منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الجواب عن شبهة أن القرآن يدل على أن الله لم يؤيد نبيه بمعجزات غير القرآن
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-01-20, 16:06   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18 الجواب عن شبهة أن القرآن يدل على أن الله لم يؤيد نبيه بمعجزات غير القرآن

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

الجواب عن شبهة أن القرآن يدل على أن الله لم يؤيد نبيه بمعجزات غير القرآن

السؤال

في درس درسناه في مادة التربية الاسلامية بعنوان "الرحمة والرفق" قرأت في مقطع من الدرس حديثا في "سنن أبي داوود - كتاب الجهاد - باب ما يؤمر به من القيام على الدواب والبهائم "

جاء فيه أن جملا اشتكى للرسول ، فجاء في خاطري أن هذا غريب ؛ كون أن القرآن ينفي تأييد محمد بمعجزات غير معجزة القرآن نفسه

كما في سورة الإسراء/ 59 ، وسورة الأنعام/37 ، وسورة الرعد/7

وأما بالنسبة لسورة يونس /20 قرأت في تفسير الطبري أن الاية التي انتظرها الكفار كانت بأن قضى الله بينهم وبينه بأن قتلهم يوم بدر بالسيف ، ولا أدري ما صحة هدا القول

المهم فسألت الأستاذ إن كان هذا الحديث حديثا ضعيفا ، فصدمني بقوله إن هناك أحاديث أصح من هذا الحديث في البخاري ومسلم تؤكد معجزات محمد

فوجدت في هذا تعارضا واضحا بين القرآن والسنة ، مثل تكثير الطعام كما حدث مع الصحابي قتادة ، ثم قال لي : إن القرآن لا يعارض السنة

وذكر لي سورة القمر (اقتربت الساعة وانشق القمر) ، فأجبته بأن هذه المعجزة لا دليل عليها ، لا علميا ، ولا تاريخيا ، وإنه وإن حدثت في وقت النوم ، فلابد أن تكون هناك قافلة شهدت ذلك ، أو جنودا رومان

أو فارسيين ، أو......... ، وأن الأحاديت التي ترويها لا تبلغ حد التواتر ، وإن هناك مسلمين نفوا انقسام القمر ، وفسروا الآية على أنها تعني انقسام القمر عن الأرض

فسكت ثم قال لي : سأبحت في هذا الموضوع ، وأجيبك ، ولم يجبني إلى الآن ، وقد مر شهر على مناقشتي معه ، لهذا جئت إلى موقعكم بعد أن تاكدت من أنه من أفضل المواقع الإسلامية إن لم يكن أفضلها

وأنتظر الإجابة على هذا السؤال

ملحوظة : قال لي أحد أصدقائي إن هناك ذكرا لمعجزة الإسراء والمعراج ، لكن لا أدري إن كنت سأدعوها معجزة ؛ فهي بلا شهود ، أي ليست معجزة تؤيد الرسول

كما معجزات هي الأنبياء قبله الذين أيدهم الرب بمعجزات وإن لم يؤمن به .


الجواب

الحمد لله

أولا:

للنبي صلى الله عليه وسلم معجزات كثيرة أيده الله تعالى بها، وأعظمها القرآن، وهو المعجزة الباقية إلى آخر الزمان، وهذا لا ينفي وجود معجزات كثيرة، ثابتة بالقرآن وبالسنة الصحيحة.

وليس في القرآن أن الله لم يؤيد نبيه بمعجزة غير القرآن، كما ظننت، بل يخبر الله تعالى

أنه قد لا يستجيب لطلب الكفار المعجزة، لأنهم يسألونها تعنتا، أو يخبر أنه لو أجابهم ولم يؤمنوا لأهلكهم

وهذا لا يمنع أن يؤيده بمعجزة من غير سؤال منهم، كمعجزة الإسراء والمعراج، أو بطلب منهم كانشقاق القمر.

ثم تأتي بعد ذلك معجزات كثيرة، لم تكن للكفار أصلا، بل كانت للمؤمنين، إكراما لنبيه، وتثبيتا لأصحابه، كتسبيح الحصى في يده، وسلام الحجر عليه، وحنين الجذع إليه

وتكثير الطعام في يده، ونبع الماء من بين أصابعه، وشكاية الجمل له، وغير ذلك.

وهناك مؤلفات اهتمت بجمع معجزاته صلى الله عليه وسلم، كدلالئل النبوة للبيهقي، و"البداية والنهاية" لابن كثير في ختام الكلام على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم. ومن الكتب المعاصرة المفيدة في ذلك

: "الصحيح المسند من دلائل النبوة"

للشيخ مقبل بن هادي الوادعي، رحمه الله.

وينظر: جواب السؤال القادم.

