منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ارجوووووووووكم ساعدوني
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-05-11, 20:18   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سحر الالماس
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

يقول سيغموند فرويد : ( ان فرضية اللاشعور فرضية لازمة و مشروعة و لدينا عدة حجج تؤكد وجودها ) دافع عن هذه الاطروحة.
طريقة المعالجة : استقصاء بالوضع.
طرح المشكلة : من الشائع ان الشعور كاف لتفسير الحياة النفسية - الذي هو معرفة النفس لاحوالها و انفعالاتها معرفة مباشرة - وان كل ما هو شعوري نفسي على حسب النظرية الكلاسيكية بزعامة ديكارت لكن هناك من يرى ان اللاشعور حقيقة لا يمكن انكارها خاصة منهج التحليل النفسي بزعامة فرويد الذي يرى بان اللاشعور -الذي هو مجموعة من الاحوال النفسية الماضية التي تؤثر في سلوك المرء و ان كانت غير مشعور بها - يمثل الحيز الاكبر من الحياة النفسية و منه نتبنى هذا الموقف الى جانب الفلاسفة و علماء النفس ممن يدافعون عنها, اذن كيف يمكن اثبات الاطروحة القائلة ( ان فرضية اللاشعور فرضية لازمة و مشروعة ) و بصيغة اخرى ( ما مدى صحة هذه الاطروحة )
محاولة حل المشكلة :
عرض منطق الاطروحة : يرى بعض الفلاسفة و علماء النفس و على راسهم فرويد و ليبينتز ان اللاشعور هو المتحكم الوحيد في حياتنا النفسية و لكل الفضل في الاشارة الى وجود حياة نفسية خفية , يعود ليبينتز من خلال مبدا التتابع و الادراكات الصغيرة ردا على راي ديكارت حيث يرى بان الشعور يشبه موجة البحر المكونة من موجات صغيرة متمثلة في اللاشعور لهذا يقول : ( انني عندما اسمع هدير البحر فانني اسمعه في صورته الكلية على الرغم من انه مكون من موجات صغيرة لا حصر لها ولا يمكن ادراكها بسبب ضعفها ) كما يوافق ديكارت في ان الروح لا تنقطع عن التفكير الا انه يختلف معه في انها لا تشعر بما تفكر فيه لان حاضرها مشحون بالماضي و مثقل بالمستقبل و للاشارة فان اعمال شاركو و برنهايم في معالجة بعض الامراض النفسية عن طريق التنويم المغناطيسي كان لها دور في اكتشاف اللاشعور الا ان بعض الفلاسفة و علماء النفس يرجعون فضل اكتشاف الجانب الخفي من الحياة النفسية الى فرويد الذي يرى بان فرضية اللاشعور فرضية مشروعة و ضرورية لان الشعور وما يقدمه من معطيات ناقصة عاجز عن تفسير سلوكات الانسان السليم من هفوات و احلام و نسيان و تحليل بعض السلوكات المرضية ( هستيريا ) و عليه فان الهو وبالتحديد الليبيدو و هو المؤثر في سلوكات الافراد , فابداعات الفنانين و المبدعين ماهي الا تعبير عن الميول الغريزية و الجنسية يقول فرويد ( ان الانا يستمد طاقته من الهو و سلطته من الانا الاعلى )
عرض خصوم الاطروحة : يرى اصحاب النظرية الكلاسيكية و على راسهم ديكارت و برغسون ان الحياة النفسية مرادفة للحياة الشعورية وان الشعور هو اساس الحياة النفسية فقد ميز ديكارت بين الجسد و النفس هذه الاخيرة وظيفتها التفكير حيث لا تنقطع عن ذلك الا اذا تلاشى وجودها و يعتمد انصار هذا الموقف على حجة مستمدة من الكوجيتو ديكارت القائل ( انا افكر اذا موجود ) وقد اعتبر منزلة الروح من الجسد بمنزلة الصورة من المادة حيث يقول ( ليست هناك حياة نفسية اخرى خارج الروح سوى الحياة الفيزيولوجية ) مما يعني ان عماد الحياة النفسية الشعور بحيث لا يمكن لنا ان نتصور عقلا لايعقل و نفسا لا تشعر وفي نفس السياق يؤكد برغسون راي ديكارت فيما اشار اليه حيث يرى بان الشعور مثل النهر المتدفق الدائم الجريان حتى وان تدنت درجاته من تاملي الى هامشي فانه يبقى مسيطرا على الحياة النفسية.
نقد خصوم الاطروحة : لا يمكن انكار حقيقة ما للشعور من دور في معرفة الحوادث النفسية الا انه غير كاف فالانسان تصدر عنه سلوكات ومواقف يشعر بها ويجهل اسبابها و دوافعها ولا يمكن ردها الى الشعور مما يعني ان الحياة النفسية اوسع بكثير من ذلك مما دفع بعلماء النفس الى افتراض وجود اللاشعور وهذا ما يستلزم ان راي ديكارت في ان كل ما هو شعوري نفسي وكل ماهو نفسي شعوري غير صحيح.
تدعيم الاطروحة بحجج شخصية ومذاهب فلسفية : هناك حجج كثيرة تدعم اطروحتنا
-يقول فرويد ( كلما وجدنا انفسنا امام احد الاعراض العصبية وجب ان نستنتج نشاطات نفسية لاشعورية لدى المريض ) معناه انه هناك علاقة بين النشاطات اللاشعورية وبين الاعراض العصبية ومثالنا على ذلك الفتاة انا التي اصيبت بعمى الهستيريا نتيجة حزنها على ابيها الضرير لانها كانت تحبس دموعها و حزنها عليه وعندما نومها فرويد تنويما مغناطيسيا صارحها بحقيقة مرضها فشفيت مباشرة لهذا يقول ( فرضية اللاشعور فرضية لازمة ومشروعة ولدينا ادلة كثيرة تؤكد وجودها) و يعني بذلك انه لابد لنا الاعتراف بفرضية اللاشعور.
-كما اثبت الطب النفسي ان الكثير من الامراض و العقد و الاضطرابات النفسية ( كالصدمات - الرغبات - الغرائز ) يمكن علاجها بالرجوع الى الخبرات و الاحداث المكبوتة في اللاشعور.
حل المشكلة : نستنتج ان الاطروحة القائلة ( ان فرضية اللاشعور فرضية لازمة ومشروعة ) اطروحة صحيحة في سياقها ويمكن الاخذ بها و تبنيها لانه تبين لنا من خلال التحليل ان الشعور غير كاف لتفسير الحياة النفسية مما يعني ان الحياة النفسية اوسع بكثير من ذلك , اذن اللاشعور حقيقة لا يمكن انكارها و النسيان المرضي دليل قاطع على وجود اللشعور مثالنا على ذلك استاذة الادب التي كانت تنسى اسم اديب مشهور لانه كان يشبه اسم شخص مرت معه في تجربة سيئة, يقول ادلر ( اصعب شيء على الانسان ان يفعله هو ان يعرف نفسه ) اذن الحياة النفسية حياة لاشعورية.










رد مع اقتباس