منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حقوق الأبناء على الوالدين
عرض مشاركة واحدة
قديم 2022-10-15, 12:59   رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

و مازلنا مع التربية عن طريق أسلوب الثواب والعقاب

ومن أساليب الثواب والعقاب التي يُمكن

أن تستنبط منَ السنة النبوية ما يلي:


ثانيًا: مِن وسائل العقاب:

5- - العقاب البدني:

أقرَّت السنة النبوية العقاب البَدَني كوسيلة

من وسائل مُعالجة الأخطاء

إذا توقَّف العلاج على ذلك

فقد قال رسول الله -

صلى الله عليه وسلم -:

((مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع

واضربوهم عليها وهم أبناء عشر))


https://dorar.net/hadith/sharh/66400

لكن لا بد منَ الحَذَر من المبالغة في العقاب البدني

بل لا بد أن يقتصرَ المربِّي

منه على أقلِّ ما يؤدِّي الغرض

ومن ثم ينبغي أن يراعي المربي

عند إقدامه على العقاب البدني ما يلي:


أولاً: الاكتفاء بإظهار أداة العقاب

إن تم الزجْر بذلك

لأن كثيرًا من الصغار والأطفال يرتدعون

وينزجرون بمجرَّد رؤيتهم للعصا أو السوط

ونحو ذلك من أدوات العقاب البَدَني

فإذا ارتدعوا وانزجروا

فقد حصل المقصود


فلا داعي إلى الإيقاع الفعلي للضَّرْب.

وقد أرشدت السنة النبوية

إلى مجرَّد إظهار أداة العقاب

وهو في حدِّ ذاته وسيلة من وسائل التأديب

حيث يروى عن ابن عباس

- رضي الله عنهما - مرفوعًا:

((علِّقوا السوط حيث يراه أهل البيت

فإنه أدب لهم))


https://dorar.net/hadith/sharh/110399

ثانيًا: الاقتصار على شدِّ الأذن ونحو ذلك

دون لجوء إلى الضرب

حيث كان ذلك مجديًا

لأن الصغير يتعرَّف بذلك على ألم المخالفة

وعذاب الفعل الشنيع الذي ارتكبه

واستحقَّ عليه شدَّ أذنه

فقد قال النووي في "الأذكار":

روِّينا في كتاب ابن السني عن عبدالله

بن بسر المازني الصحابي - رضي الله عنه -

قال: بعثتني أمي إلى رسول الله

- صلى الله عليه وسلم - بقِطْف من عنب

فأكلْتُ منه قبل أن أبلغه إياه

فلما جئت أخذ بأذني وقال: ((يا غُدَر))


منهج التربية النبوية" ص (192)

الأذكار، للنووي، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان

الطبعة الأولى، 1399هـ - 1979م، ص (256)


ثالثًا: عند اللجوء إلى الضرْب ينبغي

ألاَّ تقلَّ سنُّ المضروب عن عشر سنين


لقوله - صلى الله عليه وسلم - في أمر الصلاة:

((واضربوهم عليها وهم أبناء عشر))

https://dorar.net/hadith/sharh/66400

فإذا كانت الصلاة - وهي عماد الدين -

لا يجوز الضرب عليها قبل سن العاشرة

فما عداها من الأمور أهون وأيسر

فلا يعاقب عليه الطفل بالضرب قبل العاشرة أيضًا.


كما ينبغي أن يتراوح عدد الضربات

بين واحدة وثلاث فقط

فقد كان عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله

- يكتب إلى الأمصار: "لا يَقْرِن المعلم

فوق ثلاث؛ فإنها مخافة للغلام".


وعن الضَّحَّاك قال:

"ما ضرب المعلِّم غلامًا

فوق ثلاث، فهو قصاص"

أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب "العيال" (1/532).

ولا بد من العدل في الضرْب بين الصبيان

فعن الحسن قال: "إذا لم يعدل المعلم

بين الصبيان كُتِب من الظَّلَمة"


"منهج التربية النبوية" ص (195).

