منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - سلسلة الرد على شبهات دعاة التحزب والانتخابات
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-03-20, 11:08   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة الثالثة :احتجاج بعضهم بصلح الحديبية وأن النبي صلى الله عليه وسلم تنازل فيه :

يقول بعض المفتونين بالكراسي والبرلمانات : إن النبي صلى الله عليه وسلم لما ترك كتابة البسملة و"محمد رسول الله" في الصلح فقد تنازل عن الأصول لمصلحة عامة للدعوة.

والجواب على هذه الشبهة : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتنازل عن أصول الدين فتركه كتابة بسم الرحمن الرحيم مع كتابته (بسمك اللهم)) لا ينفي صفة الرحمن والرحمة عن الله تعالى وأيضا تركه كتابة"رسول الله" مع كتابة نسبه لأبيه لا ينفي عنه النبوة فهذه مداراة لا تضر بأصول الإسلام إنما هي موافقة للكفار فيما هو جائز فقط فلا يوجد فيها أقوال أو اعتقادات تنافي الشريعة, ولا يوجد فيها الرضى بشريعة الكفار ودينهم وآلهتهم ,خلافا لمن يدخل للبرلمان فإنه يجعل الحرام حلالا والحلال حراما ,ويقبل بشرائع الديمقراطية الطاغوتية فالذي يدخل البرلمان إنما يوافق القوم في الحرام لا الحلال .
وإليك أخي القارئ المنصف أقوال العلماء الراسخين في شرح ما جاء في قصة الحديبية لتتبين الصورة بشكل أوضح :
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم قال العلماء وافقهم النبي صلى الله عليه وسلم في ترك كتابة بسم الله الرحمن الرحيم وأنه كتب باسمك اللهم وكذا وافقهم في محمد بن عبد الله وترك كتابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذا وافقهم في رد من جاء منهم إلينا دون من ذهب منا إليهم وإنما وافقهم في هذه الأمور للمصلحة المهمة الحاصلة بالصلح مع أنه لا مفسدة في هذه الأمور أما البسملة وباسمك اللهم فمعناها واحد وليس في ترك وصف الله سبحانه وتعالى في هذا الموضع بالرحمن الرحيم ما ينفي ذلك ولا في ترك في وصفه أيضا صلى الله عليه وسلم هنا بالرسالة ما ينفيها فلا مفسدة فيما طلبوه وإنما كانت المفسدة تكون لو طلبوا أن يكتب ما لا يحل من تعظيم آلهتهم ونحو ذلك وأما شرط رد من جاء منهم ومنع من ذهب إليهم فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة فيهم في هذا الحديث بقوله من ذهب منا إليه فأبعده الله ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا ثم كان كما قال صلى الله عليه وسلم فجعل الله للذين جاءونا منهم وردهم إليهم فرجا ومخرجا ولله الحمد وهذا من المعجرات).

قال الإمام أبو سليمان الخطابي : (وفي امتناع سهيل بن عمرو على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصدر كتاب الصلح ببسم الله الرحمن الرحيم ومطالبته إياه أن يكتب باسمك اللهم ومساعدة رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه على ذلك باب من العلم فيما يجب من استعمال الرفق في الأمور ومداراة الناس فيما لا يحلق به دين المسلم ضرر ولا يبطل معه لله سبحانه حق , وذلك لأن معنى باسمك اللهم وهو معنى بسم الله الرحمن الرحيم وإن كان فيها زيادة ثناء. قال النحويون اللهم يجمع نداء ودعاء كأنه يقول يالله أم بنا خيرا أو أمنا بخير وما أشبه ذلك فحذف بعض الحروف لما كثر استعماله في كلامهم إرادة التخفيف واختصارا للكلام, وكذلك المعنى في تركه أن يكتب محمد رسول الله واقتصاره على أن يكتب محمد بن عبد الله لأن انتسابه إلى أبيه عبد الله لا ينفي نبوته ولا يسقط رسالته) .

قال ابن الجوزي : (وفيما جرى من موافقتهم في كتب ما أرادوا تعليم للخلق حسن المداراة والتلطف ولا ينبغي أن تخرج المداراة عن الشرع فإن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وافقهم إلا في جائز لأن قوله باسمك اللهم يتضمن معنى بسم الله الرحمن الرحيم ونسبه إلى أبيه لا يخرجه عن النبوة).
فكيف يقارن بين رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وافقهم في جائز وبين الضلال الذين وافقوا المشركين في شركهم وضلالهم؟ ! والله المستعان.
قال الكرماني : (وفيه جواز بعض المسامحة في بعض أمور الدين يعني كالمستحبات مثل كتابة البسملة ما لم يكن مضرا بأصوله).

قال القاضي عياض : (لا لبس في ترك وصفه بالنبوة نفيا لها عنه, ولا في ترك بعض صفات الله تعالى نفيا لها عنه, وإنما الذي لا يجوز لو طالبوه أن يكتب لهم ما لا يحل قوله واعتقاده للمسلمين من ذكر آلهتهم وشركهم).









رد مع اقتباس