هل من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية اِحراق سفينة نجاتها الوحيدة والأخيرة؟
مع الأزمات المُندلعة في منطقة الشرق الأوسط وفي إفريقيا والتي لا ترغب أمريكا في توسُعها بما يضر هيبتها وأُحادية قُطبيتها تجد أمريكا نفسها بحاجة إلى الجزائر كما احتاجت إليها في الماضي للوساطة وبخاصة ما تعلق بإيران التي تجمعها بالجزائر علاقات كبيرة وبلبنان التي تجمعهما علاقات طيبة وحتى في الكثير من الدول الإفريقية التي تجمعها مع الجزائر علاقات تاريخية راسخة وحتى ما تعلق بروسيا والغرب أو الصين وأمريكا فأمريكا لن تجرُؤ على إيذاء الجزائر ولن تسمح بذلك لأن غياب الجزائر سيُؤدي بأمريكا إلى فقدانها لأهم وسيط دولي وعالمي يملك علاقات طيبة مع جميع الدول المُتنافسة.
وحتى قطر الدولة القزمة التي تُحاول أن تحتل مكانة الجزائر أو تُقلدها ولم ولن تفلح في ذلك إلا ما تعلق بحركة الطالبان وحركة حماس ولو بشكل نسبي ولكن تبقى الجزائر هي الوسيط الناجح لإنهاء أهم مُعضلات العالم وهذا ما تُدركه أمريكا ولذلك فأمريكا ليست مُستعدة لأن تفقد كل قنوات الاِتصال مع مُنافسيها والذين تعيشُ معهُم في هذه الأثناء حُروب جيوسياسية واِقتصادية وعسكرية وبيولوجية وفي لحظة ما ستجد أمريكا نفسها مُرغمة على اِستدعاء الوسيط الأكثر قبولاً وشعبيةً ونزاهة وقدرة واقتداراً في العالم للتوسط بينها وبين تلك الدول المُنافسة لها ولن تجد وسيطاً ضارباً مجده في التاريخ مثل الجزائر.
الحاكم العربي وأعوانه يتبع الجهة التي يضع فيها أمواله والمدارس التي يُدرس فيها أبناءه والبنوك التي يضع فيها أمواله في الدول الغربية.. وروسيا لا تستقطب هذه الأشياء كُلها لذلك من السهولة بمكان التخلي عنها.. زمن الإيديولويجيا اِنتهى ونحن في زمن الحساب البنكي.. عض قلبي ولا تعض رغيفي.
بقلم: سندباد علي بابا