منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الأوضاع الإجتماعية والاقتصادية للجزائر خلال العهد العثماني 1707-1827م
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-01-01, 12:36   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ابو احسان
مشرف سابق
 
إحصائية العضو










افتراضي

ب- الكوارث الطبيعية
1-الزلازل:

لقد رافق إشتداد الطاعون و إنتشاره بالقطر الجزائري خلال العهد العثماني سلسلة من الهزات الأرضية العنيفة و الشديدة و التي تسببت في تخريب وتحطيم بعض المدن، و اسفر عنها في أحيان كثيرة خسائر في الأرواح و الممتلكات كزلزال مدينتي الجزائر و المدية سنة 1632، و الذي قالت بشأنه بعض الروايات أنه أهلك جل سكان مدينة الجزائر، و زلزال عام 1665 و الذي صاحبه خسوف الشمس وتأثرت به حتى السواحل الأوربية بالإضافة إلى زلزال 1676 الذي دام عدة أشهر ، و تسبب في الثورة ضد الداي الذي نقم عليه الأهالي و اتهموه بسوء الطالع[52].

أهم الزلازل:

لقد تعرضت السواحل الجزائرية إلى عدة زلازل عنيفة و قوية خلفت عددي القتلى و خسائر جسيمة فمنها.

1- زلزال 1716: الذي تخربت من جرائه مدن شرشال و بجاية و مدينة الجزائر و تكررت نتيجة هزات إرتدادية طيلة ايام الثالث (3) و الخامس (5) والسادس و العشرين (26) من شهر فبراير و قد هلك من سكان الجزائر تحت الأنقاض ما لا يقل عن 20000 نسمة حسب بعض المصادر[53].

نظرا لاشتداد حدة الزلازل اضطر الاهالي للخروج إلى ضواحي المدن ومنها ضواحي مدينة الجزائر بعد أن تهدمت منازلهم، مما جعل الداي يصر على معاقبة اللصوص، و القضاء على أعمال الفوضى التي صاحبته هذه الزلازل ثم تكرر حدوث الزلازل بمدن مليانة و عنابة و الجزائر أعوام 1723-1724 و تضررت شرشال من جراء زلازل 1735.

2-زلزال 1755:

يقال عنه زلزال لشبونة[54] و هو زلزال قوي شمل الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط فلم يبق منزل لم يتأثر بحدثه في مدينة الجزائر، و قد أدى هذا الزلزال إلى إنقطاع المياه و تهدم الخبايا، و قد صاحبه ظهور الحرائق للبعض الأحياء و شيوع أعمال النهب و الفوضى لمدة شهرين استمر فيها تكرر الهزات الإرتدادية الارضية.

3-زلزال 1760:

كسابقيه كان شديدا و عنيفا خرب مدينة البليدة[55] و اضر ضررا بالغا بمدينة الجزائر الامر الذي أدى حدا بالسكان إلى الإلتجاء إلى الحرائق و البساتين.

4-زلزال 1790:

حدث هذا الزلزال بوهران و كان دا فائدة على الجيش الجزائري الذي كان يحاصر المدينة تمهيدا لاسترجاعها من أيدي الإسبان[56].

5-زلازل 1818 و 1825:

تكررت الزلازل في الجزائر بحيث عمت أغلب المدن الساحلية و المناطق القريبة من مدينة الجزائر، منها الزلازل الذي ضرب الأطلس البليدي و أدى إلى هدم الدور و المساكن و خراب مدينة البليدة[57] والذي استمرت هزات من 2 إلى 6 ماي 1825 و أدت إلى هلاك أكثر من 7000 قتيل[58].

و قد تركت هذه الكوارث الطبيعية نتائج سلبية على الوضع الديمغرافي للبلاد و على الحالة الصحية ، كما اثرت في نفوس الأاهالي و أدت بهم إلى النقمة من الحكام و الثورة عليهم محملين إياهم سب البلاوي و المأساة.

2- الفيضانات و الحرائق:

اعتبرت الفياضانات و الحرائق من أهم الآفات و الكوراث التي أضرت بالجزائر خلال العهد العثماني، بحيث تسببت في حدوث مجاعات و إختفاء الأقوات وموت الكثير من السكان.

لقد اعتاد الناس حدوث المجاعات إثر سنوات القحط و الجفاف و في أعقاب زحف الجراد الأمر الذي كان يؤدي إلى إنتشار الأمراض و تكاثر الأوبئة .

و من الفيضانات التي عرفتها الجزائر خلال فترة الدراسة تلك التي تميزت بفداحة خطرها و ذلك خلال سنوات 1727-1731-1733-1734-1736-1740-1753-1755-1757-1791-1812-1816[59].

نتيجة لهذا تضررت أوضاع الجزائر الإقتصادية و مما زاد في الطين بلة سوء تصرف الحكام و إنعدام الأمن و شيوع الإصطراب الذي إرتبط بظهور الأمراض الفتاكة والحوادث الطبيعية المدمرة، الأمر الذي أدى إلى تشتت و هلاك كثير من سكان الجزائر و إشتداد الضائقة الإقتصادية بفعل غلاء الأاسعار وشح الأقوات و إتلاف المزروعات[60] و بذلك تناقص عدد سكان و بقيت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية غير مستغلة و تحول جزء من هذه الملكيات إلى مؤسسة الأوقاف[61].

3- الجراد و الجفاف:

مع الزلازل و الفيضانات عرفت الجزائر آفات أخرى تمثلت في غزو الجراد و إ،تشار الجفاف مما أضر أيما ضرر بالجزائر إبان العهد العثماني إجتماعيا و صحيا و إقتصاديا وتسبب في إختفاء الأقوات و هلاك كثير من السكان .

أما سنوات زحف الجراد فمن أكثرها ضرر خلال أعوام فترة الدراسة 1710-1716-1724-1725-1760-1778-1779-1780.

وأما السنوات التي عرفت فيها البلاد إنتشار الجفاف فكانت في الفترات الممتدة من 1734 إلى 1737 و من عام 1778 إلى 1779 و كذلك سنة 1800 وأعوام 1800-1807-1816-1819[62].

4- المجاعات:

عرفت الجزائر خلال العهد العثماني عدة مجاعات كان أثرها وخيما على الوضع الإجتماعي و الصحي و الإقتصادي للبلاد منها مجاعة 1778 و 1779م والتي قيل عنها أن الناس كانوا يموتون بالمئات في شوارع مدينتي الجزائر و قسنطينة[63] و كذلك الشأن بالنسبة لمجاعة 1787 و 1789م التي كان من أسبابها الجراد مع الوباء و كذلك أيضا يمكن الاشارة إلى مجاعة 1794 التي اتسمت فيها الأوضاع بالتردي والفوضى و غلاء الأسعار و غياب الأقوات[64].

و يـذكر عبد الرحمن الجيلالي أن الـجزائر ما كـادت تنتهي و تـستريح من ويـلات الحرب المحزنة حتى فـاجـاها الجدب والـقحط بكامل الـبلاد وأصبحت تعاني من أزمة مجاعة حادة و خانقة ارتفعت فيها الأسعار و غلا المعاش غلاءا فاحشا، حتى بلغ يومئد سعر الصاع الجزائري و هو ما يزن 34 كيلو تقريبا من البر فمات الناس جوعا و استمر للحال على ذلك بضع سنين و كان محمد الكبير باي وهران يأتي بالقمح من بلاد أوربا و يوزعه على الأهالي مجانا، و أعفى المزارعين و الفلاحين من دفع الضرائب و الخراج عن أراضيهم[65].

جـ-الوضع البشري:

فيما يخص الإحصائيات مجموع سكان الجزائر يلاحظ اختلاف ملحوظ عند المؤلفين و المتخصصين بهذا المجال و بخاصة من حيث العدد و الكثافة و هذا يعود إلى الأوضاع الصحية و الأحوال المعاشية و الظروف الطبيعية.

و الظاهر أن التعداد الإجمالي لسكان الإيالة الجزائرية كان يبلغ في نهاية الحكم العثماني حوالي ثلاثة ملايين نسمة إذا أخذنا بعين الإعتبار كل الإحتمالات الواردة و التقديرات الإعتباطية أو الإحصاءات المفرطة و استبعدنا قول حمدان خوجة بأن سكان الجزائر كان يبلغ العشرة ملايين نسمة (10 م ن)[66].

و اذا اعتبرنا الوضع الديمغرافي للمدن الجزائرية خلال العهد العثماني استطعنا الوقوف على تعداد سكان مدينة الجزائر الذي كان يتراوح حسب ما أورده "شاو" Show » بالنسبة سنة 1724 ما بين 40.000 و 180.000 .

أما تقديرات "فنتور دوبارادي" « Venture de paradis » لسنة 1789م فلم تتجاوز الخمسين ألف نسمة و مع نهاية العهد العثماني لم يكن يتجاوز عدد سكان مدينة الجزائر خمسة و ثلاثين ألف نسمة[67] و رغم ما يلاحظ من التناقص والإنكماش الذي أصبحت عليه مدينة الجزائر فإن كل الإحصائيات تؤكد أنها كانت في طليعة المدن و بعد هذا الجرد يمكننا التعرف على الخارطة السكانية للجزائر خلال فترة الدراسة.










رد مع اقتباس