منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-10-08, 04:24   رقم المشاركة : 63
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11


اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



الطبع على القلوب يكون على قلوب الكفار

وعلى قلوب المسلمين العاصين

فأما الطبع على قلوب الكفار :

فهو طبعٌ على القلب كله

وأما الطبع على قلوب المسلمين العاصين

: فيكون طبعاً جزئيّاً

بحسب معصيته

وفي كل الأحوال ليس الطبع ابتداء من الرب تعالى

بل هو عقوبة لأولئك المطبوع على قلوبهم

أولئك بما كفروا

والآخرون بما عصوا

كما قال تعالى في حق الكفار :

( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ) النساء/ 155


من الطبع الوارد في الشرع في حق عصاة المسلمين :

1. الطبع بسبب كثرة الذنوب والمعاصي على العموم .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( إِنَّ العَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ

فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ

وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ

وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ

( كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) .


رواه الترمذي ( 3334 )

وقال : حسن صحيح ، وحسَّنه الألباني .


والريْن هو الطبع .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

عن مجاهد في قوله ( بل ران على قلوبهم )

قال : ثبتت على قلوبهم الخطايا حتى غمرتها .انتهى

والران ، والرين : الغشاوة

وهو كالصدأ على الشيء الصقيل .

عن مجاهد قال : كانوا يرون الرين هو الطبع .


" فتح الباري " ( 8 / 696 ) .

وقال ابن القيم - رحمه الله - :

الذنوب إذا تكاثرت : طُبع على قلب صاحبها

فكان من الغافلين

كما قال بعض السلف في قوله تعالى

( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )

قال : هو الذنب بعد الذنب

وقال الحسن : هو الذنب على الذنب حتى يعمي القلب

حتى قال : وأصل هذا أن القلب يصدأ من المعصية

فاذا زادت : غلب الصدأ حتى يصير راناً

ثم يغلب حتى يصير طبْعاً ، وقفلاً ، وختماً

فيصير القلب في غشاوة وغلاف

فاذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة : انتكس

فصار أعلاه أسفله

فحينئذ يتولاه عدوه ، ويسوقه حيث أراد .


" الجواب الكافي " ( ص 139 ) .

2. التعرض لفتن الشهوات ، والشبهات .

عن حُذَيْفَة قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

يَقُولُ : ( تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا

فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ

وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ

حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ :

عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ

وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا

وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ) .


رواه مسلم ( 144 ) .

مرباداً : الذي في لون رُبدة ، وهي بين السواد والغبرة .

كالكوز مجخياً : كالإناء المائل عن الاستقامة والاعتدال .

قال النووي – رحمه الله - :

قال القاضي رحمه الله – أي : القاضي عياض -

: شبَّه القلب الذى لا يعي خيراً :

بالكوز المنحرف الذي لا يثبت الماء فيه .

وقال " صاحب التحرير " –

وهو محمد بن إسماعيل الأصبهاني - :

معنى الحديث : أن الرجل إذا تبع هواه

وارتكب المعاصي : دخل قلبَه بكل معصية يتعاطاها : ظلمةٌ

وإذا صار كذلك : افتُتن ، وزال عنه نور الإسلام

والقلب مثل الكوز ، فإذا انكب : انصب ما فيه

ولم يدخله شيء بعد ذلك .


" شرح مسلم " ( 2 / 173 ) .

وقال ابن القيم – رحمه الله - :

والفتن التي تُعرض على القلوب هي أسباب مرضها

وهي فتن الشهوات ، وفتن الشبهات

فتن الغي والضلال ، فتن المعاصي والبدع

فتن الظلم والجهل ، فالأولى : توجب فساد القصد والإرادة

والثانية : توجب فساد العلم والاعتقاد .


" إغاثة اللهفان " ( 1 / 12 ) .

و لنا عودة ان قدر لنا البقاء و اللقاء

من اجل استكمال الموضوع