منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-07-27, 04:17   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



روى البخاري (6131) ومسلم (2591)

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ

عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :

(ائْذَنُوا لَهُ ، فَلَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ أَوْ بِئْسَ رَجُلُ الْعَشِيرَةِ)

[الْمُرَاد بِالْعَشِيرَةِ قَبِيلَته ,

أَيْ بِئْسَ هَذَا الرَّجُل مِنْهَا] .

فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَلَانَ لَهُ الْقَوْلَ .

قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ

قُلْتَ لَهُ الَّذِي قُلْتَ ، ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الْقَوْلَ .

قَالَ : (يَا عَائِشَةُ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

مَنْ وَدَعَهُ أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ) .

(اتقاء فحشه) أي لأجل قبيح قوله وفعله .

وفي لفظ للبخاري (6032)

: (يَا عَائِشَةُ مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا

إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ) .

قال ابن حجر:

"قَوْله : (اِتِّقَاء شَرّه) أَيْ قُبْح كَلَامه".

وعند أبي داود بإسناد صحيح (4792)

بلفظ : (يَا عَائِشَةُ

إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ الَّذِينَ يُكْرَمُونَ اتِّقَاءَ أَلْسِنَتِهِمْ) .

قَالَ الْقَاضِي عياض :

"هَذَا الرَّجُل هُوَ عُيَيْنَة بْن حِصْن ,

وَلَمْ يَكُنْ أَسْلَمَ حِينَئِذٍ ,

وَإِنْ كَانَ قَدْ أَظْهَرَ الْإِسْلَام ,

فَأَرَادَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

أَنْ يُبَيِّن حَاله لِيَعْرِفهُ النَّاس ,

وَلَا يَغْتَرّ بِهِ مَنْ لَمْ يَعْرِف حَاله ...

وَكَانَ مِنْهُ فِي حَيَاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَعْده

مَا دَلَّ عَلَى ضَعْف إِيمَانه ,

وَارْتَدَّ مَعَ الْمُرْتَدِّينَ ,

وَجِيءَ بِهِ أَسِيرًا إِلَى أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ .

وَوَصْف النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

لَهُ بِأَنَّهُ بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَة مِنْ أَعْلَام النُّبُوَّة ;

لِأَنَّهُ ظَهَرَ كَمَا وَصَفَ ,

وَإِنَّمَا أَلَانَ لَهُ الْقَوْل تَأَلُّفًا لَهُ وَلِأَمْثَالِهِ عَلَى الْإِسْلَام" انتهى

نقله عنه النووي في "شرح صحيح مسلم" .

وقال النووي :

"وَفِي هَذَا الْحَدِيث مُدَارَاة مَنْ يُتَّقَى فُحْشه ...

وَلَمْ يَمْدَحهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,

وَلَا ذَكَرَ أَنَّهُ أَثْنَى عَلَيْهِ فِي وَجْهه وَلَا فِي قَفَاهُ ,

إِنَّمَا تَأَلَّفَهُ بِشَيْءٍ مِنْ الدُّنْيَا مَعَ لِين الْكَلَام" انتهى

"شرح صحيح مسلم" (16/144) .


وفي هذا الحديث بيان خطورة فحش الكلام

وأن من أكثر منه حتى تحاشاه الناس خوفاً

من شر لسانه فهو بشر المنازل عند الله .

"فشر الناس منزلة عند الله من تركه الناس اتقاء فحشه

لا تراه إلا متلبساً بجريمة

ولا تسمعه إلا ناطقاً بالأقوال الأثيمة .

فعينه غمازة ، ولسانه لماز ، ونفسه همازة

مجالسته شر ، وصحبته ضر

وفعله العدوان ، وحديثه البذاءة

لا يذكر عظيماً إلا شتمه

ولا يرى كريماً إلا سبه وتعرض له بالسوء

ونال منه ، وسفه عليه"

انتهى من كتاب "إصلاح المجتمع" للبيحاني صـ 199 .

وإن الله جل جلاله ليبغض من هذه صفته

كما قال صلى الله عليه وسلم :

(إِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ)

رواه الترمذي (202) وصححه الألباني .

والله أعلم .


و لنا عودة لنشر موضوع اخر