منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حلقات "حسين" في محراب القرآن والضاد.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-04-28, 21:33   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي



إلى ذلك العَلم الذي لم ينطق فمه إلاّ بالعلم قبيل اغمضة جفن.
حين أنار بعلمه أضواء الأروقة المعتمة ونحن في تلك الهجرة السرمدية.
دروس تسلقت شفاهه ثم نقشت على مكنون أعماقنا.
بلغنا شوطًا كبيرًا بإتقان عربيّتِنا، وحافظنا على أصالتنا.
رغم شقوة السنين.
بحيث كنا للضاد من المقربين، وإلى نطقها من المبتغين.
ولم نبغِ عنها حولا.
فإلى ذلك الشامخ أقول .. رحمة الله عليك يا حسين.
اتذكره يومًا أنه ناولني ورقة قد كُتِب عليها ما يلي شعرًا:
1ـــ وزوجٍ في الثرى يُلهي بهيج ** وزوجٍ قد علا للظاعنينا
2ـــ وجبارٍ بمدحِ نبيّنا قد ** علا وتراه يحيي الكافرينا
ولكن الذي استغربه لحد الساعة من أين يأتي بتلك الاشعار؟!
ولكن لا علينا.
طلب مني معرفة وشرح بعض مفردات البيتين بعد أن أشّر على ما يودّ شرحه.
وكالعادة لم أنبس ببنت شفة، وأنّى لي أن أشرحَ له ما صعُب عليّ فهمه.
عندها رمقني بنظرة فيها من العتاب ما فيها.. وقال لي:
فلو نتمعن في البيت الاول مليًّا وجليًّا .. فإننا نلمح الذي صعب علينا فهمه، هما مفردتا ( الزوج)
فالزوج الأول : من قوله عز وجلّ (( وأنبتنا من كل زوجٍ بهيج))
أما الزوج الثاني : فهو ثوب من الصوف يطرحُ على الهودج.
قال لبيدٌ:
شاقتك ظعنُ الحيّ يوم تحمّلوا ** فتكنّسوا قطنًا تصرّ خيامُها
من كل محفوفٍ يظلّ عصيّهُ ** زوجٌ عليه كلّةٌ وقرامُها

أما البيت الثاني فلو نظرنا مليّا نجد أن كلمة ( جبار) فإنّ أرباب اللغة والبيان قالوا:
أن معناه النخل الطويل، وقد مدح رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ حين قال:
(( نعم المال النخل الراسخاتُ في الوحل المطعمات في المحل)).
أما كلمة ( الكافرين) فإن أرباب وأصحاب ذلك " الجبار" فإنهم يعيشون مما يجنونه من ذلك النخل، وقد قال جلّ في علاه: (( كمثل غيثٍ أعجب الكفّار نباته)) وهم زرّاع النبات . وقد سموا (كفّارًا)؛ لأنهم يسترون البذور تحت التراب.
و(الكفر) لغويّا معناه الستر.
فالشاعر العربي قال:
هل تعرف الدار بأعلى ذي الفور ** قد درست غير رماد مكفور
أي مستور. ورجلٌ كافرٌ: معناه رجلٌ جاحدٌ لنعمة الله، وذلك مشتق من الستر، وقد ذهب فقهاء اللغة : أنه سميّ بذلك لأَنه مغطًّى على قلبه، وما فيه.
وكم اتمنى أن يكون فهمك قد استوعب ما جاء به الشعر.
وما قال بنو يعرب.
فكان السكوت أحسن.









آخر تعديل علي قسورة الإبراهيمي 2019-04-28 في 21:33.
رد مع اقتباس