يستخلص بعد تحليل خطاب الزعيم الروسي للأمة، أن الرجل لا يستبعد خيار الحرب لحل مسألة "الحلوة" أوكرانيا التي تؤرق روسيا كثيرا.
وقد ذكر الأوكرانيين سلطة وشعبا والغرب بصفة عامة، أن سبب وجود أوكرانيا اليوم كدولة هم الروس السوفيات، بقوله أن لينين من أسس أوكرانيا، وستالين من منحها المقومات، وقد قضم حتى أراضي روسية وتتمثل في إقليم دونباس وضمها إلى أوكرانيا لتتشكل كدولة.
وعدد أفضال روسيا على أوكرانيا، منها تلك المساعدات التي قدمتها بلاده لأوكرانيا من 1991 إلى 2010 والمقدرة ب150 مليار دولار.
وطلب فيه حكام أوكرانيا بضرورة التخلي عن فكرة الإنضمام الى الناتو، ومن الغرب عدم التفكير في ضم أوكرانيا للناتو، لأن روسيا تعارض ذلك بما أنه يشكل تهديدا لأمنها، ومن الأحسن للكل بقاء أوكرانيا دولة منزوعة السلاح.
وما يشبه تحذير الى رئيس أوكرانيا زيلنسكي المنحاز للغرب، طلبه بالكف عن الحديث بخصوص الطموحات النووية لأوكرانيا، مخبرا إياه أن رسالة إستهداف روسيا وصلته.
فقد تزامن خطابه إعترافه بالكيانين دونيتسك ولوغانسك، جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، كما وقع مع قيادتهما اتفاقيات للتعاون في شتى المجالات، بما فيها جعل الروبل الروسي العملة المتداولة في كلا الجمهوريتين، وحمايتهما من أي إعتداءات أجنبية، وفي ذات الوقت صادق مجلس الدوما الروسي على طلب وزارة الدفاع بالسماح للجيش الروسي بالقيام بأعمال عسكرية خارج أراضي روسيا، وإستعداد الحشود العسكرية الروسية على الحدود الزحف الى داخل أراضي دونيتسك ولوغانسك، وبالتالي فالخطوة الروسية هي ضمنيا إسترجاع إقليم دونباس الذي أشار اليه بوتين في خطابه.
وبذلك يكون بوتين قد وجه تهديدا شديد اللهجة للقادة الأوكرانيين إستهدف فيه وحدة الأراضي الأوكرانية بعد ضم شبه جزيرة القرم، ها هو اليوم يستهدف إقليم دونباس، في حالة لم يعودوا الى رشدهم في عدم معاداة روسيا، فالخطوة القادمة ستكون كييف عاصمة أوكرانيا.
أما الغرب فبدأ في التلويح بعقوبات تستهدف روسيا، التي كان وعدها بايدن بجعلها دولة منبوذة.
أما بوتين في خطابه قد وصف حالة بلاده مع الغرب ب"القافلة تسير والكلاب تنبح".
بقلم الأستاذ/ محند زكريني