منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-10-19, 04:13   رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

حاء في اخر الحديث السابق

وَإِنْ أَصَابَكَ شَيءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا.

وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) .

رواه مسلم ( 2664 ) .

حكم استعمال كلمة لو

" لو " تستعمل على وجهين :

أحدهما :

على وجه الحزن على الماضي والجزع من المقدور ,

فهذا هو الذي نهى عنه ,

كما قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا

وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى

لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا

لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ (156) سورة ال عمران

وهذا هو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم

حيث قال : وإن أصابك شيء فلا تقل :

لو أني فعلت لكان كذا وكذا

ولكن قل قدر الله وما شاء فعل

فإن - اللو - تفتح عمل الشيطان

أي تفتح عليك الحزن والجزع ,

وذلك يضر ولا ينفع بل اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك

, وما أخطأك لم يكن ليصيبك ,

كما قال تعالى :

مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ

وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) سورة التغابن

قالوا : هو الرجل تصيبه المصيبة

فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم .


والوجه الثاني :

أن يقال " لو " لبيان علم نافع

, كقوله : للَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا (22) سورة الانبياء

ولبيان محبة الخير وإرادته ,

كقوله : " لو أن لي مثل ما لفلان لعملت مثل ما يعمل "

ونحوه جائز .

وقول النبي صلى الله عليه وسلم :

وددت لو أن موسى صبر ليقص الله علينا من خبرهما هو من هذا الباب

, كقوله : وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) سورة القلم

فإن نبينا صلى الله عليه وسلم أحب أن يقص الله خبرهما ,

فذكرها لبيان محبته للصبر المترتب عليه ,

فعرفه ما يكون لما في ذلك من المنفعة ,

ولم يكن في ذلك جزع ولا حزن

ولا ترك لما يجب من الصبر على المقدور ...

والله أعلم .


المصدر: مجموع الفتاوى الكبرى لابن تيمية 1033 - 9

و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر