منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - التشريع المدرسي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-11-14, 18:23   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
شكيب خان
مشرف منتدى الحقوق و الاستشارات القانونية
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم
الموضوع : العاقات الانسانية في العمل
اهم الواجبات المتعلقة بأخلاقيات المهنة التي فرضها الامر 06/03 على الموظفين واجب حسن المعاملة والالتزام بالآداب العامة وتحل بالخلق القويم في المحيط الذي ينتمي اليه
تحديد مضمون هذا الواجب :
حيث نصت المادة 52 من الامر رقم 06/03 على : يجب على الموظف التعامل بأدب واحترام في علاقاته مع رؤسائه وزملائه ومرؤوسيه
كما نصت المادة 53 منه : يجب على الموظف التعامل مع مستعملي المرفق العام بلباقة ودون مماطلة
من خلال هذين المادتين نستخلص ان الموظف يجب عليه ان يلتزم بالأدب والاحترام عند تعامله مع الاخرين خاصة الذين يشتغلون معه في نفس المؤسسة
فالمادتين 52/53 من الامر 06/03 فرضتا على العامل او الموظف مهما كانت منزلته في الوظيفة ان تكون علاقته حسنة مع رفاقه اثناء اداء العمل
ولا يظهر منه سلوك منافيا لأخلاقيات المهنة ، سلوك غير مرغوب فيه يمس من كرامة الزملاء في العمل بالطرق غير القانونية او غير المشروعة
عندما يلتزم الموظف بآداب المعاملة والاحترام فالمؤسسة تتحول الى بيئة ملائمة للعمل والنشاط
ولا تظهر فيها عوامل الشقاق بين العمال او الموظفين وبالتالي يتمكن كل موظف من اداء مهامه على اكمل وجه في ظروف تضمن له الكرامة والسلامة المعنوية
والتعامل بأدب واحترام اصبح واجب على كل موظف وحق من حقوقه في الوقت ذاته وهذا ما نصت عليه المادة 37 من الامر 06/03 : للموظف الحق في ممارسة مهامه في ظروف تضمن له الكرامة والصحة والسلامة البدنية والمعنوية
العلاقات الجيدة هي تلك التي يسودها الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة الى جانب التشجيع والدعم الاجتماعي والاهتمامات بالمشكلات التي تواجه الافراد في بيئة العمل ومحاولة حلها بأساليب بناءة
فهي تمثل عنصرا هاما من عناصر استقرار الموظف او العامل والرفع من روحه المعنوية ومن رضاه الوظيفي
يتوقف المناخ التنظيمي الجيد في جزء كبير منه على العلاقات الانسانية في العمل والعكس اذا تميزت العلاقات بالفتور او الصراعات فأنها تفرز وضعا مهنيا مكهربا وتصبح بالتالي مصدرا من مصادر الضغط الذي ينعكس سلبا على الصحة النفسية والجسمية للموظف
هناك دراسات اكدت ان الحالة الصحية قد تصبح اكثر خطورة عندما يكون العمل خال من الحيوية وعندما يكون محيط العمل جافا من العلاقات الانسانية
مثلا ما يحدث في المؤسسات التربوية :
هناك مديرين متسلطين كثيري النقد يتبعون اسلوب العقاب في ادارة شؤون المؤسسة التي يشرفون عليها ولا يراعون العلاقات غير الرسمية ظنا منهم بأن مثل هذا الاسلوب يجلب المهابة والطاعة وبالتالي يسود الاستقرار داخل المؤسسة
لقد بينت الدراسات التي اجريت في علم النفس التربوي ان هؤلاء يكونون سببا في اضعاف اداء الاساتذة وبالتالي اضعاف التحصيل الدراسي للطلاب
كشف بوك وفرنون ان الافراد الذين يتولى امرهم مدير متسلط وغير متعاون معهم ويعاملهم بتحيز ومحاباة ولا يشركهم في اتخاذ القرارات يكونون اكثر توترا واقل ابداعا وحماسا في العمل مقارنة مع زملاءهم العاملين مع مدراء متعاونين وعادلين ويفسحون المجال لمشاركتهم في اتخاذ القرارات المرتبطة بعملهم
ـــ يرى غوشة زكي ان السلوك الاداري التسلطي والادارة الفقيرة يؤثران سلبا على سلوك العاملين وعلى روحهم المعنوية
ــ واكدت دراسة التي قام بها كندرل (candler1982) ان الاستاذ يكون اقل عرضة للضغط النفسي كلما كانت علاقته مع مدير المؤسسة ايجابية وحميمية
ـ وعلى العكس من ذلك فقد وجد MELLINGERان قلة الثقة المتبادلة بين المدير ومرؤوسيه تؤثر سلبا على كفاءة الاتصال بينهما فتؤدي بدورها الى خلق حالة من التوتر لدى الطرفين
ــ يرى احمد اسماعيل حجي 1998 انه اذا تعامل المدير مع الاستاذ في الوسط المدرسي معاملة سيئة مثل التوبيخ وتوقيع العقوبات لأول خطأ يقع فيه احدهم فان ذلك يسبب لهم قلقا واحباطا وهما من نتائج الضغوط التي يتعرض اليها الاستاذ مما تؤثر على اداءه ونشاطه
ــ فيمنان وسنتورو Fimion ET Santoro
في دراستهما استنتجا ان شعور الاساتذة بالإحباط اثناء العمل يكون مصدره الاتجاهات السلبية للإداريين وسلوكهم يأتي كمصدر مهم من مصادر الضغوط الخمسة والعشرين التي يوجهها الاساتذة
الخلاصة :
ان حالة القلق او التوتر التي تنتاب الاستاذ ناتجة عن الضغوطات التي يتعرض لها يوميا وخلال العام الدراسي مثل ظروف العمل ، وعبء العمل ، وصراع الدور ، وسوء العلاقة مع التلاميذ ، وسوء العلاقة مع زملاء المهنة ، والترقية المهنية ، التفتيش ، وخاصة سوء العلاقة مع المدير
من خلال ما سبق نخلص الى ان المدير يمكن ان يكون مصدر ضغط بالنسبة للأساتذة الذين يشرف عليهم من خلال :
عدم توفر الدعم خاصة المعنوي منه للأستاذ ، وعدم الوقوف الى جانبه خاصة في الظروف التي يحتاج فيها المساندة الاجتماعية ، عدم اظهار الاهتمام بالأستاذ ، القيام بأنماط سلوكية متناقضة ( ينسى نفسه انه كان استاذ )
النتيجة : الشعور بالنفرة من التدريس ( كثرة الاستقالات )
عدم الاهتمام بإعداد الدرس ويقل اداؤه ــ (يؤدي الى ضعف التحصيل العلمي لدى الطلبة )
التأخر في الذهاب للفصل وعدم متابعة واجبات الطلبة
الاكثار من ذم الطلبة واتهامهم بالكسل ( رد الفعل الانعكاسي)
كثرة التذمر من اوضاع المؤسسة واوضاع التعليم
التغيب وعدم الاستقرار في المهنة
ان غالبية المدرسين يتذمرون من معاملة الادارة لهم فيما يخص التشاور وديمقراطية الرأي التي تتحدث عنها النظم التربوية الحديثة ويؤكدون ان دورها في الوقت الحالي دور تسلطي
معظم السادة المديرين لا يحسنون التصرف ( نقص الكفاءة المطلوبة ) وعلاقتهم مع المدرسين غالبا ما تتسم بالتوتر وعدم التوازن وتنعكس على اداءهم ويكون الخاسر الاكبر هو التلميذ والسلام










رد مع اقتباس