الخطبة الثانية :
الحمد لله كثيرا ، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
أمَّا بعدُ أيها المؤمنون : اتقوا الله تعالى وراقبوه سبحانه في الغيب والشهادة مراقبة من يعلم أن ربه يسمعُه ويراه .
أيها المؤمنون : ومن الهدايات العظيمة في هذا الباب ؛ أن المؤمن يعلم بهداية القرآن وإرشاده أن الشافي الكافي هو الله وحده لا شريك له ، وتأمل في هذا المقام قول خليل الرحمن فيما ذكره جل وعلا عنه قال: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}[الشعراء:80] ، وقد ثبت في الصحيح أن نبينا عليه الصلاة والسلام إذا أُتي إليه بمريض قال: ((اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ ، مُذْهِبَ الْبَاسِ ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي ، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا)) أي لا يُبقي علة ولا يُبقي أثرا .
فالشفاء بيد الله ، والدعاء بالشفاء طلبًا من الشافي جل في علاه نافعٌ غاية النفع ، مفيدٌ غاية الفائدة في دعائك لنفسك ودعائك أيضا لإخوانك المسلمين .
نسأل الله جل في علاه بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين ، وأن يفرِّج هم المهمومين، وأن ينفِّس كرب المكروبين ، ونسأله جل في علاه أن يرفع عنا وأن يدفع عنا وعن المسلمين في كل مكان كل بلاء وشدة ولأواء ، اللهم إنا نسألك يا الله بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا أن تحفظنا في بلاد الحرمين وفي ديار المسلمين كلها بما تحفظ به عبادك الصالحين .
هذا وصلُّوا وسلِّموا - رعاكم الله - على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال : ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾[الأحزاب:٥٦] ، وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا)) .
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد . وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين ، الأئمة المهديين؛ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمان وعلي .
وارضَ اللهم عن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنَّة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان ، اللهم كن لهم ناصرًا ومعِينا وحافظًا ومؤيدا ، اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين .
اللهم آتِ نفوسنا تقواها ، زكِّها أنت خير من زكاها ، أنت وليُّها ومولاها ، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا ، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير ، والموت راحةً لنا من كل شر ، ربنا إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
خطبة جمعة بتاريخ / 11-7-1441 هـللشيخ الدكتور عبد الرزاق البدر "حفظه الله"
الموقع الرَّسمي للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر .