منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-10-18, 04:37   رقم المشاركة : 74
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



روي أَبو هُرَيْرَةَ رضِيَ الله عنهُ قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

: ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ

وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ

وَإِنْ أَصَابَكَ شَيءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا.

وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) .


رواه مسلم ( 2664 ) .

قال النووي – رحمه الله -

: " والمراد بالقوة هنا : عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة

فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقداماً على العدو في الجهاد

وأسرع خروجاً إليه وذهاباً في طلبه

وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

والصبر على الأذى في كل ذلك

واحتمال المشاق في ذات الله تعالى ،

وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات

وأنشط طلباً لها ومحافظة عليها ، ونحو ذلك "


انتهى من " شرح مسلم " ( 16 / 215 ) .

وفي شرحه لحديث عائشة رضي الله عنها

أن النبي صلى الله عليه وسلم

" يَنَامُ فَإِذَا كَانَ عِنْدَ النِّدَاءِ الْأَوَّلِ قَالَتْ : وَثَبَ " –

قال : " قولها " وَثَبَ " أي : قام بسرعة

ففيه الاهتمام بالعبادة والإقبال عليها بنشاط

وهو بعض معنى الحديث الصحيح

( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف )


" انتهى من " شرح مسلم " ( 6 / 22 ) .

و الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله :

أن المؤمن القوي في إيمانه

والقوي في بدنه وعمله :

خيرٌ من المؤمن الضعيف في إيمانه أو الضعيف في بدنه وعمله

لأن المؤمن القوي يُنتج ويَعمل للمسلمين وينتفع المسلمون

بقوته البدنية وبقوته الإيمانية وبقوته العملية

ينتفعون من ذلك نفعاً عظيماً في الجهاد في سبيل الله

وفي تحقيق مصالح المسلمين

وفي الدفاع عن الإسلام والمسلمين

وإذلال الأعداء والوقوف في وجوههم

وهذا ما لا يملكه المؤمن الضعيف

فمن هذا الوجه كان المؤمن القوي خيراً من المؤمن الضعيف

وفي كلٍّ خير كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم

فالإيمان كله خير ، المؤمن الضعيف فيه خير

ولكن المؤمن القوي أكثر خيراً منه

لنفسه ولدينه ولإخوانه المسلمين

فهذا فيه الحث على القوة

ودين الإسلام هو دين القوة ، ودين العزة ، ودين الرفعة

دائماً وأبداً يُطلب من المسلمين القوة

قال الله سبحانه وتعالى ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ

وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) الأنفال/ 60

وقال تعالى ( ولِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) المنافقون/ 8

وقال تعالى ( وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) آل عمران/ 139

فالقوة مطلوبة في الإسلام : القوة في الإيمان والعقيدة

والقوة في العمل ، والقوة في الأبدان

لأن هذا ينتج خيراً للمسلمين "

انتهى من


" المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان " ( 5 / 380 ، 381 ) .

و الخلاصة

القوة في هذا الحديث

هي قوة الإيمان ، والعلم ، والطاعة

وقوة الرأي والنفس والإرادة

ويضاف إليها قوة البدن إذا كانت معينة لصاحبها على العمل الصالح

لأن قوة البدن وحدها غير محمودة

إلا أن تُستعمل فيما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأعمال والطاعات

بل قد تكون سبباً في المعاصي

كالبطش بالناس وإيقاع الضرر بهم وحراسة أماكن المنكرات .


اخوة الاسلام

و لنا عودة ان قدر لنا البقاء و اللقاء

من اجل استكمال الموضوع