منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - قصة نار رياضِ الجنَّةِ [ بقلمي ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-10-29, 22:43   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عفّة
۩ القلَـم الواعِـدْ ۩
 
الصورة الرمزية عفّة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إلى وَطَنِي الذي غابت فيك سماء زرقاء وأَبْدَلْتَهُ رُغْمًا عنكَ القنابل والصواريخ غُبَار و دخان. فكنتَ تبكي أشلاء الدم بدل أن تَبْتَلَ أرضكَ رَوَاءَالمطر. إلى وطني الذي أغْدقتنا حُبًا. فأهديناكَهروبًا.
••
أنا أمٌ لثلاث فتياتٍ وطفل مات قبل أن يستنشق عبير الوطن. بناتي الثلاثُ على التوالي سميتهن:فاطمة، حفصة ثم آسيا.سميتهن وآمل أن يأخذن نصيبهن من الاسم.
ربيتهن على الوفاء لهذا الوطن العزيز .. ثم ربيتهن على العفة.النقاء. والطهر وعلى القرآن والسنة.
كنّ زهراتٍ يكبرن أمامي .. وأنا على مقربة من المشيخ .. والدهن أخذته الحرب وتركَهُنَ صبيات لا يعرفن سوى أربعِ جدران وسقف البيت وأرضه .. كن لي عونا في مرضي وفي أحلك أيامي ،وقد أجلد كل من يقول لي : سيجلبن لك العار حين يذهبن للدراسة ! لكن والدهن يرد على مسامعهم أمامي وكأنه يزودني بطاقة لتقبل غيابه :" من تربى على أخلاق القرآن ومدرسة السنة ، لن يضيع له طريق .. "
•كانت في بيتنا غرفتان .. غرفة نطبخ فيها وغرفة ننام جميعا فيها .. ولكنه لقلة أبسط الأشياء فيه .. كان البيت ينبض في جانب من الجوانب .. إنه مكان تواجد مكتبة زوجي رحمه الله .. ملأها بكل أنواع الأدب والنوادر ،مايكاد ينهي قصة منها .. يرويها عليّ ليشاركني إعجابه بها .. إلا أنه ذهب .. وترك خلفه رائحة الورق الأصفر وقلمَ رصاصهِ أين يدّون كل عبارة يُعجبُ بها ..
• لم أكن على قدر واسع من العلم لأطلع على كم الكتب .. ولكن فاطمة ابنتي الكبرى .. حذت حذوة أبيها .. وأصبت مدمنة كتب .. أما صغيرتاي فلم يشبعا من الدمى ولعب التراب والغميضة ..









رد مع اقتباس