[خالدي لعرج]

كان لابد على اي مهتم بدراسة وتحليل المسار التاريخي لذرية سيدي عبد القوي ان ينطلق من الجذور التاريخية لسلالة الحسينيين ليس من سيدي عبد القوي الذي يتقاطع عنده معظم النسب الحسيني في الجزائر فحسب - مع الاشارة الى وجود حسينيين من غير طريق النسبي لسيدي عبد القوي – إنما انطلاقا من اول او بداية حلول أجداد سيدي عبد القوي في الشمال الإفريقي
فعلى ضوء هذ ا المسار يتبين مصدر وسبب كثير من الاشكالات النسبية المطروحة على مستوى حلقات هذه السلالة تحديدا فاستنادا الى ما جاء في بعض الصفحات التاريخية التي نقلها بعض الباحثين وبعض التراجم ان السيد محمد التقي الملقب بشكيب احد ابرز العلماء الذي ولد في بادية سجلماسة بالمغرب المسماة بتفيلالت ان اجداده هاجروا اليها من القيروان في تونس في القرن التاسع الهجري كما جاء في مرجع اخر عن مدينة المساكن التي سكنها العرب من اصول شريفة والتي تنتمي نسبيا الى سيدي عبد القوي قدموا من المشرق الى بلاد المغرب منذ القرن الثالث الهجري سكنوا القيروان اولا ثم اتجهوا في اعقاب القرن الثالث الهجري الى المغرب الاوسط وكونوا امارة بتاقدامت ثم تفرقوا في انحاء المغربين الاقصى والاوسط وبقوا هناك الى ان رجع بعضهم الى القيروان مدة قصيرة
بناء على هذا المسار المختصر يتعين علينا طرح بعض التساؤلات عن هذه الهجرات التي شملت بلاد المغرب بشكل عام لانها في اعتقادي هي التي كانت خلف الاضطرابات النسبية لسلالة سيدي عبد القوي فالهجرة الاولى لسيدي عبد الرحمان ابن ادريس والد سيدي عبد القوي الى تاقدامت مركز امارته كانت هجرة عامة اي ان سيدي عبد الرحمان لم يترك خلفه احدا من احفاده الا ولد اسمه احمد انجبه في مكة ولم تأتي المصادر التاريخية عن ذكره عكس المعطيات و المراجع التاريخية التي اتت على ذكراخوانه الثلاث الذين هاجروا مع ابيهم سيدي عبد الرحمان في اعقاب القرن الثالث الهجري الى تاقدامت للعلم ان سيدي عبد الرحمان خلف اربع اولاد احمد الذي انجبه في مكة المكرمة قبل حلوله بتاقدامت وعبد القوي ومحمد الشراط و زيان الا ان الهجرات التي اتت بعد ذالك لم تكن شاملة او عامة فقد شملت بعض من ذرية سيدي عبد القوي لمنطقة سجلماسة بالمغرب الاقصى في القرن التاسع الهجري والتي كانوا قد هاجروا اليها من القيروان مما يعني ان اجدادهم خرجوا من منطقة تاقدامت بالمغرب الاوسط الى القيروان قبل ان ينتقلوا في الاخير من القيروان الى سجلماسة في القرن التاسع الهجري الا ان المصادر لم تذكر ما اذا بقي منهم ممن لم يهاجروا في كل مرحلة من مراحل هذه الهجرات ولا حتى مدة مكوثهم قبل هذه الانتقالات على اعتبار ان المكوث الطويل يترتب عليه انجاب الذرية وانتشارها على ربوع هذه محطات التي استقروا بها بصفة مؤقتة وانتقلوا منها الى مناطق اخرى وبالتالي ينشأ عن ذالك تداخلا نسبيا في تفاصيل بعض من حلقات السلسلة النسبية كالذي حدث في انتساب كثير من ذرية سيذي عبد القوي الى شجرة العالم الجليل سيدي علي بن يحي وما زاد الامر تعقيد هو كثرة التشابه في الاسماء وتقاربها مثل وجود اسم زيان كابن لسيدي عبد الرحمان اخو سيدي عبد القوي وزيان كاحد ابناء سيدي عبد القوي ومحمد الصغير ومحمد الكبير ابنا سيدي عبد القوي واحمد بن سيدي عبد الرحمان واحمد كابن سيدي عبد القوي
اذا ما افترضنا جدلا ان اجداد محمد التقي الملقب بشكيب الذين هم من ذرية سيدي عبد القوي انتقلوا من القيروان الى سجلماسة في القرن التاسع الهحري فمن المفروض عقلا ومنطقا بقائهم مدة ليست بالقصيرة في القيروان بداية من خروجهم من منطقة المغرب الاوسط ( منطقة تاقدامت ) حتى ميعاد خروجهم من القيروان والتي لم يذكر التاريخ ما اذا كانت الهجرة عامة شملت كل ذرية سيدي عبد القوي المتواجدة بالقيروان نحو تافيلالت او سجلماسة
لم يعرف مما في ايدينا من تاريخ اولاد سيدي علي بن يحي من ان احدا منهم غادرالمغرب الاوسط او عاد الى القيروان او مناطق اخرى في تونس بما فيهم سيدي خليفة وذريته من الذين ينسب اليهم كثير ان لم يكن معظم الحسينيين في ليبيا وتونس وموريطانيا العكس تماما مع ذرية سيدي عبد الرحمان من اجداد سيدي علي بن يحي كمحمد الكبير بن سيدي عبد القوي الذي تفرقت ذريته في المغربين الاوسط و الاقصى ومحمد الصغير بن سيجي عبد القوي الذي ذهب الى فاس وذريته تسمى باولاد حمامة اما احمد بن سيدي عبد القوي وعمه زيان بن سيدي عبد الرحمان فتوجها صوب تونس وهنا نقف لبعض التحليل بالاعتماد على ما سبق فان تفرق هذه الفصائل النسبية في اماكن عديدة ومتباعدة نسبيا ورغم اشتراكها في جد واحد وهو سيدي عبد القوي احدث هذا الانقطاع وخاصة بعد سقوط امارة تاقدامت في عهد محمد بن سيدي عبد القوي ابان زمن العبيديين والذي لم يحدث ايام امارة سيدي عبد الرحمان وامارة ابنه سيدي عبد القوي والتي كانت تجمع كل ذريته وان تباعدت الا ان ما حدث بعد سقوط امارة محمد بن عبد القوي لم يجدوا اي مضلة تجمعهم او علما من اعلامهم ليعبروا في شخصه من خلاله عن انتمائهم للدوحة الحسينية فلم يجدوا غير سيدي علي بن يحي الذي يعتبر سيدي عبد الرحمان جده العاشر