منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-02-12, 05:21   رقم المشاركة : 180
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



جاء في النهي عن رفع المصلي بصره إلى السماء :

ما روى البخاري (750)

عن أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ :

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ

فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ :

لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ ) .

والعلة في ذلك أن رفع البصر أثناء الصلاة ينافي الخشوع

ويعرض المصلي للانشغال بما يراه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" فلما كان رفع البصر إلى السماء ينافي الخشوع

حرمه النبي صلى الله عليه وسلم وتوعد عليه"


انتهى من "القواعد النورانية" (ص 46) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" قوله: ( ورفع بصره إلى السماء )

أي : يكره رفع بصره إلى السماء وهو يصلي

سواء في حال القراءة أو في حال الركوع

أو في حال الرفع من الركوع

أو في أي حال من الأحوال ؛ بدليل وتعليل:

أما الدليل ، فلأن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء في الصلاة

أو لتخطفن أبصارهم ) أي : إما أن ينتهوا

وإما أن يعاقبوا بهذه العقوبة وهي :

أن تخطف أبصارهم فلا ترجع إليهم

واشتد قوله صلى الله عليه وسلم في ذلك ...

وأما التعليل : فلأن فيه سوء أدب مع الله تعالى

لأن المصلي بين يدي الله ، فينبغي أن يتأدب معه

وأن لا يرفع رأسه ، بل يكون خاضعا

ولهذا قال عمرو بن العاص رضي الله عنه :

إنه كان قبل أن يسلم يكره النبي صلى الله عليه وسلم

كراهة شديدة ، حتى كان يحب أن يتمكن منه فيقتله

فلما أسلم قال : ما كنت أطيق أن أملأ عيني منه

إجلالا له ، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت .

ولهذا كان القول الراجح في رفع البصر إلى السماء

في الصلاة أنه حرام وليس بمكروه فقط " انتهى .


"الشرح الممتع" (3/226) .

وأما رفع البصر إلى السماء خارج الصلاة

فلا حرج فيه ؛ لعدم ما يدل على المنع منه

بل ذهب بعض الفقهاء إلى أن الرفع هو الأولى .


جاء في "الموسوعة الفقهية" (8/99) :

" نص الشافعية على أن الأولى في الدعاء خارج الصلاة

رفع البصر إلى السماء

وقال الغزالي منهم : لا يرفع الداعي بصره إليها " انتهى .

وقال النووي رحمه الله في "شرح مسلم" :

" قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : وَاخْتَلَفُوا فِي كَرَاهَة رَفْع الْبَصَر إِلَى السَّمَاء

فِي الدُّعَاء فِي غَيْر الصَّلَاة فَكَرِهَهُ شُرَيْح وَآخَرُونَ

, وَجَوَّزَهُ الْأَكْثَرُونَ " انتهى .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :

" ولا يكره رفع بصره إلى السماء في الدعاء

لفعله صلى الله عليه وسلم

وهو قول مالك والشافعي ، ولا يستحب " انتهى .


"الفتاوى الكبرى" (5/338) .

وبَوَّب البخاري رحمه الله في صحيحه :

باب رفع البصر إلى السماء

وذكر قوله تعالى :

( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت

وإلى السماء كيف رفعت ) الغاشية/17 ، 18

وقول عائشة رضي الله عنها :

( رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء )

أي : عند وفاته صلى الله عليه وسلم .

ومراد البخاري رحمه الله بيان جواز رفع البصر إلى السماء

وأن النهي خاص بحال الصلاة .

ودل على جواز رفع البصر إلى السماء في الدعاء خارج الصلاة :


ما رواه مسلم (2055)

في قصة شرب المقداد رضي الله عنه لشراب

النبي صلى الله عليه وسلم دون علمه وفيه :

( ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى ثُمَّ أَتَى شَرَابَهُ فَكَشَفَ عَنْهُ

فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ

فَقُلْتُ : الْآنَ يَدْعُو عَلَيَّ فَأَهْلِكُ .

فَقَالَ : اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي ، وَأَسْقِ مَنْ أَسْقَانِي ) .


وروى أبو داود (3488)

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ

: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا عِنْدَ الرُّكْنِ

قَالَ : فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَضَحِكَ

فَقَالَ : ( لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ ثَلَاثًا

إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ الشُّحُومَ فَبَاعُوهَا ، وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا

وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا حَرَّمَ عَلَى قَوْمٍ أَكْلَ شَيْءٍ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ثَمَنَهُ )

والله أعلم .


و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر