منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - رد الشبهات عن صحابه الرسول صلي الله عليه وسلم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-02-18, 03:15   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

رابعا:

الشيعة الروافض لما كذبوا على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب؛ فقالوا إنه كان يفر من المعارك؛ فتشوا في الروايات لعلهم يجدون شبهة يؤيدون بها كذبتهم عند العوام، فلم يجدوا أقوى من الآتي:

ما رواه الإمام أحمد في "المسند" (38 / 97) عن أَبِي بُرَيْدَةُ قَالَ: ( حَاصَرْنَا خَيْبَرَ، فَأَخَذَ اللِّوَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَانْصَرَفَ وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَهُ مِنَ الْغَدِ عُمَرُ، فَخَرَجَ، فَرَجَعَ، وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ، وَأَصَابَ النَّاسَ يَوْمَئِذٍ شِدَّةٌ وَجَهْدٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي دَافِعٌ اللِّوَاءَ غَدًا إِلَى رَجُلٍ يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، وَيُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، لَا يَرْجِعُ حَتَّى يُفْتَحَ لَهُ .

فَبِتْنَا طَيِّبَةٌ أَنْفُسُنَا أَنَّ الْفَتْحَ غَدًا، فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الْغَدَاةَ، ثُمَّ قَامَ قَائِمًا فَدَعَا بِاللِّوَاءِ وَالنَّاسُ عَلَى مَصَافِّهِمْ، فَدَعَا عَلِيًّا وَهُوَ أَرْمَدُ، فَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَدَفَعَ إِلَيْهِ اللِّوَاءَ وَفُتِحَ لَهُ ) وصححه محققو المسند، وصححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (7 / 733).

وهذه الواقعة ليس فيها ما يدل على فرار عمر رضي الله عنه من الحرب:

- فهو رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لا خوفا وهربا، وإنما رجع لمّا رأى أنه لا يصل إلى نتيجة، كما تشير عبارة الحديث ( وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ ).

- غزوة خيبر لم يكن فيها من مواجهة الأعداء ما يدفع الشخص إلى الهرب، فاليهود كانوا مختفين داخل حصونهم ولم يتجرؤوا على الخروج منها، والمسلمون يحاولون اقتحامها؛ فخيبر كانت عبارة عن مجموعة من الحصون ؛ لهذا دام القتال والحصار عدة أيام.

- هذه الرواية تدل على مكانة عمر رضي الله عنه في الحروب وخبرته وشجاعته ؛ ولذا جعله النبي صلى الله عليه وسلم أميرا على مجموعة من الجنود وأرسله في مهمة خاصة.

- عمر رضي الله عنه لمّا لم يفتح له ولم يصل إلى النصر المراد، لم يرجع إلى بيته في المدينة ، بل رجع إلى المعسكر ، حيث النبي صلى الله عليه وسلم، يأتمر بأمره ، وينظر ماذا يحدث له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتراجع الجنود بهذه الصورة لا يسمى هروبا ولا فرارا بنص القرآن الكريم.

قال الله تعالى: ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ ، وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) الأنفال (15 – 16).

قال ابن كثير رحمه الله تعالى:

" ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا ) أي: تقاربتم منهم ودنوتم إليهم.

( فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ ) أي: تفروا وتتركوا أصحابكم.

( وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ ) أي: يفر بين يدي قِرْنه مكيدة؛ ليريه أنه قد خاف منه فيتبعه، ثم يكر عليه فيقتله، فلا بأس عليه في ذلك. نص عليه سعيد بن جبير، والسدي.

وقال الضحاك: أن يتقدم عن أصحابه ليرى غرة من العدو فيصيبها.

( أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ ) أي: فر من هاهنا إلى فئة أخرى من المسلمين، يعاونهم ويعاونوه فيجوز له ذلك، حتى ولو كان في سرية ففر إلى أميره أو إلى الإمام الأعظم، دخل في هذه الرخصة " انتهى. "تفسير ابن كثير" (4 / 27).

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:

" ومفهوم الآية: ... أن المتحيز إلى فئة تمنعه وتعينه على قتال الكفار، فإن ذلك جائز، فإن كانت الفئة في العسكر، فالأمر في هذا واضح، وإن كانت الفئة في غير محل المعركة كانهزام المسلمين بين يدي الكافرين والتجائهم إلى بلد من بلدان المسلمين أو إلى عسكر آخر من عسكر المسلمين، فقد ورد من آثار الصحابة ما يدل على أن هذا جائز، ولعل هذا يقيد بما إذا ظن المسلمون أن الانهزام أحمد عاقبة، وأبقى عليهم " انتهى. "تفسير السعدي" (ص 317).

وهذه الآية نزلت في غزوة بدر، قبل غزوة خيبر بعدة سنوات.

