منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لماذا تقوم الملائكة ببعض أمور الكون مع أن الله تعالى غني عنهم؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-01-18, 14:56   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

الحكمة من توالي عرض الأعمال على الله : يوميا فأسبوعيا فسنويا .

السؤال

أنّ عرض الأعمال على ثلاثة أنواع : 1-عرض يومي . 2-عرض أسبوعي . 3-عرض سنوي (الذي هو بشعبان) .

عندي إشكال ، ألا وهو : إذا كان هناك عرض يومي على مدار السنّة ، فلا حاجة إذن إلى الأسبوعي الذي يحوي اليومي ، ولا حاجة كذلك إلى العرض السنوي الذي يحويهما جميعًا

فهل هذا صحيح ؟


الجواب

الحمد لله

أولا :

رفع الأعمال وعرضها على الله تعالى يوميا وأسبوعيا وسنويا دلت عليه السنة الصحيحة وكلام أهل العلم

كما تقدم بيانه في جواب السؤال القادم.

وإذا كان ذلك كذلك فلا يجوز لأحد أن يقترح على الله ، أو أن يرى في شرعه ما يخالف الحكمة

فيحصل له تشويش وارتياب ، وإنما الواجب أن يقول كما قال المؤمنون قبله : سمعنا وأطعنا . وإنما الذي ينسب إليه الجهل ، وقلة الفهم ، وغياب الحكمة : هو نفس العبد ، وفهمه وعقله .

وقد كان مساق السؤال أن يقال أيضا : فما الحاجة إلى العرض من أصله

ما دام الله تعالى قد علم أعمال العباد جميعها ؟! وما الحاجة إلى أن تكتب الملائكة أعمال العباد ، ما دام الله قد كتب كل ما هو كائن إلى يوم القيامة ، قبل خلق السموات والأرض ؟!

والأسئلة التي ترد على هذا المساق كثيرة جدا ، بحيث يصعب على العبد أن يغلق على نفسه باب الوساوس ، متى فتحها .

لكن إن كان السؤال عن الحكمة من عرض الأعمال على الله تعالى ، كل يوم ، ثم كل أسبوع

ثم كل سنة ، على ما ثبت في السنة : فهذا يقال فيه : الله أعلم بحكمته في ذلك ، فهو لم يبينها لنا ، ولم يبينها لنا رسوله صلى الله عليه وسلم .

جاء في "العقيدة الطحاوية، وشرحها" (1/231) :

" قَوْلُهُ: ( وَلَا تَثْبُتُ قَدَمُ الْإِسْلَامِ إِلَّا عَلَى ظَهْرِ التَّسْلِيمِ وَالْاسْتِسْلَامِ ) .

ش: هَذَا مِنْ بَابِ الْاسْتِعَارَةِ ، إِذِ الْقَدَمُ الْحِسِّيُّ لَا تَثْبُتُ إِلَّا عَلَى ظَهْرِ شَيْءٍ ، أَيْ لَا يَثْبُتُ إِسْلَامُ مَنْ لَمْ يُسَلِّمْ لِنُصُوصِ الْوَحْيَيْنِ ، وَيَنْقَادُ إِلَيْهَا

وَلَا يَعْتَرِضُ عَلَيْهَا وَلَا يُعَارِضُهَا بِرَأْيِهِ وَمَعْقُولِهِ وَقِيَاسِهِ ، رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنِ الْإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ قَالَ: مِنَ اللَّهِ الرِّسَالَةُ، وَمِنَ الرَّسُولِ الْبَلَاغُ، وَعَلَيْنَا التَّسْلِيمُ. وَهَذَا كَلَامٌ جَامِعٌ نَافِعٌ ." انتهى .

ويقول الإمام أبو المظفر السمعاني رحمه الله :

" واعلم أن الخطة الفاصلة بيننا وبين كل مخالف : أننا نجعل أصل مذهبنا الكتاب والسنة ، ونستخرج ما نستخرج منهما ، ونبنى ما سواهما عليهما

ولا نرى لأنفسنا التسلط على أصول الشرع حتى نقيمها على ما يوافق رأينا وخواطرنا وهواجسنا ؛ بل نطلب المعانى : فإن وجدناها على موافقة الأصول من الكتاب والسنة

أخذنا بذلك ، وحمدنا الله تعالى على ذلك ، وإن زاغ بنا زائغُ ضعْفِنا عن سواء صراط السنة ، ورأينا أنفسنا قد ركبت البُنَيّات وتركت الجُدُد ، اتهمنا آراءنا

فرجعنا باللائمة على نفوسنا ، واعترفنا بالعجز ، وأمسكنا عنان العقل ، لئلا يتورط بنا في المهالك والمهاوي ، ولا يعرضنا للمعاطب والمتالف

وسلمنا للكتاب والسنة ، وأعطينا المقادة ، وطلبنا السلامة ، وعرفنا أن قول سلفنا حق : أن الإسلام قنطرة لا تعبر إلا بالتسليم .." .

انتهى من " قواطع الأدلة في أصول الفقه " (2/411) .

والله تعالى أعلم .










رد مع اقتباس