومن أحَبَّ أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه، وأنك ترجع عنَّا عامك هذا فلا تدخل علينا مكة، وأنه إذا كان عام قابل خرجنا عنك، فدخلتَها بأصحابك فأقمتَ فيها ثلاثًا، وأصاب الصحابةَ مِن توقيع هذا الصلح همٌّ وغمٌّ، وظنوا أنهم قد بُخِسوا حقَّهم.

تعاظم الأمرُ في نفوس الصحابة، ورأوا أن ذلك رضا بالدُّون إلى حدِّ أنهم عندما أمرَهم - صلى الله عليه وسلم - بأن ينحَروا ويحلِقوا ويتحللوا، لم يُجِبْه أحدٌ إلى ذلك، فرددها ثلاث مرات، فلم يفعلوا، فدخَل على أم سلمة وهو شديدُ الغضب، فقالت: ما شأنك يا رسول الله؟ قال: هلَك المسلمون! أمرتُهم فلم يمتثلوا! فقالت: يا رسول الله، لا تَلُمْهم؛ فإنهم قد دخلهم أمر عظيم مما أدخلتَ على نفسك من المشقة في أمر الصُّلح، ورجوعهم بغير فتح، ثم أشارت عليه أن يخرجَ ولا يكلم منهم أحدًا، وينحَر بُدْنَه، ويحلِق رأسه، فخرج فلم يكلِّمْ أحدًا حتى قام فنحر بدنه، ودعا حالقه فحلَقه، فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلِق بعضًا، حتى كاد يقتل بعضهم بعضًا من الغم!

ذكر ابن عقبة أنه لما كان صلحُ الحديبية، قال رجال من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذا بفتحٍ، لقد صُدِدنا عن البيت، وصُدَّ هَدْيُنا"، فبلغ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قولُ أولئك، فقال: ((بئس الكلام هذا، بل هو أعظم الفتوح، قد رضي المشركون أن يدفعوكم بالرَّاح عن بلادهم، ويسألوكم القضية، ويرغَبوا إليكم في الأمان، وقد رأَوْا منكم ما كرهوا، وأظفَركم اللهُ عليهم، وردَّكم سالمين مأجورين؛ فهو أعظم الفتوح، أتنسون يوم أحد؛ إذ تُصعِدون ولا تلوون على أحد، وأنا أدعوكم في أخراكم، أنسيتم يوم الأحزاب؛ إذ جاؤوكم من فوقِكم ومن أسفلَ منكم، وإذ زاغت الأبصارُ وبلغت القلوبُ الحناجرَ، وتظنُّون بالله الظنونا))، فقال المسلمون: صدَق الله ورسوله؛ فهو أعظم الفتوح، والله ما فكَّرْنا فيما فكَّرْتَ فيه، ولأنت أعلمُ بالله وأمرِه منا.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/60573/#ixzz3fCmNFpL5










رد مع اقتباس