روى أبو داود في سننه (2648) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: ( نَزَلَتْ فِي يَوْمِ بَدْرٍ : ( وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ ). ) وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (2 / 136).

وأما الرواية الثانية التي يكثر الشيعة الروافض الطعن بها في شجاعة عمر رضي الله عنه، فهي:

ما رواه البخاري في صحيحه (4322) عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: ( لَمَّا كَانَ يَوْمَ حُنَيْنٍ نَظَرْتُ إِلَى رَجُلٍ مِنَ المُسْلِمِينَ يُقَاتِلُ رَجُلًا مِنَ المُشْرِكِينَ، وَآخَرُ مِنَ المُشْرِكِينَ يَخْتِلُهُ مِنْ وَرَائِهِ لِيَقْتُلَهُ، فَأَسْرَعْتُ إِلَى الَّذِي يَخْتِلُهُ، فَرَفَعَ يَدَهُ لِيَضْرِبَنِي وَأَضْرِبُ يَدَهُ فَقَطَعْتُهَا، ثُمَّ أَخَذَنِي فَضَمَّنِي ضَمًّا شَدِيدًا، حَتَّى تَخَوَّفْتُ، ثُمَّ تَرَكَ، فَتَحَلَّلَ، وَدَفَعْتُهُ ثُمَّ قَتَلْتُهُ، وَانْهَزَمَ المُسْلِمُونَ وَانْهَزَمْتُ مَعَهُمْ، فَإِذَا بِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ فِي النَّاسِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ قَالَ: أَمْرُ اللَّهِ، ثُمَّ تَرَاجَعَ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ).

فتلقفوا جملة: ( وَانْهَزَمَ المُسْلِمُونَ وَانْهَزَمْتُ مَعَهُمْ، فَإِذَا بِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ فِي النَّاسِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ؟ ) فقالت الروافض كذبا: هذا دليل على أن عمر رضي الله عنه كان فارا.

وهذا الفهم الذي تروجه الرافضة، ليس بصحيح:

- فأبو قتادة لم ينص على الوقت الذي التقى فيه بعمر ولا على حال عمر هل كان واقفا أم فارا؟ فالمسلمون كانوا حوالي عشرة آلاف مقاتل كما نصت الرواية الصحيحة بذلك، وهذه الكثرة من شأنها أن تجعل الجندي الفار من المقدمة يمر على من هو في وسط الجيش وآخره ممن هو ثابت غير فار، بل المحاورة بين أبي قتادة وعمر تدل على أن عمر كان في حالة ثبات لا فرار، فلو كان عمر أيضا فارا؛ لكان كل واحد منهما مشغولا بنفسه كما هي حالة الفرار ولم يكن هناك وقت ولا هيئة تسمح بالحوار.

بل قد جاءت الرواية بسند حسن تنص على أن عمر رضي الله عنه كان من الذين لم يفروا يوم حنين وبقي ثابتا مع النبي صلى الله عليه وسلم.

روى الإمام أحمد في "المسند" (23 / 273) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: لَمَّا اسْتَقْبَلْنَا وَادِيَ حُنَيْنٍ قَالَ: انْحَدَرْنَا فِي وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ تِهَامَةَ أَجْوَفَ، حَطُوطٍ، إِنَّمَا نَنْحَدِرُ فِيهِ انْحِدَارًا، قَالَ: وَفِي عَمَايَةِ الصُّبْحِ، وَقَدْ كَانَ الْقَوْمُ كَمَنُوا لَنَا فِي شِعَابِهِ، وَفِي أَحْنَائِهِ، وَمَضَايِقِهِ، قَدْ أَجْمَعُوا وَتَهَيَّئُوا وَأَعَدُّوا، قَالَ: فَوَاللهِ مَا رَاعَنَا، وَنَحْنُ مُنْحَطُّونَ إِلَّا الْكَتَائِبُ، قَدْ شَدَّتْ عَلَيْنَا شَدَّةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ، وَانْهَزَمَ النَّاسُ رَاجِعِينَ، فَاسْتَمَرُّوا لَا يَلْوِي أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى أَحَدٍ. وَانْحَازَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ الْيَمِينِ، ثُمَّ قَالَ: إِلَيَّ أَيُّهَا النَّاسُ، هَلُمُّوا إِلَيَّ أَنَا رَسُولُ اللهِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ. قَالَ: فَلَا شَيْء

، احْتَمَلَتْ الْإِبِلُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَانْطَلَقَ النَّاسُ إِلَّا أَنَّ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَهْطًا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ، غَيْرَ كَثِيرٍ، ثَبَتَ مَعَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَمِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ... ) وحسنه محققو المسند.

والله أعلم.










رد مع اقتباس