منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لماذا تقوم الملائكة ببعض أمور الكون مع أن الله تعالى غني عنهم؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-01-18, 14:51   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 لماذا تقوم الملائكة ببعض أمور الكون مع أن الله تعالى غني عنهم؟

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

لماذا تقوم الملائكة ببعض أمور الكون مع أن الله تعالى غني عنهم؟

السؤال

لماذا عيّن الله بعض الملائكة للقيام بالمهام بينما يستطيع أن يفعل ذلك بنفسه؟


الجواب

الحمد لله

أولا:

من أصول الإيمان، الإيمان بالملائكة الكرام، وأن الله تعالى قد وكّل كل ملك بمهمة يقوم بها، ومن ذلك تدبير جوانب من شؤون هذا الكون، قال الله تعالى:

فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا النازعات /5.

قال ابن كثير رحمه الله تعالى:

" وقوله: ( فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ) قال علي، ومجاهد، وعطاء، وأبو صالح، والحسن، وقتادة

والربيع بن أنس، والسدي: هي الملائكة - زاد الحسن: تدبر الأمر من السماء إلى الأرض. يعني: بأمر ربها عز وجل. ولم يختلفوا في هذا "

انتهى، من "تفسير ابن كثير" (8 / 313).

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:

" ( فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ) الملائكة، الذين وكلهم الله أن يدبروا كثيرا من أمور العالم العلوي والسفلي، من الأمطار، والنبات، والأشجار، والرياح، والبحار، والأجنة، والحيوانات، والجنة، والنار، وغير ذلك "

انتهى، من "تفسير السعدي" (ص 908).

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى:

" وكل حركة في السماوات والأرض من حركات الأفلاك، والنجوم، والشمس، والقمر، والرياح، والسحاب، والنبات، والحيوان، فهي ناشئة عن الملائكة الموكّلين بالسماوات والأرض

كما قال تعالى: ( فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا )

وقال: ( فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا )

وهي الملائكة عند أهل الإيمان وأتباع الرسل عليهم السلام...

وقد دلّ الكتاب والسنة على أصناف الملائكة، وأنها موكّلة بأصناف المخلوقات، وأنه سبحانه وكّل بالجبال ملائكة، ووكّل بالسحاب والمطر ملائكة

ووكّل بالرحم ملائكة تُدَبّر أمر النطفة حتى يتم خلقها، ثم وكّل بالعبد ملائكة لحِفظه، وملائكةً لحفظ ما يعمله وإحصائه وكتابته، ووكّل بالموت ملائكةً

ووكّل بالسؤال في القبر ملائكةً، ووكّل بالأفلاك ملائكة يُحرّكونها، ووكّل بالشمس والقمر ملائكة، ووكّل بالنار وإيقادها ملائكة، وتعذيب أهلها وعمارتها ملائكة

ووكّل بالجنة وعمارتها وغراسها وعمل الأنهار فيها ملائكة، فالملائكة أعظم جنود الله تعالى "

انتهى، من "اغاثة اللهفان" (2 / 842).

ثانيا:

الملائكة وإن وكلهم الله تعالى بشيء من تدبير الملك، فإنما هو تدبير بإذن الله تعالى وأمره، لا يفعلون إلا ما يؤمرون.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

" فلفظ المَلَكِ يُشعر بأنه رسول منفِّذ لأمر غيره، فليس لهم من الأمر شيء، بل الأمر كله لله الواحد القهّار

وهم ينفِّذون أمره ( لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ، يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ )

( يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )

( لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ )، لا تتنزل إلا بأمره، ولا تفعل شيئًا إلا من بعد إذنه، فهم عِباد له مكرمون، منهم الصافّون

ومنهم المسبحون، ليس فيهم إلا مَن له مقام معلوم لا يتخطّاه، وهو على عمل قد أُمِر به، لا يُقصّر عنه، ولا يتعداه "

انتهى، من "اغاثة اللهفان" (2 / 843).

ثالثا:

مما هو مقطوع به في دين الإسلام؛ أن الله تعالى لا يتصرف إلا لحكمة بالغة سواء أطلعنا عليها أو استأثر بها في علمه سبحانه وتعالى.

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى، عن الحكمة من خلق الجن والإنس؟

فأجاب رحمه الله تعالى:

" قبل أن أتكلم عن هذا السؤال أحب أن أنبه على قاعدة عامة فيما يخلقه الله عز وجل وفيما يشرعه.

وهذه القاعدة مأخوذة من قوله تعالى: ( وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ). وقوله: ( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا

وغيرهما من الآيات الكثيرة الدالة على إثبات الحكمة لله عز وجل فيما يخلقه، وفيما يشرعه، أي في أحكامه الكونية، وأحكامه الشرعية

فإنه ما من شيء يخلقه الله عز وجل إلا وله حكمة، سواء كان ذلك في إيجاده، أو في إعدامه.

وما من شيء يشرعه الله تعالى إلا لحكمة سواء كان ذلك في إيجابه، أو تحريمه، أو إباحته.

لكن هذه الحكم التي يتضمنها حكمه الكوني والشرعي، قد تكون معلومة لنا، وقد تكون مجهولة، وقد تكون معلومة لبعض الناس دون بعض، حسب ما يؤتيهم الله سبحانه وتعالى من العلم والفهم "

انتهى، من "مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (1 / 87).








 


رد مع اقتباس