منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - رد الشبهات عن صحابه الرسول صلي الله عليه وسلم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-02-18, 03:13   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

هل صحيح أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان يفر من اليهود ، ويهرب من الحروب ، كما يدعى الشيعة ؟ ولو سمحتم اذكروا لى أسماء المعارك ، وبعضا ممن قتلهم عمر بن الخطاب رضى الله عنه .


الجواب :

الحمد لله

أولا:

أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو من الصحابة الذين شهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزواته ولم يتخلف عنها .

قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:

" اتفق العلماء على أن عمر رضوان الله عليه شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم يغب عن غزاة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعن ابن سعد قال: قالوا - يعني العلماء بالسيّر - شهد عمر رضوان الله عليه شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها، فأمّا خروجه في السريْة فقد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تربة " انتهى، من "مناقب أمير المؤمنين" (ص 88).

وكلام ابن سعد هذا هو في كتابه "الطبقات الكبرى" (3 / 272)، حيث قال:

" قالوا: شهد عمر بن الخطاب بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرج في عدة سرايا وكان أمير بعضها " انتهى.

ثانيا:

ليس من عادة الرواة أن يستقصوا قتلى الكفار وقاتليهم في كل غزوة من الغزوات النبوية ؛ وإذا اعتنوا بذكر ذلك فغالبا ما يكون إما بسبب شهرة ذلك الكافر، كقتلى كفار قريش في غزوة بدر وأحد، فهؤلاء الكفار غالبهم معروف إما بشهرته بعداوة المسلمين وإما بسبب قرابته لأحد المهاجرين.

وأحيانا يعتنون بذكر القتيل وقاتله إذا تعلق بذلك قصة أو سبب يحسن سياقه.

ومما اجتمع فيه السببان؛ ما رواه علماء المغازي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب؛ أنه قتل خاله العاص بن هشام بن المغيرة في غزوة بدر.

قال ابن هشام رحمه الله تعالى:

" حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْمَغَازِي: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِسَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَمَرَّ بِهِ: إنِّي أَرَاكَ كَأَنَّ فِي نَفْسِكَ شَيْئًا، أَرَاكَ تَظُنُّ أَنِّي قَتَلْتُ أَبَاكَ، إنِّي لَوْ قَتَلْتُهُ لَمْ أَعْتَذِرْ إلَيْكَ مِنْ قَتْلِهِ، وَلَكِنِّي قَتَلْتُ خَالِي الْعَاصِ بْنَ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، فَأَمَّا أَبُوكَ فَإِنِّي مَرَرْتُ بِهِ وَهُوَ يَبْحَثُ بَحْثَ الثَّوْرِ بِرَوْقِهِ فَحُدْتُ عَنْهُ، وَقَصَدَ لَهُ ابْنُ عمه علىّ فقتله " انتهى، من "سيرة ابن هشام" (2 / 289 - 290).

قال ابن كثير رحمه الله تعالى، بعد ذكره لهذا الخبر:

" وهذا منقطع، وهو كالمشهور " انتهى، من "مسند الفاروق" (2 / 464).

فالحاصل؛ أنه لا يمكننا في هذا الزمن أن نعرف -على وجه القطع- عن كل صحابي كم قتل من الكفار ومعرفة أعيانهم، سواء تعلق الأمر بعمر بن الخطاب أو بسائر الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.

وعدم العلم لا يستلزم عدم الوقوع كما هو معلوم عند كل العقلاء.

ثالثا:

ادعاء الشيعة؛ بأن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يكن شجاعا، هو ادعاء كاذب لو صدقه العاقل لكان عليه أن يكذب كل أخبار التاريخ.

فعمر رضي الله عنه قد ثبتت بالتواتر شجاعته وإقدامه وشدته على أهل الكفر.

وهذه بعض الروايات التي تدل على المستوى العالي لشجاعة وقوة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وأثرها في نصرة الإسلام وقمع الكفر وأهله.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ: بِأَبِي جَهْلٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ ) قَالَ: وَكَانَ أَحَبَّهُمَا إِلَيْهِ عُمَرُ.

