منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - [خاطِرة] @ تــقــمُّــصــات # وأدوار... @
عرض مشاركة واحدة
قديم 2023-12-13, 14:53   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
السجنجل
مشرف خيمة الجلفة و منتديات الثّقافة والأدب
 
الصورة الرمزية السجنجل
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمير جزائري حر مشاهدة المشاركة
...
تحية طيبة/
تعدُّدُ الذّوات مفهُوم نفسيّ..
بل هو ضرورة حياتية..
فلو أن أحدنا اضطر إلى العيش بذات واحدة.. يجابه بها كل المواقف..
لفشل ولمات قهرا .. أو عاش حياة أشبه بالجحيم..
هي رحمة من الله أن منحنا تلك الخاصية..
ذوات نتقمصها أو نحتمي بها ونحيل ذواتا أخرى إلى وضعية " pause " نتركها لتستريح ريثما تتهيأ الظروف وتتوفر الطاقة لتقمصها من جديد.. وكل ذات وحظها من مساحة وجودنا.. فمنها من برزت ثم توارت ويئست من العودة.. ومنها من لا تزال متشبثة بالصبر يحدوها الأمل..
ولعل في تقاسم الأدوار بعض راحة للنفس والقلب والعقل..
وأنا الآن من خلال هذه الحروف تقمصت ذاتا من ذواتي المثخنة بالجراح.. والتي ترنو للعودة إلى الواجهة.. والمواجهة وترفض التجميد في وضعية " pause " إلى أجل غير مسمى..

ذاتنــا هي ذاتُ واحدة لكــنها تتأثــر بما يختلــجُ في نفسِ الإنسان لأنّ النفس معروفٌ عنها الإختلاف أو التناقض والميولات والرغبات، كذلكَ النفسُ خلقت لتشتهي وترغب وتهوى وتحب وتكره وتفرح وتحزن وترضى وتغضب، لهذا إذا اهتمتِ النفسُ بشيءٍ طوّعت العقل لتسيّره إلــيها، لهذا نرى بعض من النفـوس تتكلم أوتكتب وهي تستحضر أمــر مـا أو حدث مــا أو شخص مـــا فتختزل السامع أو القارئ في حيز ضيق وهكذا تقيّدُ النفوسُ العقولَ فتسوقها وتوجهها، فإذا ضاقت النفسُ ضيقت الواسع حتى تدخله في ثقب الإبرة ..
وإذا لم يعرف الإنسان رغبة نفسه ومعرفة عقله لم يميــز بين حقيقتهما ومقدار كل واحد منهما أمام الآخر، فتختلطُ عليه الآراء بالأهواء، وقرّر حينها المســـير في مرحلة من مراحل حياته في اتجاه مـــا لمجرد وجود دافع داخلي فيه حتى لو لم يعرفْ حقيقةَ هذا الدافعِ.
وإذا كان للنفس حق فحقها محدود، وفيها غرائز تحتاج إلى تحقيقها، لكن العقل يعرف مقاديرها ومصالحها ومنافعها، فالعقل يحتاج إلى علم ومعرفة حتى يعرف ما للنفس عليه من حقوق فيحسن قيادتها وضبطها، فالنفس تمتطي العقل الجاهل قليل الخبرة، وأما العقل العالم كثير الخبرة فإنه يقود النفس ويسيرها خلفه.









آخر تعديل السجنجل 2023-12-13 في 15:41.
رد مع اقتباس