ولا بدَّ - أيضًا - أن تكونَ أداة الضرب

أداة مناسبة لسنِّ الصغير


فلا يضرب بأداة تؤلِمه إيلامًا شديدًا

أو تُحدث له كسورًا

أو جروحًا، أو عاهاتٍ


لأن الغرضَ - أولاً وأخيرًا - من هذا الضرْب

هو التأديب، وليس التشفِّي والانتقام

.ويجتنب المربِّي عند الضرب الوجْه

والرأس بما حوى، والمناطق الحسَّاسة

من الجسم؛ لأن الضرب في هذه المواضع

قد يؤدِّي إلى حدوث عاهات للصغير

وقد نَبَّه النبي - صلى الله عليه وسلم

- إلى ذلك بقوله:

((إذا ضرب أحدكم فليتَّقِ الوجه))


https://dorar.net/hadith/sharh/43205

ومِن حُسْن الأَدَب مع الله - عزَّ وجَلَّ -

ورسوله - صلى الله عليه وسلم -:

أن يرفع المؤدِّب يده عن الصغير

إذا ذكر اسم الله - تعالى -

أو النبي - صلى الله عليه وسلم -

كما هو عادة كثير من الصغار عند تعرُّضهم للعقاب

يدل لذلك ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم

- حيث يقول: ((إذا ضرَب أحدكم خادِمه فذكَر الله

فارفعوا أيديكم))


أخرجه الترمذي (4/297) كتاب البر والصلة

باب: في أدب الخادم (1950)


وقد يقول قائل:

إن الطفل إذا علم بهذا قد يتخذها وسيلة

للتهرُّب من العقوبة، والعَوْد إلى الخطأ

أو يتخذها حيلة للتخلُّص من الضرب

ويعاود فِعْلَه.فالجواب عن ذلك:

أنه يجب الاقتداء بحديث رسول الله -

صلى الله عليه وسلم -

لما فيه من تعظيم الله - تعالى

- في نفس الطفل،

وهو كذلك علاج للضارب من أن حالته

الغضبية كبيرة جدًّا؛ مما استدعى

من الطفل ذكر الله تعالى والاستغاثة به.


ولن نتكلم مع ضعاف الإيمان

الذين إذا سمعوا مثل هذه الاستغاثات


ازدادوا حمقًا وتعسُّفًا وضرْبًا

فهؤلاء بحاجة أن يذكروا ذنوبهم

وتقصيرهم مع ربهم

وحِلم الله - تعالى - عليهم

مع قدرته عليهم في كل آنٍ


وهذا يقودنا إلى أمر مهم

وهو أنه يجب على المربِّي

ألاَّ يُقْدمَ على عملية الضرب والتأديب

وهو في حال غضب شديد

فقد كتب عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله

- إلى أحد عماله: "لا تعاقب رجلاً

عند غضبك عليه؛ بل احبسه حتى

يسكن غضبك، فإن سكن فأخرجه

فعاقبه على قدر ذنبه".


هذه قاعدة تربوية يجب ألاَّ يحيد عنها المربُّون

ولا ينساها الآباء والأمهات:

"لا تؤدِّب وأنت غضبان"

لأن الغضب يفقد صاحبه الحكمة

والبصيرة والروِيَّة في الحكم

والأناة في بحْث الأمور بحثًا عقليًّا

من جميع جوانبها، وحينئذ يأتي الخطأ

ويحدث الظُّلم، ويعيش صاحبه في حالة غضبية

لا يفرق بين الانتقام والتأديب

فالانتقام يصدر عن مبغض كاره

والتأديب يصدر عن قلب رحيم


قبسات من التأديب التربوي" ص (105).

.............

في النهاية ارجوا من الله

إن يكون وفقني في كتابة موضوع هذا البحث

بشكل كامل ونسأل الله كل التوفيق لكم ولنا.

وأسال الله أن يوفقنا عبر صفحات الحياة

لتغدو خرائط الأمل زاهية متألقة ليسعد الجميع.

و السلام عليكم ورحمة الله و بركاته










رد مع اقتباس