ثانيا:

أما الآية 59 من سورة الإسراء وهي قوله تعالى: وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا الإسراء/59

فقد جاء تفسيرها عن ابن عباس رضي الله عنه قال: "سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا، وأن ينحي الجبال عنهم فيزرعوا، فقيل له: إن شئت أن نستأني بهم

وإن شئت أن نؤتيهم الذي سألوا، فإن كفروا أهلكوا كما أهلكت من كان قبلهم من الأمم؟

قال: (لا ؛ بل استأن بهم) وأنزل الله: (وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة).

ينظر: "تفسير ابن كثير" (5/ 90).

ففيه أن الله تعالى خيّر نبيه في إجابتهم طلبهم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد ذلك رحمة بقومه وخوفا أن يهلكهم الله إذا لم يؤمنوا.

وليس فيه إخبار أنه لن يعطيه معجزة أخرى، إذا عادوا فطلبوا.

وأما الآية 37 من سورة الأنعام، وهي قوله تعالى: وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الأنعام/37 .

ففيها أن الله لم يجب طلبهم أيضا، لكن لم يقل: إن هذا لن يكون، بل أخبر أنه قادر على ذلك

ولكن حكمته تعالى تقتضي عدم إجابتهم في كل ما طلبوا، لأنهم إنما طلبوا ذلك تعنتا، لا اهتداء؛ وإلا ، فلو كان مرادهم طلب الهدى، لكان لهم من هداية القرآن العظيم، ما هو أجل وأعظم من كل آية طلبوها.

قال العلامة الأمين الشنقيطي رحمه الله :

" قوله تعالى: ( قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون ):

ذكر في هذه الآية الكريمة: أنه قادر على تنزيل الآية التي اقترحها الكفار على رسوله.

وأشار لحكمة عدم إنزالها بقوله: ( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) [6 \\ 37] .

وبين في موضع آخر : أن حكمة عدم إنزالها: أنها لو أنزلت ، ولم يؤمنوا بها : لنزل بهم العذاب العاجل، كما وقع بقوم صالح لما اقترحوا عليه إخراج ناقة عشراء، وبراء، جوفاء، من صخرة صماء

فأخرجها الله لهم منها بقدرته ومشيئته، فعقروها ، ( وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا ) [7 \\ 77]

فأهلكهم الله دفعة واحدة بعذاب استئصال

وذلك في قوله: ( وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ) [17 \\ 59] .

وبين في مواضع أخر : أنه لا داعي إلى ما اقترحوا من الآيات ؛ لأنه أنزل عليهم آية أعظم من جميع الآيات التي اقترحوها وغيرها، وتلك الآية هي هذا القرآن العظيم

وذلك في قوله: ( أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ) [29 \\ 51] .

فإنكاره جل وعلا عليهم عدم الاكتفاء بهذا الكتاب عن الآيات المقترحة : يدل على أنه أعظم وأفخم من كل آية، وهو كذلك ؛ ألا ترى أنه آية واضحة

ومعجزة باهرة، أعجزت جميع أهل الأرض، وهي باقية تتردد في آذان الخلق غضة طرية حتى يأتي أمر الله، بخلاف غيره من معجزات الرسل - صلوات الله عليهم وسلامه - فإنها كلها مضت وانقضت" .

انتهى من "أضواء البيان" (1/477).

وإنما يكون التعارض لو قال القرآن: إن الله لن يؤيدك بمعجزة ، أو لن يؤيدك بغير القرآن ، أو لن يجيب الكفار إلى معجزة أبدا.

وهذا لا يوجد في القرآن.

وأما الآية (7) من سورة الرعد، وهي قوله تعالى: وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ الرعد/7

ففيها بيان أن الرسول ليس من مهمته الإتيان بالآيات، فهذا أمره إلى الله، وإنما مهمته الإنذار والبلاغ.

وهذا المعنى العظيم وهو أن النبي لا يملك الآيات- لا القرآن ولا غيره-: مقرر في كتاب الله، لتتعلق القلوب بخالقها وبارئها، فالآية والمعجزة يأتي بها الله في الوقت الذي يشاؤه سبحانه.

قال الله في شأن القرآن: قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ يونس/16 .

وقال تعالى: وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ العنكبوت/50، 51 .

وهذا تعجيب من حال المشركين وطلبهم للآيات، مع أنهم يرون أعظم آية وهي القرآن، وهم عاجزون عن الإتيان بشيء من مثله مع ما عرفوا به من الفصاحة، وهذا دليل على أن طلبهم الآيات ليس إلا للتعنت والعناد.

وليس فيه أن الله لن يؤيد نبيه بآية أخرى، أو لن يجيب طلبهم إلى آية مستقبلا.

وأما الآية (20) من سورة يونس، وهي قوله: وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ يونس/20 .

ففيها تأكيد المعنى السابق وهو أن أمر الآيات إلى الله تعالى، وأن يفعل ذلك حين يشاء.

وأما قوله: فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ فالمراد منها: انتظروا حكم الله وقضاءه بيني وبينكم. وليس المراد فانتظروا معجزة.








 


رد مع اقتباس