منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - نساء عظيمات خلدهن التاريخ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-07-09, 18:39   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


نساء عظيمات خلدهن التاريخ - 22
أميمة بنت خلف

تكن من النساء ذوات الشهرة، بل كانت امرأة بسيطة لا تتعدى شهرتها منزلها أو أهلها، وقد هبطت عليها البركة بعد إسلامها وإيمانها بدعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى غدت بذلك إحدى شهيرات النساء في الإسلام .

ومع أن كتب التاريخ الإسلامي لم تذكر الكثير عن تلك الصحابية الجليلة إلا أنها كانت أنموذجاً يحتذي به في الدفاع عن الإسلام وعن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم وكان لها الكثير من المواقف التي توضح بجلاء عظيم قدرها وإخلاصها في حب الإسلام وإيمانها الخالص لله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .

إنها الصحابية الجليلة أميمة بنت خلف بن أسعد الخزاعية وإحدى فضليات نساء الصحابة التي أسلمت عن يقين واقتناع بعد رؤيا رآها زوجها خالد بن سعيد بن العاص .

وتذكر كتب السيرة الكثير من المواقف للصحابية العظيمة أميمة بنت خلف بن أسعد الخزاعية، حيث إنه حينما بدأت الدعوة الإسلامية بالظهور في مكة المكرمة كانت تلك الصحابية ممن صادفت همسات الإيمان قلبها خاليا فتمكنت منه وملأ قلبها الإيمان بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم .

ويروى عن قصة إسلامها أن زوجها خالد بن سعيد بن العاص حدثها عن إسلامه واتباعه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وصدقت....وكانت أميمة بنت خلف إلى جانب زوجها ابن سعيد تتحمل الشدائد وتقهر العذاب بالتضحية وتتفوق على الحرمان بزاد الإيمان الذي لا ينفد .

رؤيا صادقة :
وتؤكد المصادر التاريخية أن لإسلام أميمة بنت خلف وزوجها قصة، حيث إن زوجها خالد بن سعيد بن العاص، رأى ذات ليلة في نومه رؤيا قادته للإسلام حيث رأى فى النوم أنه واقف على شفير النار، فذكر من سعتها ما الله به أعلم، ويرى في النوم كأن أباه يدفعه فيها .

ويشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذاً بمنكبيه لئلا يقع، ففزع من نومه فقال : أحلف بالله ان هذه الرؤيا حق. فلقى أبا بكر رضي الله عنه .

فذكر ذلك له فقال أبو بكر :أريد بك خير، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه، فإنك ستتبعه وتدخل معه في الإسلام الذي يحول بينك وبين أن تقع فيها. وأسلم خالد وحسن إسلامه، ودعا زوجته أميمة بنت خلف بن أسعد الخزاعية إلى الإسلام فأسلمت كذلك .

وعندما علم أبو خالد بإسلام ابنه غضب بشدة وأرسل يطلبه وأنبه وبكته وضربه بمقرعة كانت في يده حتى كسرها على رأسه غير أن هذا لم يثنه عن الإسلام ودين الله وإتباع رسوله بل إن كل هذا الغضب والضرب من ابيه زاده قوة وعزيمه فكان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وعندما اشتد أذى المشركين برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته ممن دخلوا في الإسلام مبكرا قرر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقي هؤلاء الصحابة عذاب الكفار فأمرهم بالهجرة إلى أرض الحبشة حيث يوجد بها ملك عادل لا يظلم عنده أحد وكانت أميمة بنت خلف وزوجها ممن هاجروا مع صحابة رسول الله إلى الحبشة .

وهناك أنجبت أميمة لزوجها خالد ابنه سعيد بن خالد، وبعد ذلك أنجبت له ابنته أمة بنت خالد التي اشتهرت بكنيتها فيما بعد أم خالد بنت خالد .

ومكثت أميمة مع زوجها في أرض الحبشة حتى بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري، فحملهم في سفينتين وقد فرحت أميمة بنت خلف بلقاء الرسول صلى الله عليه وسلم بعد غيبة طويلة.

وذكر ابن إسحاق في سيرته أن المهاجرين إلى الحبشة كانوا ثلاثة وثمانين رجلا وثماني عشرة امرأة وأكثرهم قرشيون من أشراف بطون قريش.

وكان من بينهم أميمة بنت خلف بن أسعد بن عامر الخزاعية وزوجها خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي.

العودة إلى المدينة :
وكان لأميمة بنت خلف بن أسعد دور كبير في نصرة الإسلام وإعلاء كلمة الحق والدين، حيث صبرت مع زوجها على تعذيب الكفار لهما، وعندما أمرهما الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة امتثلا لطلبه من أجل نشر دعوة الإسلام في شتى بقاع الأرض .

وظلت أميمة بنت خلف وزوجها خالد مع طفليهما بأرض الحبشة حتى عام فتح خيبر في السابع من الهجرة، فعادت إلى المدينة مع المهاجرين وعاشت وزوجها وطفلاهما بالقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان زوجها كاتبا للوحي وبعثه النبي صلى الله عليه وسلم أميرا على بلاد اليمن.

والثابت أن أميمة بنت خلف ربت ابنها وابنتها على الإيمان والصدق، فكانت ابنتها أمة بنت خالد من الراويات لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وعاشت الابنة البارة مع أبويها أكثر من عشر سنوات فى الحبشة وكان الابن من المدافعين عن الإسلام والرافعين لراية الحق والدين.

وانتقلت أميمة بنت خلف بعد قدومها من الحبشة لتعيش في المدينة المنورة وتشاهد وتسمع وترى الأحداث المهمة في الإسلام وتسعد بأن تكون إحدى الصحابيات المؤمنات اللاتي شاهدن رسول صلى الله عليه وسلم وسمعن منه.

وعاشت أميمة بنت خلف بن أسعد مع زوجها خالد إلى زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قتل زوجها فى معركة مرج الصفر في المحرم سنة أربع عشرة، وعلمت أميمة رضي الله عنها بوفاة زوجها فصبرت واحتسبت، فكيف لا تفعل ذلك وقد قال الذي قتل خالد بعد أن أسلم :
من هذا الرجل ؟ فإني رأيت نورا ساطعا الى السماء.

وكانت أميمة بنت خلف من الصحابيات المبكرات إلى الإسلام وقد نالت شرف رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم والسماع إليه ولبثت أميمة في أرض الحبشة مع زوجها وولديهما بضعة عشرة سنة، ولم تذكر كتب التاريخ يوم وفاتها، فرضي الله عنها وادخلها فسيح جناته .


المصدر موقع واحة المرأة
إلى لقاء آخر في سيرة نساء عظيمات خلدهن التاريخ - 23

تحياتي









رد مع اقتباس