منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فهرس القرآن وعلومة وتفسير القرآن الكريم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-03-10, 16:28   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أسلوب التعظيم في كلام الله تعالى

السؤال :

عند قراءة سورة مريم برواية خلف عن حمزه هناك اختلاف في كلمة قد تغيرت ، كقوله تعالى وقد خلقناك من قبل ولم تك شيا ، وفي رواية حفص عن عاصم تصبح وقد خلقتك من قبل ، فهل يجوز التغيير في حروف الكلمات القرآنيه ، أرجو التوضيح مع ذكر السبب ؟


الجواب :

الحمد لله

قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وعاصم: (خلقتك) بالتاء من غير ألف. وقرأ: حمزة، والكسائي: (خلقناك) بالنون والألف.

انظر: "السبعة" ص 408، "الحجة للقراء السبعة" 5/ 195، "التبصرة" ص 255، "النشر" 2/ 317.

وكلاهما يدلان على " الله " تبارك وتعالى .

فأما الأولى فلا خلاف عليها .

وأما الثانية فهو أسلوب من أساليب العرب، والمراد منه التعظيم، والتعظيم للرب سبحانه وتعالى لأنه المستحق للعظمة التامة الكاملة .

فمجيء النون والألف : لأن فيه الفخامة والتعظيم لاسم الله - عز وجل - وله المثل الأعلى.

قال البغوي: " قرأ حمزة والكسائي "خلقناك" بالنون والألف على التعظيم "، تفسير البغوي: (5/ 220) .

وقال ابن تيمية: " وأما قوله: {نتلوا}، و {نقص} ونحوه؛ فهذه الصيغة في كلام العرب للواحد العظيم؛ الذي له أعوان يطيعونه ، فإذا فعل أعوانه فعلا بأمره، قال: نحن فعلنا. كما يقول الملك: نحن فتحنا هذا البلد. وهو منا هذا الجيش ، ونحو ذلك "

مجموع الفتاوى: (5/ 128)، وانظر: مجموع الفتاوى: (5/ 233) .

قال العكبري: " النون من حروف الزيادة، لشبهها بالواو، وقد زيدت أولًا للمضارعة نحو نذهب .

وتدل على المتكلم ومن معه اثنين كانوا أو جماعة .

وتكون للواحد العظيم، لأن الآمر إذا كان مطاعا توبع على الفعل " .

انتهى، من "اللباب في علل البناء والإعراب" (2/ 260).

ثانيا :

ليس في قراءة الكلمة ، على أي من الوجهين : مخالفة لما كتب به المصحف العثماني ، بل الكتابة واحدة ، وإن اختلفت طريقة الأداء .

وليس هناك ، إشكال أيضا في هذا اللون من الخلاف في قراءة الآية .

قال الإمام الواحدي رحمه الله :

" {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ} يحيى. قرئ: خلقناك ، لكثرة ما جاء من لفظ الخلق ، مضافا إلى لفظ الجمع ، كقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ} [الحجر: 26]، في مواضع ، وقوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ} [الأعراف: 11] .

ولغة الجمع : قد جاء بعد لفظ الإفراد ، كقوله: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى} [الإسراء: 1]، ثم قال: {وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} [الإسراء: 2].

واختار أبو عبيد التاء؛ لأنها تشاكل الياء في: {عَلَيَّ هَيِّنُ} .

وقال أحمد بن يحيى [ ثعلب ] : الاختيار : النون والألف؛ لأن فيه زيادة حرف ، وبكل حرف عشر حسنات .

والقراءة غير مخالفة خط المصحف؛ لأنهم يسقطون الألف من الهجاء في مثل هذا البناء .

ولأن فيه الفخامة والتعظيم لاسم الله -عز وجل- ، وله المثل الأعلى. "

انتهى، من "التفسير البسيط" (14/203) .

والله أعلم