منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - إِنْ أَرَدْتَ تَلْيِينَ قَلْبِكَ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-02-07, 16:15   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
العوفي العوفي
عضو برونزي
 
إحصائية العضو










B9 مواقف بكى فيها الرسول ( صلى الله عليه وسلم )

و من أعظم البكاء , البكاء من خشية الله تعالى ,
وفي الحديث الشريف ( عينان لا تمسهما النار , عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله ).
و يقول الله تعالى : ( وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ) الإسراء109
و يقول تعالى : (خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ) مريم 58
ويمثّل البكاء مشهدا ًمن مشاهد الإنسانية عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، حين كانت تمر به المواقف المختلفة ، فتهتزّ لأجلها مشاعره ، وتفيض منها عيناه ، ويخفق معها فؤاده الطاهر...ودموع النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يكن سببها الحزن والألم فحسب ، ولكن لها دوافع أخرى..كالرحمة والشفقة على الآخرين ، والشوق والمحبّة ، وفوق ذلك كلّه : الخوف والخشية من الله سبحانه وتعالى ...فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي – صلى الله عليه وسلم - شاهدةً بتعظيمة ربّه وتوقيره لمولاه ، وهيبته من جلاله ، سالت العبرات خشية ورحمة وخوفاً وشفقة وشوقاً ومحبة.
والبكاءُ فطرةٌ بشريّةٌ كما ذكر أهل التفسير ، فقد قال القرطبي في تفسير قول الله تعالى : { وأنّه هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى } النجم 43 : " أي : قضى أسباب الضحك والبكاء ، وقال عطاء بن أبي مسلم : يعني : أفرح وأحزن ؛ لأن الفرح يجلب الضحك والحزن يجلب البكاء ..." تفسير القرطبي " ..
وبما أن البكاء فعل غريزي لا يملك الإنسان دفعه غالباً فإنه مباح بشرط ألا يصاحبه ما يدلُّ على التسخُّط من قضاء الله وقدره ، لقول النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : " إنَّ اللهَ لا يُعذِّبُ بدمعِ العينِ ولا بحزنِ القلبِ ، ولكن يُعَذِّبُ بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحمُ " البخاري ومسلم 0

*******
بكى لما مات عثمان بن مظعون
هو أبو السائب عثمان بن مظعون بن حبيب-- أخو النبي عليه الصلاة و السلام من الرضاعة .
حياته
رغم أن الجاهلية كانت عصر تفسخ للقيم كان عثمان يحرم الخمر على نفسه من قبل الاسلام. ثم اسلم بعد ثلاثة عشر رجلا .
عذبته قريش و حين أذن الله بالهجرة هاجر إلى الحبشة سرا من قريش و كان امير جماعة المهاجرين إلى النجاشي.
حين أشيع الخبر الكاذب باسلام قريش رجع مع من رجع إلى مكة و باكتشافهم الكذبة دخل كل مسلم بجوار أحد زعماء قريش. و دخل عثمان بجوار الوليد بن المغيرة.
شارك في غزوة بدر.
نزلت عدة آيات فيه : {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } البقرة ( 45-46)
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } المائدة87
كان كثير الاجتهاد في العبادة حتى ان زوجته اشتكت منه فعاتبه الرسول.
وفاته
لم يعش عثمان بن مظعون بعد بدر طويلاً..ففى شعبان على رأس ثلاثين شهراً من الهجرة ، إشتكى عثمان بن مظعون ، ثم إنتقل إلى جوار ربه...تقول ( أم العلاء ) رضى الله عنها 00 " إمرأة من نسائهم "..
" إشتكى – أى عثمان – فمرضناه ، حتى إذا توفى وجعلناه فى ثيابه دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : رحمة الله عليك أبا السائب ، فشهادتى عليك لقد أكرمك الله ..
فقال لها النبى صلى الله عليه وسلم : وما يدريك أن الله أكرمه ؟
فقلت : لا أدرى، بأبى أنت وأمى يا رسول الله..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أما عثمان فقد جاءه اليقين ، إنى لأرجو له الخير ، والله ما أدرى – وأنا رسول الله – ما يفعل بى )..
قالت : فوالله لا أزكى بعده أحداً أبداً ، فأحزننى ذلك 0 قالت : فنمت فأريت لعثمان عيناً تجرى ، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال : ( ذلك عمله !! ) رواه البخارى
-- عن عائشة رضى الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت ، ودموعه تسيل على خد عثمان
وعن ابن عباس رضى الله عنه قال : لما ماتت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إلحقى بسلفنا الخير عثمان بن مظعون ) أخرجه الحاكم وقال الذهبى سنده صالح...كان أول من مات بالمدينة من المهاجرين. و أول من دفن بالبقيع.
قال الرسول فيه :: رحمك الله يا عثمان ما اصبت من الدنيا و لا اصابت منك شيئا..

