منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-02-03, 15:54   رقم المشاركة : 169
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

اخوة الاسلام

يسعدني اعود لكم بالجزء الثاني



أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( قيلوا فإن الشياطين لا تقيل )


رواه أبو نعيم

(حسَّنه الألباني في صحيح الجامع، برقم: [4431]).


إذا كان النوم بالليل يُجدِّد وينشط ويُحافِظ

على خلايا الجسم والدماغ

فإن نوم القيلولة يُساهِم أيضًا في إراحة الدماغ

والاسترخاء البدني، وإزالة التشنج العضلي

وتعزيز قدرة الإدراك والتلقي.

فقد أكد العلماء أن فترات القيلولة القصيرة في منتصف النهار

لمدة نصف ساعة، تُلغي تأثير التعب وتُعيد الاستقرار

والحيوية والنشاط للذهن والجسم.

كما أكدت البحوث العلمية الحديثة

أن أخذ غفوةٌ قصيرة أثناء العمل

يُجدِّد الطاقات الفكرية والجسدية للعاملين

ويزيد إنتاجيتهم وقدرتهم على تحمل ظروف العمل

بصورة أفضل. ويؤكد الخبراء أيضًا أن القيلولة

أهم مضاد للتوتر والقلق

وذلك عبر تقليص مُعدَّل هرمون الكورتيزون المسئول عن التوتر.

لا تقتصِر فوائد القيلولة على تلك المزايا قصيرة المدى

من اعتدال المزاج وغيره

وإنما تفيد على المدى الطويل أيضًا

حيث تُقلِّل من فرص الإصابة بالأزمات القلبية والجلطات

والسبب المؤدى لهما وهي الضغوط..

فلقد أظهرت إحدى نتائج الدراسات

هذا الفارق بحوالي 30% نتيجة أن القيلولة تساعد

على انتظام النبض ومعدلات التنفس التي لها تأثيرًا مباشرًا

وغير مباشر على القلب.

كما أن القيلولة مفيدة جدًا للأولاد

ففي خلالها يُفرِز الجسم هرمونات النمو

وتتنشط اليقظة الجسدية والتوازن النفسي.


القيلولة في الإسلام

قال الفيومي في (المصباح المنير):

"قال يقيل قيلًا وقيلولة: نام نصف النهار

والقائلة وقت القيلولة".

وقال الصنعاني في (سُبل السلام):

"المقيل والقيلولة: الاستراحة نصف النهار

وإن لم يكن معها نوم".

ونومة القيلولة مستحبة شرعًا لما فيها من الأثر الإيجابي

في حياة الإنسان المادي والمعنوي على حدٍ سواء.


وقد جاء ذكر القيلولة في القرآن الكريم في موضعين هما:

1 ـ قول الله تعالى : أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا

وَأَحْسَنُ مَقِيلًا سورة الفرقان : 24

وأَحْسَنُ مَقِيلًا أي موضع قائلة

قال الأزهري القيلولة عند العرب الاستراحة نصف النهار

إذا اشتد الحر و إن لم يكن مع ذلك نوم

و الدليل على ذلك أن الجنة لا نوم فيها

و قال ابن عباس و ابن مسعود لا ينتصف النهار يوم القيامة

حتى يقيل أهل الجنة في الجنة و أهل النار في النار.

قال ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى:

( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا ) .

قال الضحاك:عن ابن عباس:إنما هي ضحوة

فيقيل أولياء الله على الأسرة مع الحور العين

ويَقيل أعداء الله مع الشياطين مقرنين.

وقال سعيد بن جبير:يفرغ الله من الحساب نصف النهار

فيقيل أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار

قال الله تعالى: ( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا ) .

