منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-09-08, 05:12   رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا

حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ

يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ

مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ


رواه البخاري (1145) ، ومسلم (758).

فالمتقرر أن السؤال والاستغفار داخلان في عموم لفظ الدعاء

فالسؤال غالبا ما يطلق على طلب النفع

سواء كان نفعا دينيا أو دنيويا

والاستغفار يطلق على طلب دفع شر الذنب وآثاره السيّئة

وإنما خصّا بالذكر من باب عطف الخاص على العام.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" فذكر أولا لفظ الدعاء، ثم ذكر السؤال والاستغفار.

والمستغفر سائل ، كما أن السائل داع

لكن ذكر السائل لدفع الشر

بعد السائل الطالب للخير

وذكرهما جميعا بعد ذكر الداعي الذي يتناولهما وغيرهما

فهو من باب عطف الخاص على العام "


انتهى من "مجموع الفتاوى" (10 / 239).

وقد وردت زيادات أخرى:

فعند الإمام أحمد في "المسند" (15 / 362):

هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟ .

وعنده أيضا في "المسند" (12 / 478):

مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَرْزِقُنِي فَأَرْزُقَهُ؟

مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَكْشِفُ الضُّرَّ فَأَكْشِفَهُ عَنْهُ؟ .

وأسلوب الإطناب هنا

بذكر الخاص بعد العام فائدته التأكيد

على ما قد خصّه بالذكر

كما فيه مزيد حث وترغيب في الدعاء

وهذا أمر يتذوقه كل مستمع لهذا الحديث

فإنه عند سماع الحديث بتمامه

يشعر بأهمية الدعاء في هذا الوقت وفضله

أكثر مما يشعر به عند سماعه لجزء منه.


أن ها هنا مقامين فاضلين مطلوبين :

مقام الدعاء والمسألة من الله ، والتضرع إليه

ولو من غير صلاة

سواء كان قبل أن يصلي أو بعد فراغه من ورده بالليل

أو حتى بدون صلاة مطلقا ؛ يستيقظ

فيدعو الله ، ويذكره ، ويستغفره ، ثم ينام .

والمقام الأرفع : أن يجمع ، مع ذلك كله

: ما شاء الله له من صلاته وتهجده بالليل

والناس نيام. ويتسغفر ربه في تهجده ذلك

ويدعوه بما شاء من خير الدنيا والآخرة .

ولهذا كان السلف يفضلون الصلاة في هذا الوقت

كما قال الزهري.

فعن ابْنُ شِهَابٍ الزهري

عَنِ الْأَغَرِّ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ اسْمُهُ كُلَّ لَيْلَةٍ

حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا

فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟

مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟

مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟

حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ

فَلِذَلِكَ كَانُوا يُفَضِّلُونَ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ عَلَى صَلَاةِ أَوَّلِهِ.


رواه الإمام أحمد في "المسند" (13 / 35)

وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (2 / 196).


لفظ الاستغفار مطلق في الحديث

ولم يقيد بوصف أو صيغة معينة

فكل ما يسمَّى استغفارا في الشرع

فهو مرغوب في هذا الوقت

سواء كان استغفارا على وجه العموم

أو كان استغفارا من ذنب

أو تقصير معيّن يتذكره المسلم.

و الله اعلم


و لنا عودة من اجل استكمال الموضوع