إن المجتمع الجزائري بدأ يعرف في السنين الأخيرة بعض الأمراض الاجتماعية الغريبة عنه، والشيء المؤسف أنها تطال فئة الشباب بسبب الانكسار الذي أصابه.
بفعل الأزمات الاقتصادية المتوالية وعدم الاستقرار السياسي وشرعية الحكم وسوء التسيير وتفاشي الفساد والتسرب المدرسي، إضافة الى تداعيات وباء كورونا.
هذه العوامل إضافة الى أخرى أنتجت بطالة متفشية في أوساط الشباب سواء المتعلم منه أو غيره، ذلك ما جعل أفاقه المستقبلية تتلبد غيوما.
هذه الأمراض بلغت درجة كبيرة من الإنحطاط الى الدرك الأسفل وتثير الإشمئزاز في الأنفس لإنهزمايتها، كأن ترى شابا يافعا يمد يده للتسول وأخر يستعمل التسول الإحتيالي كأن يطلب مالا بحجة أن له أبا مريضا بالمستشفى ليشتري له دواءا أو يفبرك حجج أخرى يعرفها الجميع، وأخر يتشرد في المدن لينزل على مقاهيها ومطاعمها ويلحس بقايا الزبائن وأخر وأخر وأخر...
أخطر هذه الأمراض هروب هذا الشباب أفرادا وجماعات من الواقع الى ما وراء البحر في قوارب الموت وقد يكون طعاما لكائنات البحر، في ما يسمى بالحرقة الشرعية أو غير الشرعية.
أعلى مثل هؤلاء الشباب المتخرج من مدرسة الاستقلال ضحى الشهداء الأبرار وسالت دمائهم الزاكية أنهارا، وجاهد المجاهدين الأخيار يا أيها المسئولين المتعاقبين على هذه الجزائر ؟! لا ألف لا.
إن الذنب ليس ذنب هذه الفئة من الشباب، إنما ذنبكم أنتم، وأن محكمة التاريخ ستدينكم لا محالة، لأنكم لم تستثمروا الإستثمار الأكيد، ألا وهو في الانسان، وإنما أنصب فقط على ما تجمعونه من ثروة.
الأستاذ/ محند زكريني