رواه الترمذي (3681) وقال : "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ"، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (3 / 509).

وعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ) رواه الحاكم (3 / 83) وقال: " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " ووافقه الذهبي، وصححه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7 / 48)، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (7 / 682).

وروى البخاري في صحيحه (3863 ) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: ( مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ ).

قال ابن حجر رحمه الله تعالى:

" قوله: (مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ) أي لما كان فيه من الجلد والقوة في أمر الله " انتهى، من "فتح الباري" (7 / 48).

فلو كان عمر رضي الله عنه يفر من الحروب ولا يشارك فيها ، فكيف يكون في إسلامه عز للإسلام والمسلمين ؟!

بل كان كفار قريش يعرفون لعمر هيبته ومكانته في الحروب ، وأنه من أخص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

عَنِ البَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَقِينَا المُشْرِكِينَ يَوْمَئِذٍ – أي يوم معركة أحد -، وَأَجْلَسَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا مِنَ الرُّمَاةِ، وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ، وَقَالَ: لاَ تَبْرَحُوا، إِنْ رَأَيْتُمُونَا ظَهَرْنَا عَلَيْهِمْ فَلاَ تَبْرَحُوا، وَإِنْ رَأَيْتُمُوهُمْ ظَهَرُوا عَلَيْنَا فَلاَ تُعِينُونَا. فَلَمَّا لَقِينَا هَرَبُوا، حَتَّى رَأَيْتُ النِّسَاءَ يَشْتَدِدْنَ فِي الجَبَلِ، رَفَعْنَ عَنْ سُوقِهِنَّ، قَدْ بَدَتْ خَلاَخِلُهُنَّ، فَأَخَذُوا يَقُولُونَ: الغَنِيمَةَ الغَنِيمَةَ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لاَ تَبْرَحُوا، فَأَبَوْا، فَلَمَّا أَبَوْا صُرِفَ وُجُوهُهُمْ، فَأُصِيبَ سَبْعُونَ قَتِيلًا، وَأَشْرَفَ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ: أَفِي القَوْمِ مُحَمَّدٌ؟ فَقَالَ: لاَ تُجِيبُوهُ. فَقَالَ: أَفِي القَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ؟ قَالَ: لاَ تُجِيبُوهُ. فَقَالَ: أَفِي القَوْمِ ابْنُ الخَطَّابِ؟ فَقَالَ: إِنَّ هَؤُلاَءِ قُتِلُوا، فَلَوْ كَانُوا أَحْيَاءً لَأَجَابُوا، فَلَمْ يَمْلِكْ عُمَرُ نَفْسَهُ، فَقَالَ: كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللَّهِ، أَبْقَى اللَّهُ عَلَيْكَ مَا يُخْزِيكَ ...) رواه البخاري (4043).

فلو كان عمر رضي الله عنه يفر من الحروب ولا يشارك فيها، فلماذا يفرح أبو سفيان رئيس المشركين يومئذ لما ظن أن عمر قد قتل؟!

بل نرى عمر رضي الله عنه من فرط شجاعته وحبه لقمع الكفار ، يصر على محاربة قريش أثناء صلح الحديبية.

عن أَبي وَائِلٍ، قَالَ: كُنَّا بِصِفِّينَ، فَقَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ، فَإِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ، وَلَوْ نَرَى قِتَالًا لَقَاتَلْنَا، فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَسْنَا عَلَى الحَقِّ وَهُمْ عَلَى البَاطِلِ؟ فَقَالَ: بَلَى.

فَقَالَ: أَلَيْسَ قَتْلاَنَا فِي الجَنَّةِ وَقَتْلاَهُمْ فِي النَّارِ؟

قَالَ: بَلَى.

قَالَ: فَعَلاَمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا؟

أَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ؟

فَقَالَ: يَا ابْنَ الخَطَّابِ، إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا.

فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فَقَالَ: إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا.

فَنَزَلَتْ سُورَةُ الفَتْحِ، فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُمَرَ إِلَى آخِرِهَا.

فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَفَتْحٌ هُوَ؟

قَالَ: نَعَمْ ) رواه البخاري (3182).











رد مع اقتباس