[خالدي لعرج]

لا يمكن تصور ذالك المقدار الكبير من الحشو والسرد الغير طبيعي الذي يظهر للمهتم بالتأصيل العلمي للنسب الشريف في حجم ومضمون الاخبار التي لفت تاريخ أبناء سيدي علي بن يحي اذ ان الاشكال هنا ليس في مدى ضخامة ذالك الكم الهائل من هذا السرد ولا حجم تلك الاخبار بقدر ماهي ظاهرة التباين الدي كان ورائها هذا الحشو الكبير وحتى مع وجود الوثيقة التاريخية التي هي الاخرى ساهمت و وسعت في هوة هذا الاشكال في احاينة كثيرة . لا يمكن للوثيقة التي صبغت بهالة من القداسة من طرف بعض حامليها من ان تكون مفتاح الذي يساهم في تشكيل الصورة الحقيقية للواقعة والمعلومة التاريخية لذا كان لابد من عرض كل هذا تحت المجهر الفحص والتدقيق والتحقيق العلمي وحتى يندمج تاريخ الانساب ضمن صنوف العلوم الاخرى التي تتخذ من اليات العلم ميزانا وقاعدة لها
ان مؤشرات هذا التضارب تظهر اولى معالمها بداية من عدد ابناء سيدي علي بن يحي المباشرين اذ يقف الباحث امام عدة روايات
تتخد كل رواية من الوثيقة مصدرا لها فأمام هذا الاشكال التاريخي لا نجد الوثيقة هده رغم اهميتها قد فصلت بصفة نهائية في الموضوع كهذا فنجد من هده الرويات من يقف عند اثنتى عشر ولد منهم من يرفعها الى ستة عشر ولد ومنهم من يرفعها الى اكثر من هدا ومنهم من يقللها باقل من داك مع دكر اسم كل ولد منهم ومكان تواجد دريته وان محاولة رأب هذا التباين بالاستعانة بامهات كتب النسب الشريف المعروفة كمن يستجير بالرمضاء من النار اذا كيف لكتاب من هذه الكتب القديمة والتي تعتبر مرجعا لدى بعض النسابين المحدثين ان يشفي غليلك وانت تقرأ عبارة من احد امهات هده الكتب = ....حيث خلف مولانا ادريس الازهر بن الامام المولى ادريس الاكبربضعة وعشرا ذكر وانهاهم البعض الى عشرين و المشتهر منهم عشر = انتهى الاقتباس
وفي ظاهرة اخرى لا اجد نفسي وقفت عند من يشابهها او يماثلها في تاريخ الانساب الشريفة في الجزائر على الاقل كالتي وقفت عندها في محطات عدة من تاريخ ذرية سيدي عبد القوي والتي كانت وراء كثير من الاشكالات النسبية المطروحة على مستوى هذه السلالة بالذات وهي ظاهرة العودة الاحفاد الى موطن الاجداد بعد امد طويل وهذا الرجوع ليس الى الارض فحسب انما الى بني عمومتهم من الذين اثاروا البقاء ولم يهاجروا من موطنهم الاصلي وفي هذه الحالة يذوب الجزء في الكل في الجزء ويصبح من العسير على المحقيقين في النسب التمييز بين فروع النسب الواحد
اعلم ان انهيار امارة سيدي محمد بن سيدي عبد القوي في تاقدامت بدخول العبيديين الشيعة كان وراء انفجار القبيلة وتفرق ذرية سيدي عبد القوي في الامصار كما احدث للدولة الاداسة في فاس اذ لا يستغرب ان تجد من ينتسب مثلا الى سيدي علي بن يحي وهم في مكة المكرمة اوالمدينة المنورة
تابع