منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-09-13, 04:28   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



هذا من الأحاديث المكذوبة في هذا الموضوع :

( أكرموا الخبز ، فإنه من بركات السماء والأرض

من أكل ما يسقط من السفرة غُفر له )


وانظر "الموضوعات" (2/289- 292)

و لنا عودة لتوضيح هذه الاحاديث


و بدايه موضوع اليوم عن النعم

جاءت الشريعة المطهرة باحترام النعم

وشكر المنن

وتقدير الخير الذي يسخره سبحانه وتعالى للناس .

والطعام من أعظم نعم الله تعالى على الإنسان

جعل فيه حياته وقوته

كما جعل فيه لذته

ولذلك أمر بالحمد بعد تناوله

والشكر على إحسانه به .

يقول الله عز وجل :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) البقرة/172

وقال سبحانه :

( فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) النحل/114

وقال سبحانه :

(لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ) يس/35

ولا شك أن من شكر نعمة الطعام احترامها وعدم إلقائها

ورفعها عن مواضع الإهانة والقذارة

وحفظها عن ما يفسدها .


يقول المناوي في "فيض القدير" (1/191) :

" حسن الجوار لنعم الله من تعظيمها

وتعظيمها من شكرها

والرمي بها من الاستخفاف بها

وذلك من الكفران

والكَفور ممقوت مسلوب

ولهذا قالوا : الشكر قيد للنعمة الموجودة

وصيد للنعمة المفقودة .

وقالوا : كفران النعم بوار

فاستدع شاردها بالشكر

واستدم هاربها بكرم الجوار .

فارتباط النعم بشكرها

وزوالها في كفرها

فمن عظَّمَها فقد شكرها

ومن استخف بها فقد حقرها وعرضها للزوال

ولهذا قالوا : لا زوال للنعمة إذا شكرت

ولا بقاء لها إذا كفرت .

قال ابن الحاج :

كان العارف المرجاني إذا جاءه القمح لم يترك أحدا من فقراء

الزاوية ذلك اليوم يعمل عملا حتى يلتقطوا جميع ما سقط

من الحب على الباب أو بالطريق .

قال : فينبغي للإنسان إذا وجد خبزا أو غيره مما له حرمة

مما يؤكل ، أن يرفعه من موضع المهنة

إلى محل طاهر يصونه فيه

لكن لا يُقَبِّلُهُ ولا يرفعه فوق رأسه

كما تفعله العامة ؛ فإنه بدعة .

قال : وهذا الباب مجرَّب

فمن عظَّم الله بتعظيم نعمه لطف به وأكرمه

وإن وقع بالناس شدة جعل له فرجا ومخرجا " انتهى .

وقد جاءت النصوص تأمر برفع الطعام الساقط على الأرض :

فعَنْ جَابِرٍ بن عبد الله رضي الله عنه

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ

حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ

فَإِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمْ اللُّقْمَةُ فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى

ثُمَّ ليَأْكُلْهَا وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ

فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ

فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ )


رواه مسلم (2033)

وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه :

( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ

قَالَ وَقَالَ : إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الْأَذَى

وَلْيَأْكُلْهَا وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ

وَأَمَرَنَا أَنْ نَسْلُتَ الْقَصْعَةَ

قَالَ : فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمْ الْبَرَكَةُ )


رواه مسلم (2034)

يقول النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (13/206) :

" معناه والله أعلم :

أن الطعام الذى يحضره الإنسان فيه بركة

ولا يُدرى أن تلك البركة فيما أكله

أو فيما بقي على أصابعه

أو في ما بقي في أسفل القصعة

أو فى اللقمة الساقطة

فينبغي أن يحافظ على هذا كله لتحصل البركة

وأصل البركة الزيادة وثبوت الخير والإمتاع به

والمراد هنا والله أعلم : ما يحصل به التغذية

وتسلم عاقبته من أذى

ويُقَوِّي على طاعة الله تعالى وغير ذلك " انتهى .


و لنا عودة من اجل استكمال الموضوع