منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مالك بن الريب .. يرثي نفســه
عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-04-13, 15:19   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
توفيق1988
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










Hourse مالك بن الريب .. يرثي نفســه

مالك بن الريب .. يرثي نفســه


مالك بن الريب التميمي , كان لصا فاتكا يقطع الطريق , فأقنعه سعيد بن عثمان بن عفان , أن يترك اللصوصية , ويغزو في سبيل الله …فسار مع سعيد وجنده متوجهين إلى خراسان ,,
وفي الطريق وبعد أن أناخ الركب في بعض المنازل للقيلولة , وهموا بالرحيل , أراد مالك أن يلبس خفّـه فلسعه ثعبان كان قد اندس فيه , فسرى السم في جسمه , فلما أحس بالموت , أنشأ هذه القصيدة يرثي نفسه ..
وهي قصيدة أجمع النقاد على أنها من عيون الشعر العربي لصدق العاطفة , حيث تكون عاطفة الشاعر في أوجها في مثل هذه المواقف ..

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ** بجنب الغضا , أزجي القلاص النواجيا

فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه ** وليت الغضا ماشى الركاب لياليا

لقد كان في أهل الغضا لو دنا الغضا ** مزار ولكن الغضا ليس دانيا

ألم ترني بعت الضلالة بالهدى ** وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا

دعاني الهوى من أهل ودي وصحبتي ** بذي الطبَسَين , فالتفت ورائيا

أجبت الهوى لما دعاني بزفرة ** تقنـّـعت منها أن أُلام ردائيا

لعمري لئن غالت خراسان هامتي ** لقد كنت عن بابي خراسان نائيا

فلله درّي يوم أترك طائعا ** بنيّ بأعلي الرقمتيـن ومــــاليــــا

ودرّ الظباء السانحات عشية ** يخبّرن أني هالك من ورائيا

ودر كبيري اللذين كلاهمـــا ** عليّ شفيق , ناصح قد نهانيا

ودر الهوى من حيث يدعو صحابه ** ودر لجاجاتي , ودر انتهائيا

تذكرت من يبكي علي فلم أجد ** سوى السيف والرمح الرديني باكيا

وأشقر خنذيذ يجر عنانه ** إلى الماء لم يترك له الدهــــر ساقيا

ولكن بأطراف السمينــة نسوة ** عزيز عليهن , العشية , مابيا

صريع على أيدي الرجال بقفرة ** يسوون قبري , حيث حم قضائيا

لما تراء ت عند مرو منيتي ** وحل بها جسمي , وحانت وفـــاتيا

أقول لأصحابي ارفعوني لأنني ** يقـرّ بعيني أن سهيل بدا ليـــــا

فياصاحبي رحلي دنا الموت فانزلا ** برابيةٍ إني مقيم ليـالـيـــــا

أقيما عليّ اليوم أو بعـــض ليلـــة ** ولاتعجلاني قد تبيــن مابيــا

وقوما إذا مااستُــلّ روحي , فهيّــئا ** لي القبـــر والأكفان , ثم ابكيا ليا

ولا تحسداني بارك الله فيكما ** من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا

خذاني فجراني ببردي إليكما ** فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا

وقد كنت عطـّافا إذا الخيل أقبلت ** سريعا لدى الهيجا إلى من دعانيا

وقد كنت محمودا لدى الزاد والقرى ** وعن شتم إبن العم والجار وانيا

وقد كنت صبّـارا على القرن في الوغى ** ثقيلا على الأعداء عضبا لسانيا

وطورا تراني في رحى مستديرة ** تخـرّق أطراف الرماح ثيــــابيــا

وقوما على بئر الشبيك , فأسمعـــا ** بها الوحش والبيض الحسان الروانيا

بأنكما خلفتماني بقـــــــفــــرة ** تهيـــل علي الريــــح فيها السوافيــا

ولاتنسيا عهدي خليليّ إنني ** تقطــــع أوصالي , وتبلى عظـاميا

فلن يعدم الولدان بيتــا يُجِـنني ** ولن يعدم الميراث مني المواليـــا

يقولون : لاتبعد وهم يدفنونني ** وأين مكان البعد إلا مكانيـــــــــا

غداة غــد , يالهف نفسي على غد ** إذا أدلجـــوا عني وخلّــفت ثاويا

وأصبح مالي , من طريف وتالد ** لغيري وكان المال بالأمس ماليـا

فياليت شعري , هل تغيرت الرحى ** رحى الحرب , أو أضحت بفلج كما هيا

إذا القوم حلوها جميعا , وأنزلوا ** لهـا بقراً حـمّ العيون سـواجـــيــــا

وعين وقد كان الظلام يجنـهــــا ** يسفن الخزامى نورها والأقاحيا

وهل ترك العيس المراقيل بالضحى ** تعاليها تعلو المتون القياقيا

إذا عصب الركبان بين عنيزة ** وبولان , عاجوا المنقيات المهاريا

وياليت شعري هل بكت أم مالك ** كما كنت لو عالوا نعيــّـك باكيـا

إذا مت فاعتادي القبور وسلمي ** على الريم , أُسـقـيـت الغمام الغواديا

تريْ جدثـا قد جرت الريح فوقه ** غبارا كلون القسطلانيّ هـابـيا

رهينة أحجار وتـُرب تضمنت ** قراراتها مني العظام البواليــا

فيا راكبا إما عرضت فبلّـغن ** بني مالك و الريب أن لاتلاقيـــا

وبلغ أخي عمران بردي ومئزري ** وبلغ عجوزي اليوم أن لاتدانيا

وسلم على شيخيّ مني كليهما ** وبلغ كثيرا وابن عمي وخــالـــيـــــا

وعطـّــل قلوصي في الركاب فإنها ** ستبرد أكبادا وتبكي بواكـيــا

أقلب طرفي فوق رحلي فلا أرى ** به من عيون المؤنسات مراعيــا

وبالرمل مني نسوة لو شهدنني ** بكين وفدّيــن الطبيب المداويـــــا

فمنهن أمي , وابنتاها , وخالتي ** وباكية أخرى تهيج البوكيــــا

وما كان عهد الرمل مني وأهله ** ذميما , ولابالرمــل ودعت قاليا


مالك بن الريب التميمي .. رحمه الله








 


رد مع اقتباس