ربيع عربي!
سمعت بالربيع في أرض العرب
فقلت في نفسي هذا عجب!
أخيرا استقام أمرنا !
...نحن العرب ؟؟؟
عجب أمرنا يا للعجب!
فيم العجب؟ يا صاحبي فيم العجب؟؟؟
...ستفهم الحكاية
فاسمع إلى النهاية...!
كانت تعيش بأرضنا خراف
وافرة اللحوم و الأصواف
لها ثغاء من بعيد يسمع
لها في أرضنا أكل و مرتع
و ذات يوم ذاع في المراعي...
أيتها الخراف مات الراعي
و جاءها راع جديد أجلف
عبوس الوجه ليس يؤلف
فمنع عنها المرعى الخصيب
وما أراد منها غير اللحم و الحليب
و إن ثغت شاة بلا إذن (لا تستطيع)!!!
قال اذبحوها......
...يستتب الأمن في القطيع!
ذات يوم جاءها خروف
يجري و لونه مخطوف
قال ابشري أيتها الخرفان
قد ثارت الخراف في زريبة الجيران!
وواجهت راعيها المستبد فهرب
بشراك يا خراف فالصبح اقترب
اتفقت خرافنا في ذلك النهار
على اسقاط سطوة الجبار
و في المساء أعلت الصحافة
على انعقاد مجلس الخلافة!
لكن هيهات...!
كيف تنتصر الخراف و هي خراف!
لا تملك غير الصوف و الأظلاف!
و فجأة جاء المدد..!
من غابة في آخر البلد
ماذا أرى...؟؟؟؟
ثعالب غلبتها (الشهامة)!!!
فقامت تذود عن خرافنا...
بلا ثمن...؟؟؟!!!
حلم هو أم آخر الزمن؟؟؟!!!
انتهت الحرب...
و أعلنت الصحافة
انتصر الشعب و كسر الخرافة!
لكن الصحافة لم تقل
أن الضحايا كلهم خراف!
كأنها خافت على البقية أن تخاف!
من لم تمزقه سكين المستبد
مزقته سكين الثورة!!!
و الكل خراف!
قالو...
مزق العرب من حولكم جلد الخروف
و لازلتم خراف...؟!
قلت...
صرنا خراف
حين استأسد الضعاف
قلت نعم صرنا خراف!
نقرفص تحت نير الطغيان
ولا يحكمنا الخصيان!
تذكروا تاريخنا ...
.....فآفة العلم النسيان!
كنا جندا في سبيل الحق ثرنا
وإلى استقلالنا بالحرب قمنا
لم يكن يصغى لنا لما نطقنا
فاتخذنا رنة البارود وزنا
و عزفنا نغمة الرشاش لحنا
....
....
....ثم صرنا خراف!!!
خراف لا تقبل الإستعمار!
و جلد الخروف أشرف لنا....
....من جلد الحمار!!!
قصيدة ل: داود شرقي