إخباره عزَّ وجلَّ أنه رفع السموات بعمد غير مرئية -الجاذبية-
قال تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا﴾ وهذه الآية مطابقة لما كان يراه الرجل القديمو فإنه كان يشاهد عالَمًا كبيرًا قائمًا بذاته في الفضاء مكونًا من الشمس والقمر والنجوم, ولكنه لم يرَ لها أية ساريات أو أعمدة, والرجل الحديث يجد في هذه الآية تفسيرًا لمشاهدته التي تثبت أن الأجرام السماوية قائمة دون عمد في الفضاء اللانهائي، بيد أن هنالك "عمدًا غير مرئية" تتمثل في قانون "الجاذبية" وهي التي تساعد كل هذه الأجرام على البقاء في أمكنتها المحددة([1]).
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: وقوله: ﴿بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا﴾روى عن ابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة وغير واحد أنهم قالوا: لها عمد ولكن لا تُرى([2]). فانظر إلى اتفاق ذلك التفسير القديم مع ما أثبتته الكشوف العلمية الحديثة.
([1]) الإسلام يتحدى: (212).
([2]) تفسير ابن كثير, سورة الرعد, آية (2).