منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز أنْفَاسٌ حَرَّى
الموضوع: موضوع مميز أنْفَاسٌ حَرَّى
عرض مشاركة واحدة
قديم 2023-12-07, 20:07   رقم المشاركة : 105
معلومات العضو
رَمَادِيَاتْ
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية رَمَادِيَاتْ
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



أعرف.. ولا أعرف ما الذي كان يجعلني أغض الطرف بينما كان يجب للعين أن تلتقي بالعين وتستغرق في التفاصيل! لكنني كنت متورطة في ضباب يلفه ضباب ويغطيه ضباب، فلم أكن أرى أبعد من فنجان القهوة الذي كنت احمله بيدي أو كوب الماء الذي كان أمامي!
كنت جميلا، وجل ما فعلته أنا في نهاية المطاف: قضاء الواجب، ثم لا شيء آخر! وهذا هو السوء بعينه أحيانا: أن تتبرمج ولا تفعل شيئا آخر..
كنتُ أقول: للقلب سطوة!
وهذا ما ظللت أعلل به الأمر لأشهر كثيرة، رغم أنني لم أفهم لمَ سطا تبلدي فجأة.. وانسلخ قلبي من قدرته على التعاطف!!؟

بالأحرى، ليس الأمر أنني لم أكن متعاطفة ولكن المشكلة أنني أكره هذه الحقيقة التي تجيء على هيأة: أحدهم سلّم رقبته لأحدهم، ورضي واستسلم له. أكره هذا النوع من الضعف الذي يصنع أسيادا ولاجئين - حتى لا أقول شيئا آخر-
قلت لك ذات غضب: لم أنت مرتخ هكذا!؟ لمَ تتعثر في ثوب بالغ الترهل؟
قلت لي: أنا متعب..
قلت لك: آه متعب ..
قلتها هكذا.. خالية من التصديق ومبنية على استنتاج سابق، وأغفلت احتمالية أنك قد تكون متعبا بالفعل..

وحين التهمك التعب وفعل ما فعل ... عضضت أصابعي وبكيت وبكيت..

أتدري؟

أتدري ما يضير ويجعلنا نجلد أنفسنا جلدا؟
هو أننا نستبعد أن أي مشهد نصنعه الآن قد يكون هو الأخير لأحدنا فعلا، وحين يصبح فجأة هو الأخير ولا نملك فرصة من أجل اجراء الجزء الثاني نتخبط ما تبقى من العمر بين جدران شعور قاس جدا يسمى الندم..












رد مع اقتباس