السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قديما قال أحدهم: "مغنية الحي لا تطربني"، لي أن أتصور لو كان الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس رحمه الله من غير الجزائر، كيف يتعامل معه الجزائريون؟ أظن أنهم يجلونه، ويقدرونه، ويعظمونه، ويبجلونه،....وكلهم شوق للسماع عنه، وللقراءة له، فيدرسون حياته، ويتدارسون أفكاره، ويجعلونه أسوة حسنة لهم، مثل ما يفعلون اليوم، مع من لا يصدق عليهم اسم العلماء إلا من باب المجاز، فالواقع قد أفرز لنا غثائية كبيرة، حتى خلا الجو، ولم يبق إلا الرويبضة، وها نحن اليوم نستورد العلماء مثل ما نستورد البضائع، ويا ليتنا رجعنا إلى العلماء الذين لديهم علم بأمراض الأمة، والذين لا يدخرون جهدا في وصف العلاج لها، فنحن في كثير من الأحيان، نشهر بأشباه العلماء وأنصافهم، والكل يعلم أن الدين ما ضره جاهل يعرف جهله، ولا عالم يعرف علمه، ولكن ضر به المتعالمون الذين عشش الجهل في عقولهم، فالواحد منهم لا يستحي أن يتكلم في الدين، بحجة أنه جالس العالم الفلاني، ويعلم الله أنه ما جلس إليه إلا مرة أو مرتين، فبالله عليكم ماذا ننتظر من هؤلاء؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أخي: يا من كتبت عن الشيخ بن باديس، كان يمكنك أن تكتب أكثر وأحسن، فهو والله لقد فعل في الجزائر وفي عز الاستعمار، ما قد عجز عنه كثير من العلماء في أرض تشد لها الرحال وفي عز الاستقلال.
فرحم الله الشيخ رحمة واسعة وليت الجزائريين يعرفون علماءهم فهم كثر.
وفقكم الله، ويعلم الله أنني أحب ابن باديس، وأحب من يحبه، كيف لا؟ وقد قال فيه محمد البشير الإبراهيمي في ذكرى وفاته مرة: "يموت العظماء فيعود العنصر الترابي منهم إلى أصله، أما أعمالهم فتبقى في شكل نور يهدي، ورابطة تجمع، وقوة تدفع" ووالله لقد صدق، ويا ليته لم يكن من الجزائر، عندها فقط يمكننا أن نستفيد منه أكثر.