*******
بكى في مرض سعد بن عبادة .
عن عبد الله بن عمر ، قال اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتاه النبي يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود - - فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله فقال قد قضى قالوا لا يا رسول الله فبكى النبي فلما رأى القوم بكاء النبي بكوا فقال : ( ألا تسمعون إن الله لا يعذب بدمع العين ، ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ).
رواه البخاري .
قال ابن حجر رحمه الله :المراد بالغاشية الغشية من الكرب ، والغاشية هي الداهية من شر أو من مرض أو من مكروه ، والمراد ما يتغشاه من كرب الوجع الذي هو فيه لا الموت .

*******
بكى لما رأى مصعب بن عمير
قال البراء أول من قدم علينا مصعب بن عمير وبن أم مكتوم وكانا يقرئان القرآن أخرجه المصنف في أوائل الهجرة وذكر بن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسله مع أهل العقبة الأولى يقرئهم ويعلمهم.. وكان مصعب وهو بمكة في ثروة ونعمة فلما هاجر صار في قلة..
فأخرج الترمذي من طريق محمد بن كعب حدثني من سمع عليا يقول بينما نحن في المسجد إذ دخل علينا مصعب بن عمير وما عليه إلا بردة له مرقوعة بفروة فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رآه للذي كان فيه من النعم والذي هو فيه اليوم .(فتح الباري)

*******
أســـــــرى بـــــــــــــدر
يروى أن المصطفى (صلى الله عليه وسلم) حزن حزنا شديدا وبكى عندما عرض عليه الله سبحانه وتعالى عذاب الامة في أسرى بدر، وذلك لما نزلت آيات سورة الانفال يعاتب الله المؤمنين اخذ الفداء من اسرى بدر .
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “فلما كان يومئذ يوم بدر والتقوا فهزم الله عز وجل المشركين فقتل منهم سبعون رجلا، وأسر منهم سبعون رجلا، فاستشار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا بكر وعلياً وعمراً رضى الله عنهم
فقال ابو بكر: هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان، فإني أرى أن تأخذ منهم الفدية، فيكون ما أخذنا منهم قوة لنا على الكفار، وعسى الله أن يهديهم فيكونون لنا عضدا،
فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “ما ترى يا بن الخطاب؟” فقال: قلت : والله ما أرى ما رأى أبو بكر رضي الله عنه، ولكني أرى ان تمكنني من فلان قريبا لعمر فأضرب عنقه، ويمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، ويمكن حمزة من فلان أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم،
فهوى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما قال ابو بكر، ولم يهو ما قلت فأخذ منهم الفداء، فلما كان من الغد غدوت الى النبي، فإذا هو قاعد وأبو بكر رضي الله عنه واذا هما يبكيان، فقلت: يا رسول الله اخبرني ما يبكيك انت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيت، وان لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): “الذي عرض على أصحابك من الفداء، لقد عرض عليّ عذابكم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة وأنزل : ( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) سورة الانفال 67- 68

*******
بكى بعد غزوة أحد
بعد غزوة أحد نزل الرسول عليه الصلاة والسلام إلى ساحة المعركة وبدأ يتفقد الشهداء من المسلمين فوجد عمه أسد الله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه قتيلا وانفه وأذناه مقطوعتان وبطنه مبقور وكبده منزوعة وقد مضغت مضغة ثم رميت على جسمه فبكى الرسول صلى الله عليه وسلم
ومن شدة بكاءه بكى معه الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين .
قال ابن مسعود : ما رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم باكياً قط أشد من بكائه على حمزة بن عبد المطلب ، وضعه فى القبلة ، ثم وقف على جنازته ، وإنتحب حتى نشع من البكاء ( والنشع : الشهيق ) فقد كان منظر الشهداء مريعاً جداً يفتت الأكباد 0 ( الرحيق المختوم ) 0

