منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-03-05, 05:50   رقم المشاركة : 207
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



إنّ من رحمة الله وكرمه على خلقه

أن جعل أبواب التقرّب إليه كثيرةً ومتعددةً

وقد حثّ عليها كلّها

وجعل بين ذلك تفاوتاً في الفضائل والأجور

حتّى يرفع الهِمم

ويحاول كلّ إنسان أن يجتهد ليُصيب أكبر قَدْرٍ ممكنٍ

من أبواب الخير

ومن هذه الأبواب باب الصّدقة

التي جعلها متفرّعةً إلى عدّة أشكال

فالإنسان يختار منها ما يناسبه ويقدر عليه

فقد جاء في الحديث الشريف

كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ

كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمْسُ

يَعْدِلُ بيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ

ويُعِينُ الرَّجُلَ علَى دابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عليها

أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ

والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ

وكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ

ويُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ.


أخرجه البخاري (2989)، ومسلم (1009)

تعريف صدقة التطوُّع:

صدقة التطوُّع: هي الصَّدقةُ التي ليسَتْ بواجبةٍ

وإنَّما يتطوَّعُ بها الإنسانُ، بأنْ يَبذُلَها لوجهِ اللهِ


((الشرح الممتع)) لابن عُثيمين (6/266).

فضائل صدقة التطوُّع

أوَّلًا: أنَّ الصَّدقةَ من أسبابِ دُخولِ الجنَّة والعِتقِ مِنَ النَّارِ:

1- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّها قالت:

((جاءَتني مسكينةٌ تحمِلُ ابنتينِ لها

فأطعَمتُها ثلاثَ تَمراتٍ

فأعطتْ كلَّ واحدةٍ منهما تمرةً

ورَفَعَت إلى فِيها تمرةً؛ لِتأكُلَها

فاستطعَمَتْها ابنتاها

فشقَّتِ التَّمرةَ التي كانَت تريدُ أن تأكُلَها بينهما

فأعجَبَني شأنُها، فذكرتُ الذي صنَعَتْ

لرسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم

فقال: إنَّ اللهَ قد أوجَبَ لها بها الجنَّةَ

أو أعتَقَها بها مِنَ النَّارِ


رواه مسلم (2630)

2- عن عَدِيِّ بن حاتِمٍ الطائيِّ قال:

قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم:

((ما منكم من أحدٍ إلَّا وسيُكَلِّمه اللهُ يومَ القيامةِ

ليس بينَ اللهِ وبينه تَرجمانٌ

ثمَّ ينظُرُ فلا يرى شيئًا قُدَّامَه

ثم ينظُرُ بين يَديَه فتَستقبِلُه النَّارَ

فمَن استطاعَ منكم أن يتَّقِيَ النَّارَ ولو بِشِقِّ تَمرةٍ


رواه البخاري (6539)، ومسلم (1016)

ثانيًا: أنَّ الصَّدقةَ مِن أسبابِ النَّجاةِ مِن حرِّ يومِ القيامة

عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال:

قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم

:((سبعةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظِلِّه يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّه))

وذكَر منهم: ((... ورجُلٌ تصَدَّقَ بصَدَقةٍ فأَخفاها

حتى لا تعلَمَ شِمالُه ما تُنفِقُ يَمينُه


رواه البخاري (1423)، ومسلم (1031)

ثالثًا: أنَّ الصَّدقةَ تَجلِبُ البَرَكة

والزِّيادةَ والخَلَفَ مِنَ الله تعالى:

1- قال اللهُ سبحانه:

وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [سبأ: 39].

2- وعن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه

عن رَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم قال:

((ما نقَصَتْ صدقةٌ مِن مالٍ

وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلَّا عزًّا

وما تواضَعَ أحدٌ للهِ إلَّا رَفَعَه


رواه مسلم (2588)

3- وعن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال:

قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم:

((ما من يومٍ يُصبِحُ العِبادُ فيه إلَّا مَلَكانِ يَنزِلانِ

فيقولُ أحدُهما:

اللهمَّ أعطِ مُنفِقًا خَلَفًا

ويقول الآخَرُ: اللهمَّ أعطِ مُمسِكًا تَلفًا


رواه البخاري (1442)، ومسلم (1010)

رابعًا: أنَّه يترتَّبُ عليها الأجرُ العظيمُ

1- قال الله تعالى: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ

وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ [البقرة: 276].

2- وقال اللهُ تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ

فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ

فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ

وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 261].

3- وعن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال:

قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم:

((مَن تصدَّق بعَدلِ تَمرةٍ، مِن كسْب طيِّبٍ-

ولا يَقبَلُ اللهُ إلَّا الطيِّبَ-

فإنَّ اللهَ يتقبَّلها بِيَمينِه

ثم يُرَبِّيها لصاحِبِها كما يُرَبِّي أحَدُكُم فَلُوَّه


الفَلُوُّ: المُهرُ الصَّغيرُ. ((النهاية)) لابن الأثير (3/474).

حتى تكونَ مِثلَ الجَبَلِ

رواه البخاري (1410)، ومسلم (1014).

4- وعن أبي مسعودٍ الأنصاريِّ قال:

جاء رجلٌ بناقةٍ مَخطومةٍ

فقال: هذه في سَبيلِ اللهِ،

فقال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم:

((لك بها يومَ القِيامةِ سَبْعُمئةِ ناقةٍ كلُّها مَخطومةٌ


الخِطامُ: كلُّ ما وُضِع في أَنفِ البَعيرِ ليُقادَ به

والجمعُ: خُطُمٌ.

ينظر: ((لسان العرب)) (12/187)

((شرح النووي على مسلم)) (13/38).


[2260] رواه مسلم (1892).

اخوة الاسلام

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل استكمال الموضوع