نطلب من الله العلي الكبير أن يتغمد وردة برحمته و ان يسكنها فسيح جناته فهي من الحور العين ان شاء الله.
و أنا معك يا كاتب المقال في كل ما قلت عن القلوب التي تتحول الى حجارة أو هي أشد قسوة كما وصفها الله عز و جل فالحجارة تتفجر منها الأنهار اما هده القلوب فلا تعرف الرحمة و أصحابها في غفلة من أمرهم يضنونها باقية لهم و أهديك يا عائلة وردة الجنة هده الأبيات لشاعر الزهد أبو العتاهية.
كلٌّ إلى الرّحمانِ مُنَقلَبُهْ؛ ....... والخَلْقُ ما لا يَنْقَضِي عَجَبُهْ
سُبحانَ مَنْ جَلّ اسمُهُ وعَلا، ....... وَدَنا، ووارَتْ عَينَهُ حُجُبُهْ
ولَرُبّ غادِيَةٍ ورائِحَةٍ، ....... لم يُنْجِ منها هارِباً هَرَبُهْ
ولرُبّ ذي نَشَبٍ تَكَنَّفَهُ ....... حُبُّ الحَياةِ، وغَرّهُ نَشَبُهْ
قد صارَ مِمّا كانَ يَمْلِكُهُ ....... صِفراً، وصارَ لغَيرِهِ سَلَبُه
ْ يا صاحِبَ الدّنْيا المُحِبَّ لهَا! ....... أنتَ الذي لا يَنقَضِي تَعَبُهْ
أصلَحتَ داراً، هَمْلُها أسَفٌ، ....... جَمُّ الفُروعِ، كَثيرَةٌ شُعَبُهْ
إنّ استِهانَتَهَا بِمَنْ صَرَعَتْ، ....... فبِقدْرِ ما تَسمُو بهِ رُتَبُه
ْ وإنِ استَوَتْ للنّملِ أجْنِحَةٌ، ....... حتى يَطيرَ، فقدَ دَنَا عَطَبُهْ
إنّي حَلَبْتُ الدّهرَ أشْطُرَهُ، ....... فرَأيْتُهُ لم يَصْفُ لي حَلَبُهْ
فتَوَقّ دَهرَكَ ما استَطَعتَ، ولا ....... تَغرُرْكَ فِضّتُهُ، ولا ذَهَبُهْ
كَرَمُ الفتى التّقوَى، وقُوّتُهُ ....... مَحض اليقينِ، ودينُهُ حَسَبُهْ
حِلْمُ الفَتى مِمّا يُزَيّنُهُ؛ ....... وتَمامُ حِلْيَةِ فَضلِهِ أدَبْه
ْ والأرْضُ طَيّبَةٌ، وكلُّ بَني ....... حَوّاءَ فيها واحِدٌ نَسَبهْ
إيتِ الأمورَ، وأنتَ تُبصِرُها، ....... لا تأتِ ما لمْ تَدْرِ ما نَسَبُهْ