أحفاد سيدي عبد القوي
كيف يتصور عقلا أن إنسانا عاش في بداية القرن التاسع الهجري ان يتنسب إليه المئات آلاف من الناس مشكلة من قبائل كبيرة جدا وفي مناطق متباعدة في ليبيا وتونس وموريتانيا . لا يمكن أن نجد لهذه الوضعية أي تفسير من منطق علم الاجتماع الديموغرافي وهو ما نره ينطبق على شخصية سيدي خليفة بن سيدي علي بن يحي وذالك قياسا بباقي إخوانه من أبناء سيدي علي بن يحي فعلى كثرة عددهم في منطقة واحدة لا نجد تعدادهم يفوق تعداد ما هو موجود في تونس وليبيا وموريتانيا من الحسينيين ممن ينتسبون إلى أخيهم سيدي خليفة ولد الفاسية الأمر الذي يدفع إلى الاعتقاد بوجود اختلال نسبي ما كان دافعه انتساب هده القبائل إلى خط نسبي مشترك
ما يجدر ذكره وبالمقابل وأنا ابحث في تاريخ ونسب قبيلة في القطر الليبي ذات النسب الحسيني وهي معروفة بقبيلة القذاذفة عدم جعلها الولي الصالح سيدي علي بن يحي مرجعا نسبيا لها وعلى الرغم من وجوده ضمن القائمة النسبية الخاصة بها بالرغم من شهرته عبر كامل شمال إفريقيا فوجدت انتسابها مرة إلى قذاف الدم وهو الشيخ سيدي عمر بن سعيد الموجود ضريحه بوادي الكور بخشة غريان ومرة إلى أولاد موسى ومرة يسمون بالكاظميين نسبة إلى جدهم الأعلى موسى الكاظم كما لاحظت عدم إدراجهم ضمن أدبياتهم التاريخية لإمارة تاقدامت التي أسسها جدهم سيدي عبد الرحمان الذي يوجد في سلسلة نسبهم كما وقفت على مصدرا تاريخيا ينسبهم إلى آل السيّد الشريف جعفر الزكي و هم أبناء عمومة الأشراف آل سمالوس الدين يسكنون الغربية و البحيرة و غيرها من المدن المصرية وهدا المصدر ذكر أن الجزء كبير من قبيلة القذاذفة يسكن ليبيا
لاستعاب جذور التاريخية لهذا التداخل النسبي الحاصل في النسب الحسيني في تونس وليبيا وموريتانيا لابد من الوقوف عند وثيقة تاريخية حصلت عليها جاء في مضمونها خطوط عريضة لما سمته الوثيقة ب السادة آل الهلال الحسيني في بلاد المغرب
لا أقف عند بعض الأخطاء والارتجالية والإيجاز والانقطاع والاختزال التي حملتها هذه الوثيقة لكني أردت أن اخرج بمعلومات أراها هامة لفتت انتباهي وهي ان الحسينيين في تونس تحديدا في القيروان والمساكن بسوسة وليبيا ليسوا تشكيل نسبي واحد رغم التقاءهم في نهاية المطاف في سيدي عبد الرحمان وهو الأمر الذي يخلص إليه القارئ لهده الوثيقة فوجدت من ينتسب إلى على الخليفة بن سيدي علي بن يحي الذي جاءت به هده الوثيقة أن له أربع أبناء هم عبد العزيز المكني بالحاج والرضا ومن ذريته أولاد مولاي أعمر المتواجدون في موريتانيا ومحمد المعروف ب بن شارف المازوني ومحمد كدالك الذي خلف عشرة أبناء وفيهم من ينحدر الى أهل المساكن ومنهم جزء انتقل إلى الحجاز انتهت تفرعات سلالة سيدي علي الخليفة كما جاء في الوثيقة الفرع الثاني هم أبناء سيدي عبد القوي وهم أبناء السيد موسى بن احمد البريشي وجدهم محمد بن علي بن محمد بن علي بن احمد بن عبد الله بن احمد بن محمد بن أبي القاسم بن علي بن محمد بن عبد القوي والفرع الثالث هم أولاد محمد بن هلال وهم ستة إلا ان الوثيقة لم تذكر إلا ثلاث وهم محمد علي عبد الله وهم آهل القيروان وجدهم محمد بن هلال بن إدريس بن غالب بن محمد المكي بن إسماعيل بن محمد بن أبي القاسم بن علي بن محمد بن عبد القوي الحسيني الفرقة الرابعة من هؤلاء السادة فهم حسب الوثيقة آل هلال الحسيني من المراغنة ينتهي نسبهم إلى السيد علي التقي بن الإمام محمد المهدي بن الإمام الحسن العسكري بن الإمام علي الهادي الحسيني وهو هلال بن أبي عبد الله محمد بن أبي عبد الله محمد أيضا بن أبي محمد عبد الله بن داوود بن سليمان بن السيد إدريس الميرغني الى السيد علي التقي وهم أهل مساكن كذلك
انتهى نص الوثيقة مع الاختصار
سوف أقف عند كل معلومة فيها إلا إني استطعت أن اعرف سبب هذا الاختلال النسبي ومداه الحاصل بشكل عام عند نسب هؤلاء الأشراف الحسينيين بالتحديد أما عن إشراف المساكن والقيروان فلديهم ثلاث طرق نسبية كما هو ملاحظ في الوثيقة طريق سيدي علي بن يحي وطريق أبي القاسم بن علي بن محمد بن عبد القوي وطريق آل هلال الحسيني من المراغنة الذي ينتهي نسبهم إلى السيد علي التقي بن الإمام محمد المهدي وقد يحتمل أن يكون طريق آخر وهم الحسينيين الأقدم خاصة من هم في القيروان لأنها هي منبت الحسينيين الذين أتوا مع سيدنا عبد الرحمان لما خرج مع أربعين من ذويه ولم يهاجروا معه الى تاقدامت بالمغرب الأوسط كما جاء في روايات التاريخية النادرة وما ينطبق على حسينيو تونس ينطبق على بنو عمومتهم في كل من ليبيا وموريتانيا . تبين في الأخير ان كل هده القبائل ليست لها خط نسبي مشترك اقصد ضمن شجرة سيدي عبد الرحمان أما عن انتماء بعض طرقهم إلى سيدي علي بن يحي فهذا مبحث خاص بحول الله