منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - شرح الشمقمقية متجدد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-07-29, 12:15   رقم المشاركة : 108
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

رفقا بها شفيعُها هوادجٌ ............. غدت سماءَ كلِّ بدرٍ مُشرقِ
من كلِّ غَيــدَاءَ عَــروبٍ بَضَّةٍ............... رُعْبــوبَةٍ عَيــطَاءَ ذاتِ رونقِ
خـــريدةٍ مَمْسودةٍ رقـــراقةٍ ............. وَهْنانةٍ بَهـــنانةِ المُعْتَـــنَقِ

هذا انتقال من غرض إلى غرض ، و قد مهّد له الناظم فأحسن ، فلما تخلّص إليه لم يكن ثقيلا على السّمع ، و لا نابيا عن الطبع ، و الغرض المُنتقَل منه ذكر رحيل الأحبة ، و وصف الإبل التي تحمّلوا عليها ، و البيد التي تعسّفوها ، و لوم الحادي على جده السير ليلا و نهارا ، حتى أضر بالإبل ضررا بليغا ، و تذكيره بمن تحمل على ظهورها من النساء اللاتي لا طاقة لهن بذلك السير العنيف ، و إظهاره شديد العطف على هذه الأبل ، حتى تبرع و هو يسرّ حسوا في ارتغاء بالريادة لها و القيام عليها أحسن قيام ، و هذه الفنون من الكلام هي ما يعبر عنه الأدباء بالنسيب .
و العرض المتنقل إليه ، التغزل بصفات محبوبه ، و ذكر ما هو عليه من فنون المحاسن و ضُروب المفاتن .
فقوله : رفقا بها شفيعُها هوادجٌ ، هو من الكناية عن الحال باسم المحل إذا قلنا أنه يتشفَّع إليه بتلك السيدات اللاتي في داخل الهوادج ، أو الكلام على حقيقته ، و إنما صانهن عن التشفع بهن قصد ، لأنه يرى أن قدرهن أرفع من التوسل به إلى الحادي ، و في البيت استعارة و تشبيه ، فإنه لما استعار البدور المشرقة للنساء شبه الهوادج بالسماء ، و قوله : من كل غيداء ، بيان لكل بدر ، و الغيداء تقدم تفسيرها ، و العَروب : الحسنة الجمولة ، و البَضَّةُ : الرَّخصة البدن الناعمة ، الرُّعبوبة : البيضاء المنعمة ، و العيطاء : طويلة العنق و هو مما يُتمدّح به ، و يكنون عنها ببعيدة مهوى القرط ، ذات رونق ، أي صاحبة حسن و رواء ، و الخريدة : البكر التي لم تُمس ،و يقال لؤلؤة خريدة لم تثقب ، و الممسودة : المجدولة الخَلق الممشوقة القد ، و الرقراقة : المتلألئة البرّاقة ، و الوَهنانة : الكسلى عن العمل تنعما ، و عنها كنى امرؤ القيس بقوله : نئوم الضحى ، و بهنانة المعتنق : طيبته لينته .









رد مع اقتباس