وقال عكرمة:إني لأعرف الساعة التي يدخل فيها أهل الجنة الجنة

وأهل النار النار:هي الساعة التي تكون في الدنيا

عند ارتفاع الضحى الأكبر

إذا انقلب الناس إلى أهليهم للقيلولة

فينصرف أهل النار إلى النار

وأما أهل [ الجنة فيُنطلق بهم إلى ] الجنة، فكانت قيلولتهم

[ في الجنة ] وأطعموا كبد حوت، فأشبعهم

[ ذلك ] كلهم، وذلك قوله:

( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا ) .

وقال سفيان، عن مَيسَرة، عن المِنْهَال

عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود

أنه قال:لا ينتصف النهار حتى يقيل هؤلاء وهؤلاء

ثم قرأ: ( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا )

2 ـ قول الله عزَّ و جلَّ وَكَم مِّن قَرْيَةٍ

أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ سورة الأعراف : 4 .

قال القرطبي في تفسيره : وَ " قَائِلُونَ "

مِنْ الْقَائِلَة وَهِيَ الْقَيْلُولَة ; وَهِيَ نَوْم نِصْف النَّهَار

. وَقِيلَ : الِاسْتِرَاحَة نِصْف النَّهَار إِذَا اِشْتَدَّ الْحَرّ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهَا نَوْم .

وَالْمَعْنَى جَاءَهُمْ عَذَابُنَا وَهُمْ غَافِلُونَ إِمَّا لَيْلًا وَإِمَّا نَهَارًا .

وقال البغوي في تفسيره : ( أَوْ هُمْ قَائِلُونَ )

من القيلولة, تقديره: فجاءها بأسنا ليلاً وهم نائمون

أو نهاراً وهم قائلون, أي نائمون ظهيرة,

والقيلولة الاستراحة نصف النهار, وإن لم يكن معها نوم

. ومعنى الآية: أنهم جاءهم بأسنا

وهم غير متوقعين له إما ليلاً أو نهاراً.


وقد اختلفت عبارات الفقهاء

في تحديد وقت نصف النهار المقصود بالقيلولة

فذهب بعضهم إلى أنها قبل الزوال

وذهب آخرون إلى أنها بعده

قال الشربيني الخطيب: "هي النوم قبل الزوال".

وقال المناوي: "القيلولة: النوم وسط النهار

عند الزوال وما قاربه من قبل أو بعد".

وقال البدر العيني: "القيلولة معناها النوم في الظهيرة".

والذي يُرجح أن القيلولة هي الراحة بعد الزوال -يعني بعد الظهر

- ما (رواه البخاري ومسلم) عن سهل بن سعد رضي الله عنه-

قال: "ما كُنَّا نقيل ولا نتغذى إلا بعد الجمعة

في عهد النبي صلى الله عليه وسلم" (واللفظ لمسلم).


ونومة القيلولة مستحبة عند جمهور العلماء

قال الإمام الغزالي: "وإنما تطلب القيلولة لمن يقوم الليل

ويسهر في الخير، فإن فيها معونة على التهجد

كما أن في السحور معونة على صيام النهار

فالقيلولة من غير قيام الليل كالسحور من غير صيام النهار".

وقال الخطيب الشربيني: "يسن للمتهجد القيلولة

وهي النوم قبل الزوال، وهي بمنزلة السحور للصائم".

وقالوا في الفتاوى الهندية: "ويستحب التنعُّم بنوم القيلولة"

وقال في كشاف القناع: "ويستحب النوم نصف النهار

قال عبد الله: كان أبي ينام نصف النهار شتاءً كان أو صيفًا

لا يدعها ويأخذني بها".

وروى الخَلَّال عن أنس رضي الله عنه قال:

"ثلاث من ضبطهن ضبط الصوم

من قال وتسحَّر وأكل قبل أن يشرب".

وقد كان السلف رضوان الله عليهم يحرِصون عليها أشد الحرص

لِما لها من أثرٍ كبير في حياة الإنسان

حتى إن الواحد ليتابع عُمَّاله وأهل بيته في المحافظة عليها


و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر