منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - رد الشبهات عن صحابه الرسول صلي الله عليه وسلم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-02-20, 03:13   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال:

أريد أن أعرف فضائل الصحابي الجليل عمار بن ياسر رضي الله عنه .

الجواب :

الحمد لله

منّ الله تعالى على هذه الأمة بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أبر هذه الأمة قلوبا ، وأعمقها علما ، وأقومها هديا .

روى الإمام أحمد (3589)

بسند جيد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ " .

وقال الميموني قال لي أحمد بن حنبل : " يا أبا الحسن إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام

" انتهى من "البداية والنهاية" (8 /148) .

فحب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإيمان ، وبغضهم من النفاق .

وخاصة أكابرهم ، الذين نشروا العلم والدين .

وكان منهم هؤلاء الصحب الكرام : :عمار بن ياسر ، رضي الله عنه وعن أبيه ، وأمه .

وهو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الوذيم ، أبو اليقظان العنسي المكي مولى بني مخزوم ، أحد السابقين الأولين والأعيان البدريين ، وأمه هي سمية مولاة بني مخزوم من كبار الصحابيات أيضا.

روى البخاري (3660) عَنْ هَمَّامٍ ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارًا، يَقُولُ : " رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا مَعَهُ ، إِلَّا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ ، وَامْرَأَتَانِ وَأَبُو بَكْرٍ" .

وقد عذب هو وأبوه وأمه في الله عذابا شديدا :

روى ابن ماجة (150) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ: " كَانَ أَوَّلَ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَبُو بَكْرٍ ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ ، وَصُهَيْبٌ ، وَبِلَالٌ ، وَالْمِقْدَادُ ، فَأَمَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِعَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ فَمَنَعَهُ اللَّهُ بِقَوْمِهِ ، وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ الْمُشْرِكُونَ ، وَأَلْبَسُوهُمْ أَدْرَاعَ الْحَدِيدِ ، وَصَهَرُوهُمْ فِي الشَّمْسِ " ، وحسنه الألباني في "صحيح ابن ماجة " .

وروى منصور ، عن مجاهد : " جاء أبو جهل يشتم سمية وجعل يطعن بحربته في قُبلها حتى قتلها، فكانت أول شهيدة في الإسلام " .

وعن عمر بن الحكم ، قال: " كان عمار يعذب حتى لا يدري ما يقول ، وكذا صهيب، وفيهم نزلت ( والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا) النحل/ 41 .

شهد عمار بدرا ، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهاجر إلى أرض الحبشة ، ثم إلى المدينة ."سير أعلام النبلاء" (3/ 247)

وكان رضي الله عنه ممن أجاره الله من الشيطان :

روى البخاري (3287) عَنْ عَلْقَمَةَ ، قَالَ : " قَدِمْتُ الشَّأْمَ ، فَقُلْتُ: مَنْ هَا هُنَا ؟ ، قَالُوا أَبُو الدَّرْدَاءِ ، قَالَ : أَفِيكُمُ الَّذِي أَجَارَهُ اللَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ - يَعْنِي عَمَّارًا " .

وقد ملئ إيمانا ، حتى اختلط الإيمان بلحمه وعظمه ودمه :

روى النسائي (5007) عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مُلِئَ عَمَّارٌ إِيمَانًا إِلَى مُشَاشِهِ) .

وصححه الألباني في " صحيح ابن ماجة " .

قال المناوي رحمه الله :

" يعني اختلط الإيمان بلحمه ودمه وعظمه ، وامتزج بسائر أجزائه امتزاجا لا يقبل التفرقة ، فلا يضره الكفر حين أكرهه عليه كفار مكة بضروب العذاب ، قال في الفتح : وهذه الصفة لا تقع إلا ممن أجاره الله من الشيطان الرجيم " .
انتهى من "فيض القدير" (6/ 4) .

وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يهتدوا بهديه ، ويسيروا على طريقته :

روى الترمذي (3799) عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : " كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ( إِنِّي لَا أَدْرِي مَا قَدْرُ بَقَائِي فِيكُمْ ؛ فَاقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي - وَأَشَارَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ - وَاهْتَدُوا بِهَدْيِ عَمَّارٍ، وَمَا حَدَّثَكُمْ ابْنُ مَسْعُودٍ فَصَدِّقُوهُ ) .

وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

قال في "تحفة الأحوذي" (10/ 204):

" وَالْهَدْيُ : السِّيرَةُ وَالطَّرِيقَةُ وَالْمَعْنَى ، أَيْ سِيرُوا سِيرَتَهُ وَاخْتَارُوا طَرِيقَتَهُ " انتهى .

وكان رضي الله عنه فقيها زاهدا في الدنيا :

قال الشعبي: " سئل عمار، عن مسألة فقال: هل كان هذا بعد ؟ ، قالوا: لا، قال : فدعونا حتى يكون ، فإذا كان تجشمناه لكم ".

وقال عبد الله بن أبي الهذيل :" رأيت عمارا اشترى قتا بدرهم وحمله على ظهره وهو أمير الكوفة " .

وقال أبو نوفل بن أبي عقرب : " كان عمار بن ياسر قليل الكلام طويل السكوت " .
"سير أعلام النبلاء" (3/ 256)

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن عمارا تقتله الفئة الباغية :

فروى البخاري (2812) عن أبي سعيد قال : " كُنَّا نَنْقُلُ لَبِنَ المَسْجِدِ لَبِنَةً لَبِنَةً ، وَكَانَ عَمَّارٌ يَنْقُلُ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ ، فَمَرَّ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَسَحَ عَنْ رَأْسِهِ الغُبَارَ ، وَقَالَ : ( وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الفِئَةُ البَاغِيَةُ ، عَمَّارٌ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ) .

وقد بشره النبي صلى الله عليه وسلم هو وأباه وأمه بالجنة :

فروى الحاكم (5666) عَنْ جَابِرٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِعَمَّارٍ وَأَهْلِهِ وَهُمْ يُعَذَّبُونَ ، فَقَالَ : ( أَبْشِرُوا آلَ عَمَّارٍ، وَآلَ يَاسِرٍ، فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ) وقال الحاكم : " صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " ووافقه الذهبي .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" وأجمعوا على أنه قتل مع علي بصفّين سنة سبع وثلاثين في ربيع وله ثلاث وتسعون سنة ، واتفقوا على أنه نزل فيه: ( إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) النحل/ 106 " انتهى .

وانظر : "سير أعلام النبلاء" (3/ 245-259) ، " الإصابة" (4/473-474) ، "تهذيب الكمال" (21/215-221)

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس