منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - اهل الجنه و اهل النار
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-03-27, 15:24   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ثانياً:

مما لا شك فيه أن أهل الجنة يتفاوتون في النعيم في الجنان ، بحسب درجتهم فيها ، فليس من يسكن " الفردوس " كمن يسكن في الجنان دونها .

وقد ذكر الله تعالى وصفاً لجنان من خاف مقامه سبحانه وتعالى ، فقال : ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ . فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ . ذَوَاتَا أَفْنَانٍ ) الرحمن/ 46 – 48 ، فوصفهما ، ثم قال تعالى : ( وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ) الرحمن/ 62 ، فتبين به اختلاف الجنان بعضها عن بعض بحسب أعمال أهلها ، ومنزلتهم عند ربهم .

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ فِي الْأُفُقِ مِنْ الْمَشْرِقِ أَوْ الْمَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ قَالَ بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ ) .

رواه البخاري ( 3083 ) ومسلم ( 2831 ) .

وفي رواية : ( إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى لَيَرَاهُمْ مَنْ تَحْتَهُمْ كَمَا تَرَوْنَ النَّجْمَ الطَّالِعَ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْهُمْ وَأَنْعَمَا ) .

رواه الترمذي ( 3658 ) ، وحسَّنه ، وابن ماجه ( 96 ) ، من حديث أبي سعيد ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .

قال القرطبي – رحمه الله - :

اعلم أن هذه الغرف مختلفة في العلو ، والصفة ، بحسب اختلاف أصحابها في الأعمال ، فبعضها أعلى من بعض ، وأرفع .

وقوله ( الغائر من المشرق أو المغرب ) يروى بالياء اسم فاعل ، من غار ، وروي " الغابر " بالباء بواحدة ، ومعناه الذاهب ، أو الباقي، ويعني به : أن الكوكب حالة طلوعه ، وغروبه بعيد عن الأبصار ، فيظهر صغيراً لبعده ، وقد بيَّنه بقوله ( من المشرق أو المغرب ) و قد روي العازب بالعين المهملة والزاي ، أي : البعيد ، ومعانيها كلها متقاربة المعنى .

" التذكرة في أحوال الموتى والدار الآخرة " ( ص 398 ) .









رد مع اقتباس