منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-03-02, 05:36   رقم المشاركة : 204
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ليس في الحديث معرة على المرأة

روى البخاري (3331) ، ومسلم (1468)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ،

وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ،

فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ

وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ .


وروى مسلم (1468)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ

فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ

وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا، كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلَاقُهَا .

هذا الحديث فيه الوصية بالنساء، والصبر عليهن

والإخبار أن المرأة فيها عوج من أصل الخلقة

لأن حواء خلقت من ضلع من ضلوع آدم عليه السلام

والضلع فيه عوج بطبيعة الحال

فلابد من مراعاة طبيعتها ، وأصل خلقتها ، وما جبلت عليه

والسعي في استصلاحها برفق وتؤدة

مع الإحسان إليها ، وتلمّس العذر لها

إن كان الرجل يريد أن يستمتع بها .

فإن أصر على تقويمها ، وإزالة العوج منها بالكلية

: فإن ذلك لا يكون، بل يؤدي إلى طلاقها .

وفي هذا تنفير من العنف في معاشرة المرأة

والغلو في أمر استصلاحها

وبيان أن من مفاسد ذلك : وقوع الطلاق

وهو ، خلاف ما أراد الله من السكينة والوفاق.


وقد جاء هذا المعنى موضحا

فيما رواه أحمد (20093) ، والحاكم (7333)

عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ

وَإنَّكَ إِنْ تُرِدْ إِقَامَة الضِّلَعِ تَكْسِرْهَا ، فَدَارِهَا ؛ تَعِشْ بِهَا


وصححه محققو المسند، والألباني في "صحيح الجامع" (1944).

وليس في الحديث معرة على المرأة

بأن الطلاق كسر لها


بل المراد أن الضلع المنحني

إن أراد الإنسان أن يقوّمه ، كسره

فكذلك المرأة إذا أراد الرجل أن يجعلها على استقامة تامة

لم يمكن ذلك، وسينفر منها، ويطلقها

ففي هذا التماس العذر لها، والحث على الصبر عليها.

وليس فيه نصر بل فيه تنبيه على مراعاة طبائع الأشياء

والحكمة والتؤدة ، وحسن التأتي في العشرة مع الزوجة

فإن كسر المرأة أو تطليقها قد يكون فيه الرجل آثما ظالما

وقد يكون محقا، لكنه سيفوّت على نفسه الاستمتاع .

وبكل حال ؛ فالطلاق تعتريه الأحكام

فقد يجب، وقد يحرم، وقد يندب أو يكره أو يباح.


وقد يكون الطلاق مخرجا ورحمة ونعمة للمرأة

لتتخلص من رجل يظلمها

ويسيء عشرتها، ولهذا قال الله:

وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا النساء/130 .

فلله الحمد على ما شرع وأحسن وأحكم.


ونحن نسوق هنا من كلام العلماء

الذين شرحوا الحديث ما يبين ما ذكرناه من معناه .


قال الحافظ ابن حجر في "الفتح"(6/ 368):

"قوله: (خلقت من ضِلَع) قيل : فيه إشارة إلى أن حواء

خلقت من ضلع آدم الأيسر

وقيل : من ضلعه القصير أخرجه ابن إسحاق، وزاد: اليسرى

من قبل أن يدخل الجنة ، وجعل مكانه لحم.

ومعنى خلقت: أي أخرجت كما تخرج النخلة من النواة...

وفائدة هذه المقدمة أن المرأة خلقت من ضلع أعوج

فلا ينكر اعوجاجها، أو الإشارة إلى أنها لا تقبل التقويم

كما أن الضِّلع لا يقبله.

قوله: (فإن ذهبت تقيمه كسرته)

قيل هو ضرب مثل للطلاق

أي إن أردت منها أن تترك اعوجاجها أفضى الأمر إلى فراقها

ويؤيده قوله في رواية الأعرج عن أبي هريرة عند مسلم:

(وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها)" انتهى باختصار.


وقال أيضا (9/ 254):

"قوله: (بالنساء خيرا) كأن فيه رمزا إلى التقويم برفق

بحيث لا يبالغ فيه فيكسر، ولا يتركه فيستمر على عوجه

وإلى هذا أشار المؤلف بإتباعه بالترجمة التي بعده باب:

(قوا أنفسكم وأهليكم نارا) فيؤخذ منه :

أن لا يتركها على الاعوجاج إذا تعدت ما طبعت عليه من النقص

إلى تعاطي المعصية بمباشرتها ،أو ترك الواجب

وإنما المراد أن يتركها على اعوجاجها في الأمور المباحة.

وفي الحديث : الندب إلى المداراة

لاستمالة النفوس وتألف القلوب .

وفيه : سياسة النساء بأخذ العفو منهن

والصبر على عوجهن

وأن من رام تقويمهن فاته الانتفاع بهن

مع أنه لا غنى للإنسان عن امرأة يسكن إليها

ويستعين بها على معاشه

فكأنه قال: الاستمتاع بها لا يتم إلا بالصبر عليها" انتهى.


الخلاصة

أن هذا الحديث العظيم فيه الوصية بالمرأة

والإخبار عن عذرها فيما يعتريها من العوج

والدعوة إلى الصبر عليها، ومداراتها، والإحسان إليها

وبيان أنه لا سبيل إلى استقامتها التامة.

وإذا علم الرجل هذا ، هان عليه الأمر

وقبل منها ما تيسر، ونظر إلى جميل ما عندها

واغتفر لها تقصيرها

والله أعلم.


اخوة الاسلام

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل استكمال الموضوع