يمرُّ بنا كثيرًا هذا المثل: لنحنُ أغلظ أكبادًا من الإبِلِ.
وهو في الأصل بيت:
يُبكى علينا ولا نَبكي على أحدٍ ** لنحنُ أغلظُ أكبادًا من الإبِلِ.
والعربيّ ينسبُ نفسهُ إلى القسوة..
لكن العربَ أيضًا تقول في المثل: لا أفعلُ ذلك مــا حنّتِ الإبل، ومـــا أطّت الإبل بالرّقة والحنين..
قال الشّاعر:
فمـا وجدُ أظــآرٍ ثلاثٍ روائمٍ ** رأينا مجرا مــن حُوارٍ ومصرعـا.
يُذكّرنَ ذا البثّ الحزينِ ببثّهِ ** إذا حنّت الأولى سجعنَ لها مـعَا.
فحينها فقط أجدُ مبرّرًا لطرفة حين خصّ نــاقَتَهُ بقِسمٍ كبيرٍ من معلّقتهِ..
فسحةٌ في تاريخنا الأدبي..
بتصرّفٍ مـن: "ثمارُ القلوب في المضاف والمنسوب" لأبي منصور الثعالبي .