لقد مرت السنون على حالي و أمواج الحياة ترطمني حينا هنا و حينا هناك كم كنت غريبة عن هده الدنيا في هده السنوات لقد أدمع الحزن عيني و أنزفت الحسرة فؤادي و بين العبرة و الأخرى تتعالى الاهات من بيتي صرخات تروي معاناتي تتخللها بسمات و ايمان بقضاء الله و قدره بعد المأساة التي حصلت في منزلي و تربعت على عرش أحاسيسي لقد أشعلت في نفسي نار الانتقام و ما عدت قادرة على حبسها داخل سجن أفكاري وددت لو أجد أحدا يأخدني إلى الجبل كي أجاهد و أكافح و الأهم من هدا كي أنتقم للبراءة التي قتلت أمام عيني عندما أضع رأسي على المخدة و أغمض عيني أرتجي النوم أن يأتيني أتدكر عائلتي أتدكر كم عانينا و كم قاسينا مع الطغيان ودات يوم حينما سرق الأسى لدة النوم من مقلتي رحت ألتمس أشواقي و أتجول في الطرقات بحثا عن أثر أسرتي
هنا كان أبي يجلس و كعادته يناديني ليحضنني بين دراعيه فأحس بنشوى يا لحنيني لها الان هنا كان أخي يلعب و هنا كانت أمي تقف لتدعوني للغداء الان صارت كل هده الأحاث مجرد دكريات في سجل الخلود
في شهر فبراير وفي اليوم الثامن عشر جاءني رجل في الخمسينيات من العمر فلما رأيته حسبته من اليهود فرحت أدفعه عني و أتقي بالله من شره لكنه طمأنني بأنه كان صديق أبي رحمه الله و حال إتمامه لجملته طلبت منه أن يأخدني معه إلى الجبل لأحل محل أبي و لأنتقم لمن كانوا سبب وجودي في الحياة فتعجب لأمري و راح ينصحني بنسيان هدا الأمر متحججا بصغر سني و بكوني فتاة فلم أجبه سوى برجائي أن جربني و ستراني إن شاء الله خير خلف لخير سلف فما كان منه إلا أن وافق بأخدي معه
في هدا الوقت بدأت رحلتي مع الجهاد في سبيل الله و كم أرجو أن يوفقني الله فيها
تابعوا الجزء الثالث من قصتي