منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-03-08, 05:37   رقم المشاركة : 209
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



قال النبي صلى الله عليه وسلم

إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ

إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ

إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ

ولمنِ ابتُلِيَ فصبرَ فواهًا


صحيح أبي داود 4263

اجتِنابُ الفتَنِ مِن نِعَمِ اللهِ على مَن رُزِقَ ذلك

فإنَّه يَبعُدُ بذلك عن البلاءِ العَظيمِ

وظلْمِ غيرِه من المسلِمين.

وفي هذا الحَديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم:

"إنَّ السَّعيدَ"، أي: إنَّ السَّعيدَ بحَقٍّ مَن كان حالُه

"لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ"، أي: أُبعِدَ عن الفتَنِ

ككثرَةِ القتْلِ، وغيرِه

"إنَّ السَّعيدَ لَمَن جنِّبَ الفتَنَ، إنَّ السَّعيدَ لَمن جنِّبَ الفتَنَ"

كرَّرَها للتَّأكيدِ على هذا الأمْرِ

وقيل: كلُّ قطعَةٍ منها مرحلَةٌ من الفتَنِ يُثني على مَن جُنِّبَها

"ولَمَن ابتُليَ"، أي: امتُحِنَ وعاصَرَ شيئًا

من تلك الفتَنِ، "فصبَرَ"، أي: صبَرَ عليها

فلَم يَفتتِنْ ولم يقَعْ في شَرِّها ولمْ يشارِكْ فيها

وتحمَّلَ الظُّلْمَ الواقِعَ عليهِ "فَواهًا"

أي: ما أحسَنَ مَن صبَرَ عليها

وقيل: يَعني التَّحسُّرَ على مَن باشرَها، وابتُلِيَ بها.


https://dorar.net/hadith/sharh/83757

إن للفتن أخلاقا يجب التحلي بها حتى لا تؤثر

تلك الفتن سلبا على الإنسان

أو يكون هو بنفسه يؤثر سلبا على جماعة المسلمين ..


فمن تلك الأخلاق :

‌أ- التأني والرفق والحلم وعدم العجلة :

فالتأني والرفق والحلم عند الفتن وتغير الأحوال محمود

لأنه يُمكِّن المسلم من رؤية الأشياء على حقيقتها

وأن يبصر الأمور على ما هي عليه.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم :

( ما كان الرفق في شيء إلا زانه

ولا نزع من شيء إلا شانه )


رواه مسلم ( 4698 )

. وقال عليه الصلاة والسلام لأشج عبد القيس :

( إن فيك خصلتين يحبهما الله، الحلم والأناة )


رواه مسلم ( 24 ) .

فعلينا جميعاً بالرفق في الأفكار والمواقف

وفي كل ما يجدّ من الحوادث وعدم العجلة

فإنها ليست من منهج الأمة الإِسلامية

وخاصة في زمن الفتن .


‌ب- الصبر:

نحتاج إلى الصبر كثيراً ، وخصوصاً عند الفتن .

يقول الله تعالى : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ

وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)

الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)

أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ

وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)) .سورة البقرة

وعن أبي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ :

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

" إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ الصَّبْرُ فِيهِ مِثْلُ

قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِمْ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ

رَجُلا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ

مِنْهُمْ قَالَ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ . "


أخرجه أبوداود (4341 )

فاصبر فإنك في النوازل رائد والدرب نعلم شائك وطويل

فالصبر روضات لأبناء الهدى ولجنة الرحمن تلك سبيل

وبالصبر يظهر الفرق بين ذوي العزائم والهمم

وبين ذوي الجبن والضعف ولذلك وَعَى السلف الصالح

أهمية الصبر عند وقوع الفتن والحوادث


‌ج- العدل والإنصاف في الأمر كله :

فإن من أقوى أسباب الاختلاف بين العباد

وخصوصاً زمن الفتن فقدان العدل والإنصاف

ولو جاهد المسلم نفسه لتحقيق صفة العدل مع نفسه

ومع الناس فإن كثيراً من المشاكل التي تحصل

بين المسلمين سواء منها الفردية أو الجماعية

ستزول وتحل بإذن الله تعالى .

يقول الله تعالى : ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا ) .

ويقول تعالى : (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ

اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ )

فلا بد من العدل في الأقوال والأعمال وخصوصاً زمن الفتن

بمعنى أن يأتي الإِنسان بالأمور الحسنة والأمور السيئة

ثم يوازن بينهما وبعد ذلك يحكم

لأن في الموازنة عصمة للمسلم من أن ينسب للشرع

ما ليس موافقاً لما أمر الله به

وبالتالي يكون عدلك وإنصافك

في الفتنة منجياً بإذن الله تعالى .

والله أعلم .


و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر