منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-03-01, 05:52   رقم المشاركة : 203
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

جعل الله الإنسان قادرا على الاستجابة للشرع

وأوامره ونواهيه ، وهذا هو مناط التكليف في هذه الدنيا:

أن يكون عالما بالأمر الشرعي ، قادرا على تنفيذه .

فكل التكاليف الشرعية في مقدور العبد

ذكرا كان أو أنثى

قال الله تعالى : ( وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا

وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ). المؤمنون/62 .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية ، رحمه الله

في "منهاج السنة النبوية.(5/110)


:" فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَخْبَرَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ

أَنَّهُ لَا يُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا

كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَاالأعراف/32

وَقَوْلِهِ: لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا البقرة/233

وَقَوْلِهِ: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا الطلاق/7

وَأَمَرَ بِتَقْوَاهُ بِقَدْرِ الِاسْتِطَاعَةِ فَقَالَ:

فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ التغابن /16

وَقَدْ دَعَاهُ الْمُؤْمِنُونَ بِقَوْلِهِمْ: رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا

كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ

لَنَا بِهِ البقرة/286

فَقَالَ: قَدْ فَعَلْتُ. فَدَلَّتْ هَذِهِ النُّصُوصُ عَلَى أَنَّهُ

لَا يُكَلِّفُ نَفْسًا مَا تَعْجِزُ عَنْهُ ". انتهى


و لفظ " مسلم " :

( إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ

فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ

وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا ، كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلَاقُهَا ) .

وقد اختلف أهل العلم في معنى (خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ) :

هل هو مِنْ أَضْلَاعِ آدَمَ أَوْ مِنْ عِوَجٍ ؟


قال ابن العربي في "عارضة الأحوذي" (5/162)

قوله: إنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ يَحْتَمِلُ الحقيقة

فقد رُوِيَ: أَنَّ آدَمَ نَامَ

فَانْتُزِعَ ضِلَعٌ مِنْ أَضْلاَعِهِ الْيُسْرَى ، فَخُلِقَتْ مِنْهُ حَوَّاءُ

فَلَمَّا أَفَاقَ ، وَجَدَهَا إلَى جَانِبِهِ ، فَلَمْ يَنْفرْ وَاسْتَأْنَسَ

لأَنَّهَا جُزْءٌ مِنْهُ .

فلذلك صَارَتِ الأضلاع الْيُسْرَى تَنْقُصُ عن الْيُمْنَى واحدًا .

ويَحْتَمِلُ الْمَجَازَ، والْمَعْنَى: خُلِقَتْ من شيء مُعْوَجٍّ صُلْبٍ

، فإن أَرَدْتَ تقويمها، كَسَرْتَهَا

وإن تَمَتَّعْتَ بها على حالها، تَمَتَّعْتَ بشيء مُعْوَجٍّ

فيما يُمْكِنُ أن يَصْلُحَ فيه

فقد يَصْلُحُ الْمُعْوَجُّ في وَجْهٍ

والمَعْنى على اعْوِجَاجِهِ .. ". انتهى


قال القاضي عياض في "إكمال المعلم" (4/680) وقوله:

" استوصوا بالنساء خيرًا

فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج " الحديث:

فيه الحض على الرفق بهن ، ومداراتهن

وألا يتقصّى عليهن في أخلاقهن ، وانحراف طباعهن

لقوله: " إن ذهبت تقيمه كسرته

وإن تركته استمتعت به ". انتهى


وقال ابن علان في "دليل الفالحين" (3/97) :

" (خلقت من ضلع لن تستقيم لك)

أي: تدوم (على طريقة) ترضاها

والجملة مستأنفة استئنافاً بيانياً كأن سائلاً يقول:

ماذا ينشأ من كونها خلقت من ذلك؟

فقال: لن تستقيم (فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج

وإن ذهبت تقيمها) إقامة تامة مرضية لك

(كسرتها) لأنه خلاف شأنها ". انتهى

وعلى كل؛ فالمعنى أن في المرأة

اعوجاجا في الطبع والخُلق، ونقصا في العقل

كالغيرة الشديدة والعاطفة الجياشة

فينبغي على الرجل الرفق بها

وأن يعاملها بمقتضى هذا النقص .

وهذا النقص والعوج في غاية المناسبة لخلقتها

ولكونها سكنا لزوجها، وحاضنة لأطفالها


قال ابن هبيرة في "الإفصاح عن معاني الصحاح" (7/160)

:" وقوله: (أعوج ما في الضلع أعلاه)

يعني به - صلى الله عليه وسلم

فيما أراه أن حنوها الذي يبدو منها

إنما هو عن عوج خلق فيها

وهو أعلا ما فيها من حيث الرفعة على ذلك

فإن أعلا ما فيها الحنو

وذلك الحنو فيه عوج ". انتهى


اخوة الاسلام

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل استكمال الموضوع