*******
بكائه فى غـــــــزوة مؤته .
وهناك في مؤتة التقي الفريقان، وبدأ القتال المرير، ثلاثة آلاف رجل يواجهون هجمات مائتي ألف مقاتل‏.‏ معركة عجيبة تشاهدها الدنيا بالدهشة والحيرة، ولكن إذا هبت ريح الإيمان جاءت بالعجائب‏.‏
أخذ الراية زيد بن حارثة ـ حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وجعل يقاتل بضراوة بالغة، وبسالة لا يوجد لها نظير إلا في أمثاله من أبطال الإسلام، فلم يزل يقاتل ويقاتل حتى شاط في رماح القوم، وخر صريعاً‏.‏
وحينئذ أخذ الراية جعفر بن أبي طالب، وطفق يقاتل قتالاً منقطع النظير، حتى إذا أرهقه القتال اقتحم عن فرسه الشقراء فعقرها، ثم قاتل حتى قطعت يمينه، فأخذ الراية بشماله، ولم يزل بها حتى قطعت شماله، فاحتضنها بعضديه، فلم يزل رافعاً إياها حتى قتل‏.‏ يقال‏:‏ إن رومياً ضربه ضربةً قطعته نصفين، وأثابه الله بجناحيه جناحين في الجنة، يطير بهما حيث يشاء ؛ ولذلك سمي بجعفر الطيار، وبجعفر ذي الجناحين‏.‏
روى البخاري عن نافع؛ أن ابن عمر أخبره‏:‏ أنه وقف على جعفر يؤمئذ وهو قتيل، فعددت به خمسين بين طعنة وضربة، ليس منها شيء في دبره، يعني ظهره‏.‏
وفي رواية أخري قال ابن عمر‏:‏ كنت فيهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في القتلي، ووجدنا ما في جسده بضعاً وتسعين من طعنة ورمية‏.‏ وفي رواية العمري عن نافع زيادة‏:‏ ‏[‏فوجدنا ذلك فيما أقبل من جسده‏]‏‏.‏
ولما قتل جعفر بعد أن قاتل بمثل هذه الضراوة والبسالة، أخذ الراية عبد الله بن رواحة، وتقدم بها، وهو على فرسه، فجعل يستنزل نفسه، ويتردد بعض التردد، حتى حاد حيدة ثم قال‏:‏
ثم نزل، فأتاه ابن عم له بعَرْق من لحم فقال‏:‏ شد بهذا صلبك، فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما لقيت، فأخذه من يده فانتهس منه نَهْسَة، ثم ألقاه من يده، ثم أخذ سيفه فتقدم، فقاتل حتى قتل‏.‏

الراية إلى سيف من سيوف الله‏‏
وحينئذ تقدم رجل من بني عَجْلان ـ اسمه ثابت بن أقرم ـ فأخذ الراية وقال‏:‏ يا معشر المسلمين، اصطلحوا على رجل منكم، قالوا‏:‏ أنت‏.‏ قال‏:‏ ما أنا بفاعل، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد، فلما أخذ الراية قاتل قتالاً مريراً، فقد روي البخاري عن خالد بن الوليد قال‏:‏ لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية‏.‏ وفي لفظ آخر‏:‏ لقد دق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، وصبرت في يدي صفيحة لي يمانية‏.‏
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مؤتة ـ مخبراً بالوحي، قبل أن يأتي إلى الناس الخبر من ساحة القتال‏:‏
عن أنس بن مالك قال : قال النبي : أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب وإن عيني رسول الله لتذرفان ثم أخذها خالد بن الوليد من غير إمرة ففتح له .رواه البخاري .

لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري
وجاءت سادات قريش إلى أبي طالب فقالوا له‏:‏ يا أبا طالب، إن لك سنًا وشرفًا ومنزلة فينا، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب آلهتنا، حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك، حتى يهلك أحد الفريقين‏.‏

عَظُم على أبي طالب هذا الوعيد والتهديد الشديد، فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له‏:‏ يا بن أخي، إن قومك قد جاءونى فقالوا لي كذا وكذا، فأبق عليَّ وعلى نفسك، ولا تحملنى من الأمر ما لا أطيق، فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عمه خاذله، وأنه ضعُف عن نصرته، فقال‏:‏ ‏(‏يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يمينى والقمر في يسارى على أن أترك هذا الأمر ـ حتى يظهره الله أو أهلك فيه ـ ما تركته‏)‏، ثم استعبر وبكى، وقام، فلما ولى ناداه أبو طالب، فلما أقبل قال له‏:‏ اذهب يا بن أخي، فقل ما أحببت، فو الله لا أُسْلِمُك لشىء أبدًا وأنشد‏:‏
والله لن يصلوا إليك بجَمْعـِهِم ** حتى أُوَسَّدَ في التــراب دفيــنًا
فاصدع بأمرك ما عليك غَضَاضَة ** وابْشِرْ وقَرَّ بذاك منك عيونًــا
( الرحيق المختوم )
فها هي العبرات قد سالت على خدّ النبي – صلى الله عليه وسلم - شاهدةً بتعظيمة ربّه وتوقيره لمولاه ، وهيبته من جلاله ، سالت العبرات خشية ورحمة وخوفاً وشفقة وشوقاً ومحبه ..









رد مع اقتباس